ممَّا يتخوَّف الأردن، مِن توطين الفلسطينيين لديه أو مِن أن يَكون الوطن البديل؟ الجَوَاب بقلم: حميد الواسطي

ممَّا يتخوَّف الأردن، مِن توطين الفلسطينيين لديه أو مِن أن يَكون الوطن البديل؟ الجَوَاب بقلم: حميد الواسطي
--------------------------------------------------------------

بِسْمِ اٌللهِ اٌلرَّحمَن الرَّحيمِ
ممَّا يتخوَّف الأردن، مِن توطين الفلسطينيين لديه أو مِن أن يَكون الوطن البديل؟ الجَوَاب بقلم: حميد جبر الواسطي

أمَّا بَعدُ، عنوان المقالة أو السُؤال: " ممّا يتخوَّف الأردن، مِن توطين الفلسطينيين لديه أو مِن أن يَكون الوطن البديل؟." مِن مركز الدراسات العربي – الأوروبي في باريس
سُؤال تحت المجهر .. يُمكِن مراجعته مِن خِلالِ الرابط :
http://www.ceea.com/new/reviews.php

وَالجَوَاب برأيي وَإستقرائي وَبشكلٍ وجيز أقول: إنَّ أهَم مخاوف الأردن مِن توطين الفلسطينيين لديه أو أن يَكون (الأردن) الوطن البديل هُوَ ما سينتج مِن تحوُّل فلسطينيي الأردن مِن لاجئين أو مقيمين أو مواطنين مِنَ الدرَجَة الثانية إلى شُركاء في الدولة الأردنيَّة، وَبأضافة أو مجيء فلسطينيين آخرين مِن خارِج الأردن سوف يشكلون أغلبيَّة، فضلاً عن مُزاحمَة وَمُنافسَة الأردنيين في مجالاتٍ عديدة سِيَّمَا جغرافيّاً وَاِقتصاديّاً وَسياديّاً !!

فلسطينيّو الأردن الَّذِينَ يُشكلون نسبة 42% مِن مجموع السُّكان (3.5 مليون أردني ، 2.5 مليون فلسطيني) ، بَيد أن الفلسطينيين في الأردن لا يتمتعون في الحقيقة بنفس القدرِ مِن حقوق المُواطنة كمَا هُوَ حال الأردنيين الأصليين، وَعَلَى وجهِ الخصُوص في المناصب المُهمّة في الدولة. وَعَلَى سبيلِ المِثال لا الحصر فأنَّ هناك فرق كبير في فرصةِ القبول بَينَ الطالب الأردني وَالفلسطيني المُتقدّم إلى الكُلِّيَّة العسكريَّة أو كُلِّيَّة الشرطة في الأردن.

عامَّة الفلسطينيين في الأردن وَبالرغم مِن عددهم الكبير وَدورهم الفعال في تسيير اِقتصاد الشارِع الأردني إلاَّ أنهم لا يَعتبرون أنفسهم بنفسٍ درَجَة الأردنيين الأصليين وَوجودهم في الأردن مِنَ الناحيَة الواقعيَّة وَالفعليَّة لا يختلف كثيراً عن الأجانب الَّذِينَ يقيمون وَيعملون وَيستثمرون في دولةٍ ما.. وَإن كانَ بعضهم أو أغلَبَهم متجنسين وَلكنها جنسيَّة ضعيفة في حقيقتها وَمِنَ الدرَجَة الثانية.. وَأنَّ الفلسطيني (مِنَ العامَّة) في الأردن يربط مصيره وَديمومة حياته في الأردن بحُسنِ السيرة وَالسلوك وَكسب ودّ وَالتعامل بحذر مَعَ الأردنيين مِن أجل العيش وَالبقاء وَعدم تجاوزه أهَم الخطوط الحمراء وَلَو بشكلٍ غير مُباشر؟ عَلَى أن لا يُطالب مساواته مَعَ الأردني الأصلي في كُلِّ شيء!!

وَلَكِن في حال أن يَكون الأردن هُوَ الوطن البديل للفلسطينيين سوف يُزال ذلِك الخطّ الأحمر وَسيصبح الفلسطيني شريكاً مَعَ الأردني في الدولة في كُلِّ شيء وَسيتمتع بنفس حقوق الأردني في المُواطنة. وَبعكسِ ذلِك سوف تتعرَّض الأردن إلى مشاكل تهز أمنه وَإستقراره وَاِقتصاده.. وَستؤدي لا محالة إلى مُطالَبَة الفلسطينيين بفيدراليَّة أو كونفدراليَّة أو دولة مستقلة تقسم الأردن أرضاً وَاَقتصاداً وَسيّادة إلى دولتيَن.. واحدة للأردنيين وَالأُخرى للفلسطينيين!! وَهذا أهم مَا يخشاه أو يَخافهُ الأردن أو الأردنيين.
استراليا – العراق
19 / 5 / 2010
ajshameed@hotmail.com

صفحة 1 من اصل 1