تحدث مساعد طيار إسرائيلي أمام طلاب مدرسة ثانوية في تل أبيب عن عملية إغتيال القائد العسكري السابق لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، صلاح شحادة وقال إنه ألقى القنبلة التي كانت تزن طنا أسفرت عن مقتل (استشهاد) شحادة ومساعده إضافة إلى 14 شخصا بينهم 9 أطفال والباقي نساء تواجدوا في البيت وحوله.
وقالت صحيفة (هآرتس) الجمعة إنها حصلت على شريط تسجيل صوتي للقاء مع الطلاب حول موضوع (حدود الطاعة) للأوامر العسكرية الذي عُقد في 19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وافتتح مساعد الطيار الذي أشارت الصحيفة إليه بالحرف (ت) كلامه بالسؤال "من يعرف ماذا حدث في 22 تموز/ يوليو العام 2002؟" إلا أن الطلاب لم يعرفوا أنه في هذا اليوم تم إغتيال شحادة.
وروى للطلاب عن اللحظات التي سبقت إلقاء القنبلة ولحظة إلقائها وعن اكتشاف مقتل مدنيين في الغارة، وقال إنه قبل بضعة أيام من الغارة جرت تدريبات واستعدادات في قاعدة (حتسور) التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.
وقال "انطلقت صفارة الإنذار وعندها... سمحوا لنا بالإقلاع، وكانت الساعة 11 ليلا، وأقلعنا من حتسور، ومن حتسور إلى غزة تستغرق دقيقتي طيران، وبعد دقيقتين قالوا (القيادة في القاعدة العسكرية) لنا اذهبوا وانتظروا في البحر... وأنا أقول لنفسي إنه لأمر رائع فهو (أي هدف الغارة) لوحده".
وأضاف مساعد الطيار إنه لم يكن يعرف من هو صلاح شحادة "وانتظرنا 50 دقيقة فوق البحر وعندها قال لي مراقب التحليق عبر الاتصال اللاسلكي: 'يسمح بالهجوم'، وقلت رائع وتوجهنا شرقا وغربا وقصفنا، أنزلنا (أي دمرنا) البيت وانهار... ونحن لا نرى هناك أي شيء حوله، ومن الأعالي لا ترى الأمور بوضوح، وأصبت (الهدف) بوسائل رؤية ليلية وأهبط وأنتظر قائد القاعدة العسكرية وعندما عدت سألني هل تعرف من هو؟.
وتابع أنه بعد عدة أيام حضر ثلاثة عسكريين من قوات الاحتياط إلى القاعدة العسكرية وقالوا له "ماذا فعلتم؟ ذهبتم وقتلتم، قتلتم عن عمد" وأنه في أعقاب ذلك وبعد الانتقادات حول قتل المدنيين عقد قائد سرب الطيران "اجتماعا أخلاقيا" للطيارين الذين شاركوا في قصف بيت شحادة.
وفي رده على سؤال أحد الطلاب حول ما إذا كان سيقصف المنزل لو أنه علم بوجود 14 مدنيا فيه، قال مساعد الطيار إنه "في اللحظة التي أقلع فيها أتحول إلى آلة حرب، حتى أعرف أنني على وشك أن أنفذ شيئا ليس حسنا وهذا يعني قتل أشخاص دون سبب".
وفي هذه المرحلة تدخل ضابط إسرائيلي كبير قائلا إنه "لا يتم إشراك الطيار بمجمل الاعتبارات، فهناك مدير العملية الذي يتخذ القرارات، ومدير العملية يعرف التفاصيل وإذا لم يكن يعرفها فهذا خطأ، وبالمناسبة فإنه من الجائز أيضا أنه عرف التفاصيل وأن هذا كان قرارا اتخذه عن وعي وأنه سيقتل أبرياء لأن الهدف يبرر ذلك".