ساندرو روسيل الرجل الذي لا يحصل على الاحترام الذي يستحقه

ساندرو روسيل الرجل الذي لا يحصل على الاحترام الذي يستحقه















كثيرة هي الإنتقادات الموجهة لساندرو روسيل حول طريقة تسيير النادي من الناحية الرياضية ، وتحفظه الكبير في انفاق الأموال على تعاقدات جديدة على غرار الغريم ريال مدريد ، و عكس فترة خوان لابورتا السخية التي كان ظاهرها نجاح كروي مبهر وباطنها مديونية كارثية.

حتى لا يبخس عشاق برشلونة حق روسيل ، فرغم تواضع انجازات النادي الكروية بالمقارنة مع فترة خوان لابورتا الرئاسية ، الى انه حقق نجاح اقتصادي مبهر يوازي به النجاحات الكروية لمرحلة خوان لابورتا ، الذي ترك النادي يعاني اعباء مديونية ضخمة.. ، لكن مع روسيل اغلق النادي الكتالوني ميزانية الموسم الماضي على فائض قدره 32 مليون يورو ، إذ انخفضت الديون العامـة إلى 331 مليون يورو ، وهو امر عجز عنه خوان لابورتا رغم كل عائدات الإنجازات الرياضية المبهرة للفريق تحت قيادته ، إذ خسر النادي مايزيد عن 170.4 مليون يورو في ثماني صفقات فاشلة ، ابرزها ( زلاتان إبراهيموفيتش ، أليكسندر هليب ، البرازيلي هنريكي ، و المدافع الأوكراني دميترو تشيجرينسكي..)

ادارة روسيل هدفها كان ولا يزال بالدرجة الأولى التركيز على التوازن الإقتصادي بالتوازي مع النجاح الرياضي ، وتجاوز مرحلة خوان لابورتا الفاشلة “اقتصاديا” ، وتوقيع روسيل على عقد رعاية جديد مع الخطوط الجوية القطرية مقابل 100 مليون يورو ، هو استمرار لنجاح برشلونة روسيل الاقتصادي ، الذي قد يشكل ارضية خصبة لنجاحات كروية في المواسم القليلة المقبلة ، ويعزز قوة النادي المالية في سوق انتقالات لم يعد يؤمن لا بتاريخ ، و لا قوة ، و لا انجازات الاندية.

دعونا نوضح بعض النقاط التي جعلت بعض المنتقدين ، يضعونها اساس لمهاجمة اي قرار ، او اي تلميح ، او تصريح لساندرو روسيل حفظا لا فهما.. اكيد العديد منكم يسأل ، ما دامت ادارة روسيل تبحث عن منح التوازن الإقتصادي للنادي ، ماذا عن صفقة فيا و تياغو الكانتارا ؟ ، إذ كان بإمكان ادارة النادي ان تحصل على مبلغ اكبر من بيع اللاعبين.


فيا و تياغو الكانتارا

بالنسبة لفيا قيمة انتقاله الى اتليتكو مدريد منطقية الى ابعد الحدود ، بالنظر لراتب اللاعب الذي سيوفره الفريق الكتالوني هذا الموسم ، لأن عقد الكواخي يتضمن بندا ينص على ان اجره في موسمه الاخير مع برشلونة يرتفع من 7 الى 11 مليون يورو ، وهو مبلغ مبالغ فيه للاعب كان له دور ثانوي مع الفريق ، منذ تعرضه لاصابة خطيرة في الساق في ديسمبر / كانون الاول 2011.

قيمة انتقال فيا الى اتليتكو مدريد تصل الى مايزيد عن 13.1 مليون يورو و هي قيمة بيع نصف بطاقة اللاعب فقط ، باحتساب توفير النادي للأجر السنوي الذي كان سيدفعه للاعب في موسمه الثالث مع الفريق ( 11 مليون يورو) ، و الدفعة الأولى من قيمة انتقاله لآتلتيكو مدريد ( 2.1 مليون يورو ) ، دون الأخذ بعين الإعتبار حصول برشلونة على 3 مليون يورو في حال استوفى فيا عقده مع اتليتكو مدريد ، كما ان النادي سيحتفظ بـنصف حقوق بطاقة انتقاله مستقبلا ، مع العلم ان افضل عرض كان قد توصل بـه برشلونة من اجل فيا في ذلك المركاتو كان من توتنهام بقيمة ( 12 مليون يورو).
بالنسبة لتياغو بيع تياغو ألكانتارا امر سيئ جدا رياضيا لأنه يملك مستقبل كبير بالنادي ، لكن الحصول على 25 مليون يورو على لاعب لا يود البقاء أمر ممتاز جدا اقتصاديا.

ماذا عن بخل روسيل؟ اي ادارة نادي في العالم تتحرك في سوق الانتقالات حسب وضعها المالي وحاجيات الفريق وفترة خوان لابورتا السخية كبلت ادارة ساندرو روسيل بمديونية كارثية وفرضت عليها سياسة تقشف لم تكن ترغب فيها.


زلاتان إبراهيموفيتش وغوارديولا (Getty Images)

للأسف وطيلة سنوات عديدة ، قام برشلونة بتعاقدات كثيرة لم تقدم للفريق اي اضافة ، بقروض فرضت على النادي فيما بعد سياسة تقشف لم يكن يرغب فيها ، لأن الجانب الخفي حاليا للنجاحات الرياضية هو النجاح الاقتصادي ، الاندية حاليا لا تعيش فقط بالالقاب بل ايضا بسياستها المالية.

كان بالامكان ان يصرف روسيل بسخاء ، و ان يقترض من البنوك ، و يقوم بصفقات مدوية ، تكتب اسمه في تاريخ النادي الكتالوني سوأ مع او بدون القاب ، لكنه لم يختر نفسه بل اختار الفريق ، اختار عدم المغامرة باقتصاد النادي من اجل بضعة سنوات و ان يعمل على سياسة طويلة الامد.

وهذا ما تقوم به ادارة برشلونة ، و هو مواصلة العمل على سياسة تمنح النادي الانتظام في تحقيق الالقاب لسنين طويلة ، و ليس فقط لحقبة او فترة معينة ، مرتبطة برئيس او مدرب ، و هذا الانتظام يتحقق بفضل سياسة مالية ناجحة ، و ليس فقط عن طريق اقتراض الاموال والتعاقد مع لاعبين قد ينجحون او يفشلون.

وخير دليل في فترة لابورتا زلاتان ابراهموفيتش كلف النادي مبلغ كبير ، لكنه خرج بعد موسم واحد دون ان ننسى تشيجرينسكي او كايرسون او هينريكي… ، في موسم 2010/2009 صرف برشلونة 113 مليون يورو من اجل ابرا و تشيجرينسكي وماكسويل وكايرسون.. ، فماذا استفاد برشلونة؟ لا شيء ، هل يقول احد ان سياسة الادارة حينها كانت فاشلة والتي صرفت 113 مليون من اجل لقب الدوري؟! انها ازدواجية المعايير و العيش في احلام الماضي الجميل.

نهج واضح المعالم ، يحقق القابا اكثر من “المتغير” ، امتلاك نهج ناجح يجعلك اقوى من خصومك ، في الوقت الذي خصمك كل موسم يبحث عن نهج جديد انت تتفوق بدافع الاستمرارية والاستقرار. وهذا هو الحبل الذي يمشي عليه روسيل الحريص و ليس البخيل دون ان يقع و تكسر عظامه ، بالحفاظ على ركائز “دريم بيب” عبر القيام بتجديد عقد ميسي ، و انيستا ، وبويول ، وبوسكيتس ، وتشافي.. ، كما ان المفاوضات جارية لتجديد عقد مونتويا و بارترا ، اليست هذه اموال طائلة تصرف؟!

الادارة الحالية في صيف 2011 وقعت مع مهاجم ولاعب خط وسط سانشيز وسيسك ، و في صيف 2012 وقعت مع لاعب وسط ومدافع ايسر سونغ ، وألبا ، في صيف 2013 مع مهاجم نيمار ، لذلك فإن ادارة النادي لحد الان ترمم الفريق تدريجيا دون ان تمس بهدفها الاول تصحيح وضعه المالي المحرج.

على مشجعي برشلونة ان يفهموا ان فريقهم حاليا افضل نادي على الاطلاق يمر بمرحلة انتقالية تدريجية بشكل ناجح جدا وذلك دون التوقف عن الفوز و تحقيق الالقاب.. ونظرة على حال ميلان و ليفربول و روما و مانشستر يونايتد و الغريم ريال مدريد و ستفهمون ما اعنيه بالمقارنة.

اي نجاح رياضي في كرة القدم الحديثة ، مرتبط ارتباط وثيق بنجاح النادي الإقتصادي ، ومدى القدرة على منافسة الفرق الغنية في سوق الإنتقالات ، لذلك فنجاح برشلونة روسيل الاقتصادي ، سيشكل ارضية خصبة لإستمرار النجاحات الكروية في المواسم القليلة المقبلة ، عبر تعزيز قوة النادي المالية في سوق انتقالات لم يعد يؤمن لا بتاريخ ، و لاقوة ، و لا انجازات الاندية.

مشكلة ساندر روسيل ـ وهو عدم قدرته على السيطرة على الانقسام الذي تعيشه ادارة النادي بسبب موضوعين ، الاول رفع سقف الاجور والثاني اصلاح الملعب ، روسيل وفريكشا وزوبي وبارتيمو من جهة وفاوس وفيلاروبي وكاساوس من جهة اخرى ، و الباقي يتضارب بين الطرفين.

روسيل مطالب بايجاد حلول توافقية ووسطية تحافظ على وحدة ادارته ، التي اصبحت تنقسم الى قسمين ، قسم يميل اليه وقسم يميل الى فاوس وفيلاروبي المدعوم من طرف المعارضين ، لذلك روسيل امام خيارين اما تطبيق الديموقراطية والخضوع لاختيارات الاغلبية ، او ان يكون ديكتاتوري ويفرض رأيه عليهم.

كما يقول الاسبان المقارنات ظالمة دائما ، و هذا ما يحدث بين مشجعي برشلونة لأنهم دائما يقارنون الفترة الانتقالية الحالية للفريق ، “بدريم تيم بيب” الذي لن يتكرر ، ما حققه غوارديولا يحفظ في سجلات التاريخ ، وسيبقى دائما شعلة تنير طريق من يأتي بعده ، لان برشلونة فريق راسخ بعد بيب ، و كرويف ، و رينوس ميشيل ، و نونييس ، و لابورتا و روسيل ، ومونتال ، و لوريانو رويس.. ، لأن من بدأ تشجيع برشلونة من “دريم بيب” يعتقد ان ما حققه الفريق في تلك الفترة هو وليد عمل رجل واحد ، برشلونة وصلت الى ما وصلت اليه بفضل جهود سنين طويلة وعمل رجال كثر، وليس اسم او اسمين ، بيب هو الوسام الذي زين اعوام من العمل الجاد فقط.

الان برشلونة يعيش بداية فريق جديد يمر بفترة انخفاض مر منها غيره من الاندية ، امثال ميلان ساكي واياكس رينوس وليفربول بوب بيسلي ، والفرق بينه وبينها ان عجلة تحقيقه للألقاب لم تتوقف.

المناديل ترفع في وجه الادارات الكارثية التي في لمحة بصر دمرت مشاريع وميزانيات ضخمة ، وليس في وجه ادارة كل ما يمكن ان يقال عنها ان تسييرها مقبول ، لها ما لها وعليها ما عليها ، ليست براقة ولا هي بالكارثية كما يصورها لنا الاعلام.

احني هامتي اجلالا لشخصك الكريم
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
أزكى التحيات وأجملها..وأنداها
وأطيبها..أرسلهااليك
بكل ود وحب وإخلاص..
تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي
من تقدير واحترام..
وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي
من ثناء واعجاب..فما أجمل
أن يكون الإنسان شمعة
تُنير دروب الحائرين..
دمت بخير
رحم الله والدي ووالديك
كل عام وانت الى الله اقرب
الحاج لطفي الياسيني
شهيد المسجد الاقصى المبارك
عذرا لتكرار الردود فانا قعيد ومشلول