أنا قصيدةُ حُب .. كانتْ سبباً
في سقوط العرب من الأندلس !!.
سبتمبر 1997
1
أنا مسؤولٌ .. عن كلِّ قصيدة حبٍ كتبتها ..
ابتداءً من الوصول إلى جبل طارق ..
وانتهاء بمغادرة (قصر الحمراء) ..
مسؤول عن سيوف (بني الأحمر) ..
واحداً .. واحداً ..
وعن تنهد تهم .. واحداً.. واحداً..
2
أنا مسؤولٌ عن هذا الوطن الجميل ..
الذي رسمته مرةً بانتصاراتي ..
ومرةً .. بفتوحاتي .. وأوسمتي ..
ومرةً .. بانكساراتي.. ودموعي ..
3
أنا مئذنة حزينةٌ ..
من مآذن قرطبة ..
تريد أن تعود إلى دمشق ...
4
أنا تراث أمي .. من الياسمين. والخبيزة ..
لا يزال بنكش تحت ثيابي !!.
5
أنا قصيدةُ حبٍ
كانت سبباً...
في سقوط العرب من الأندلس!!.
6
أنا أول البكاء..
وآخر البكاء ..
7
أنا مجموعة من الأحزان ..
يستلمها الرهبان لصنع شموعهم ..
8
أنا في النهار ..
سيف من سيوف عبد الرحمن الداخل ..
وفي الليل, مروحةٌ من الريش ..
في يد إحدى راقصات (الفلامنكو).
9
أنا موشَّحٌ أندلسي ..
لم تكتب ساحات (الحمراء) أجمل منه ..
قيثارةٌ.. تنحب
على صدر (غارثيا لوركا)..
10
أنا ياسمينة تتسلق صباحاً
على عباءة (أبي عبد الله الصغير) !!.
11
أنا مجموعةٌ من المواويل ..
تستعملها جبان لبنان ...
للتعبير عن بكائها ...
12
أنا كلُّ أوجاع العالم ...
من جولييت غريكو ...
إلى بابلو نيرودا ..
13
على شفتيك
أيتها الأندلسية ..
أبحث عن خط الأستواء
وعن غابات أفريقيا ..
وعن حب الهال ..
والفلفل الأسود ..
ونبيذ مالاغا ...
وزرقة القلدع
على شاطئ (ماربيا)..
14
أنا مسؤولٌ ..
عن (زمان الوصل بالأندلس) ..
وعن غزليات (العباس بن الأحتف ...)
وعن كلّ وردةٍ حمراء ..
تضعها (الولادة بنتُ المستلفي)..
على جبينها ...
15
أنا مجموعةٌ من الدموع ..
شبح من بلاد الشعر ..
ولا يعرف أحدٌ ..
في أي مكانٍ على شاطئ عيوني ..
تصبّْ .
نزار قباني
من ديوان أبجدية الياسمين
آخر اعمال نزار قباني