كيف سيتحفل الرئيس صالح هذا العام بذكرى توليه السلطة ؟

قبل 33 عاما من اليوم وقف ضابط رث الملابس منكوش الشعر شاحب العينين على منصة مجلس برلماني في شمال اليمن المضطرب ، مد الرجل يده ووضعها على نسخة من الكتاب المقدس لدى المسلمين وتمتم بصوت عال ببضع كلمات تحدث فيها عن ايمانه بالوطن والحفاظ عليه.

كان ذلك هو الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حينما صعد إلى الحكم خلال مرحلة حادة من الاضطرابات السياسية التي كان يعيشها شمال اليمن ، حينما صعد صالح إلى الحكم كان الحديث لايزال طريا عن مقتل سلفه احمد الغشمي خلال عملية إغتيال اتهمت الحكومة المحلية في عدن بالوقوف خلفها .

بعد 33 عام من اللحظة التي تولى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حكم اليمن كيف ينظر اليمنيون إلى هذه المناسبة وهل يعتبرونها مصدر فخر لهم أم ان أنهم باتوا ينظرون إليها على اعتبارها ذكرى سيئة .

على طريق طويلة تمتد من عدن حتى مدينة الضالع يقود محمد اسعد ناقلة نفط صغيرة بخوف بالغ يقول لمحرر "عدن الغد" عبر الهاتف لأول مرة احس ان الطريق بين الضالع وعدن طويلة وشاقة ومجهدة .

يرى اسعد ان اليمن عانى الكثير من التدهور بسبب حكم نظام الرئيس صالح ويتذكر العقود الماضية بحنين شديد، طوال 3 عقود قاد " اسعد" ناقلات وقود متعددة وقبلها شاحنات فاكهة وخضار تابعة للحكومة المحلية في عدن .

اتذكر قبل عقود إنني كنت اترك الشاحنة على طول الطريق إلى عدن عدة أيام وهي محملة بكل انواع الفاكهة وحينما اعود إليها لا أجد حبة فاكهة واحدة مفقودة .

هكذا يصف اسعد أيام سابقة من حياته ويضيف لمحرر "عدن الغد" بالقول :" اليوم كما ترى الوضع صار مخيف للغاية والسبب في كل ذلك عقود من توريث الحكم والظلم والطغيان لكن كل ذلك سيرحل عمار قريب.

في صنعاء وسط ساحة احتجاجات مركزية يرابط منذ أشهر ناجي البعداني 43 عاما منذ أشهر ويحمل ليلا ونهارا لافتة كبيرة كتب عليها "ارحل " وهي الكلمة التي دأب المحتجون المناهضون للرئيس صالح على ترديدها منذ أشهر في تأكيد منهم على المطالبة برحيل نظام الرئيس صالح .

يحكي البعداني على مقربة من الساحة لمراسل "عدن الغد" في صنعاء قصته مع الاحتجاجات التي نادت برحيل نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح .

يقول يومها كانت بمنزلي بقرية تقع على أطراف بعدان الشمالية حينما شاهدت بالتلفزيون المئات من المحتجين في العاصمة صنعاء وهم ينصبون خيام ويكتبون عليها عبارات جريئة مثل ارحل ويطالبون بإسقاط نظام الرئيس صالح .

للبعداني قصة قد تبدو مؤلمة بنظر كثيرين يحكيها لمراسل "عدن الغد" حينما كان ضابطا بالحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وكيف تم تسريحه من الخدمة العسكرية بسبب خوضه لنقاش سياسي مع عدد من زملائه في المعسكر حول صلاحية نجل الرئيس صالح للحكم بعد والده.

كان النقاش قبل سنوات من اليوم لكنه وافق ذكرى تولي الرئيس صالح للحكم يقول البعداني" فوجئت بهم يطلبوني للتحقيق وهناك وجدت قائمة طويلة من الاتهامات وبداخل غرفة صغيرة تم صفعي عدة مرات وتم سكب ماء بارد على جسدي في ظل أجواء شديدة البرودة .

بعد شهر من الاعتقال والتحقيق تمكن البعداني من الهرب من المعسكر لايحمل إلا بزته العسكرية يقول :" انطلقت ليلتها عدوا إلى خارج المدينة ونظرت إلى الافق البعيد وتذكرت أحاديث الرئيس صالح عن الثورة والحرية والديمقراطية وأشياء أخرى كثيرة ، فقدت بعد ذلك عملي وكل شيء وحينما انطلق الشباب الثائر في صنعاء استدنت مال وانطلقت إلى هنا ولن اغادر إلا حينما يغادر هذا الرجل الذي احال حياتنا إلى جحيم.

يتهم كثير من اليمنيين الرئيس صالح بتوريث مناصب الحكم في الدولة التي وقف على رأس نظامها أكثر من 33 عاما إلى أبنائه وابناء أسرته وهي اتهامات تجد الكثير من الايمان بين صفوف المحتجين في الكثير من الساحات الاحتجاجية .

يرى كثيرون ان الرئيس صالح استطاع وخلال 33 عاما من الحكم ان يكرس الحكم بيد أسرته في البلد الذي قالت ادبيات ثورية فيه ان الآلاف من الثوار ناضلوا في جنوبه وشماله لأجل إنهاء مايصفونه حكما استعماريا وتوريثا ملكيا .

وخلال السنوات الماضية بداء واضحا ان نظام الرئيس صالح ظل يحتفل بهذه المناسبة في ظروف سياسية كانت تعاني من تعاظم الأزمات السياسية جراء الاشكاليات التي عانت منها اليمن.

يمثل التحدي الذي مثلته الاحتجاجات السياسية والشعبية التي اكتسحت اليمن خلال الأشهر الماضية اكبر تحدي يواجه نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح منذ 33 عاما .

قاد محتجون مناهضون للرئيس صالح في صنعاء مظاهرات تنادي برحيله عن الحكم سرعان ما امتدت إلى الكثير من المدن اليمنية وشارك فيها الملايين ورفض المحتجون أي حلول وسطية أو أي تنازل عن مطلبهم الرئيسي المتمثل برحيل نظام الرئيس صالح عن الحكم دون قيد أو شرط.

مع تعاظم الاحتجاجات في اليمن بدأ وكان الأوضاع تتجه إلى المجهول في البلد الأكثر فقرا في المنطقة العربية خصوصا مع تصلب الرئيس صالح في مواجهة الاحتجاجات التي تنادي بإنهاء نظام حكمه.

في الـذكرى الـ33 من حكم نظام الرئيس صالح لليمن يقف الرجل في مواجهة الكثير من الاختلالات والمشاكل السياسية التي تكاد ان تعصف بالبلد بين هذه المشاكل شكاوى الجنوبيين من ان نظام الرئيس صالح تمكن بعيد حرب صيف 1994 من تحويل الوحدة السياسية التي تم الاتفاق عليها بين الشمال والجنوب في العام 1990 إلى وحدة سياسية لصالح نظام حكمه.

بين الشكاوى الأخرى الشكوى من الحرب التي قادها الجيش اليمني في محافظة صعدة اقصى شمال اليمن وتدميرها للمحافظة بشكل كامل كما يواجه صالح اتهامات من قبل المعارضة اليمنية واطراف عدة .

يتسائل الكثير من اليمنيين اليوم كيف يمكن للرئيس صالح بان يحتفل بذكرى توليه الحكم في اليمن بعد أشهر من الاحتجاجات المناوئة له ومحاولة اغتيال فاشلة تركت أثار حروق على وجه الرجل لازال يعالج منها حتى اللحظة .

ظهر صالح قبل أيام من ذكرى توليه الحكم في اليمن مشوه الوجه بعد تعرضه لحروق كبيرة في شتى انحاء جسمه جراء الانفجار الذي استهدف مسجده الرئاسي في العاصمة اليمنية صنعاء في الـ3 من يونيو الماضي.

جدد الرجل التحدي في خطابه الأخير وهو مابدد آمال الكثير من المناهضين للرئيس صالح بإن الرجل في طريقه إلى التنحي عن الحكم .

تأتي ذكرى احتفال الرئيس صالح بمناسبة توليه الحكم في اليمن هذا العام مخالفة لكل الأعوام السابقة بل أنها مختلفة عن كل 32 عاما مضت.

يحتفل الرئيس صالح هذا العام بهذه المناسبة فيما قد يكون هنالك طبيب ما يجلس إلى جواره ويحاول تضميد جروح تركها انفجار مقذوف استهدف به صالح واحال جسده إلى خريطة مجزئه .

إلى جانب ذلك يحتفل الرجل أيضا فيما الكثير من وحدات الجيش اليمني أعلنت عصيانها وتمردها على الرجل .

في عدن التي كانت عاصمة للجنوبيين حتى العام 1990 ازال محتجون صور صالح التي كانت منتشرة في كل مكان واستبدلوها بعبارات شديدة اللهجة تحوي سبابا للرجل في بعض الاحيان.

في الـ17 يوليو 2011 يظل السؤال الذي يشغل بال الكثير من اليمنيين هو هل سيحتفل الرئيس صالح بهذه المناسبة العام القادم وهو لايزال رئيسا لليمن .؟

انا اعتقد لا
لانو لسه مو فى اليمن هو
اشكرك للموضوع ليفربول
تقبلنى

تحية الاسلام
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيكم حقكم من الشكر والاحترام والتقدير
لكم مني عاطر التحية واطيب المنى
دمتم بحفظ المولى

صفحة 1 من اصل 1