ريم..../ سليمان دغش
----------------
لكِ الآنَ أنْ تحتفي بانعتاقِ النهارِ البهيِّ
على كتِفيْكِ
فيكفي حضورُكِ بعضَ دقائقَ في حضرة الضوء كيْ
تُطفئَ الشّمسُ قنديلها خَجَلاً منكِ
وتمضي إلى خِدْرها العَسَلي لتغفو
على شاطئ الليل ما بينَ جفنيكِ
يا ريمُ
لُطفاً بقلبي الرَّهيفِ الضّعيفِ
مع السِّندريلاتِ مثلِكِ
ولا تستَفزّي دَمي المتوتّرَ أكثرَ من طاقةِ القلبِ
كَيفَ لهُ أنْ يتحمَّلَ هذا البهاءَ المضيءَ بذاتِهِ
في جَسَدِ الشّمعدانِ الإلهيِّ
أيّةُ مشمشةٍ عَمَّدتكِ بتمّوزها الأشقر الذّهبيِّ ؟
وأيّة نرجسةٍ تتقمَّصُ فيكِ البياضَ النّديَّ
وترمي على كَتِفيكِ وِشاحَ أُنوثَتِها المُستبدِّ
أكادُ أطيرُ إليكِ كمثلِ الفراشةِ
مَنْ مثل قلبِ الفراشةِ يعتَنِقُ الضوءَ
مستسلماً للعِناقِ الأخيرِ الأخيرِ
ومَنْ مثل سرْبِ النّوارسِ في فَلكِ الرّوحِ
يَهجَعُ للبَحرِ حينَ يرى الماءَ أزرقَ
في ظلِّ هُدبكِ
ما لونُ عينيكِ ؟
كَيفَ أُحدِّدُ يا ريمُ لونَهما
امنَحيني قليلاً منَ الوَقتِ والصَّمتِ
أكتَشِفِ اللازَوَردَ
وأُبحرْ عميقاً عميقاً على حافّةِ الموتِ
مندهشاً بالحياةِ هُناك
وهلْ تتساوى الحياةُ مَعَ الموتِ الاّ
على مَوجِ عينيكِ
ها أنا مُستسلمٌ مُسلِمٌ لكِ فيكِ
ومُرتبكٌ بِكِ فيَّ
فكيفَ أُ خبئُ عاصفةً تتهيأُ في خاصري وَجَعاً
كُلَّما اشتَعَلَ البرقُ فوقَ خواتمِ خصركِ
وابتدأَ المدُّ والجَزْرُ فينا
سِناريو الجنونِ الكبيرِ الكبير
أُحبُّكِ...
أعرِفُ أنَّ النخيلَ طويلٌ
عَليُّ المقامِ
وأعرفُ أنَّ لكلِّ مقامٍ مقالٌ
دعيني أُحاوِلُ فيكِ الصُّعودَ إليكِ
على سلَّمِ القلب
لعلّي إذا ما وصَلتُ عناقيد تمركِ
عندَ حدودِ الرّخامِ الحرامِ
وقبّلتُ ثَغرَكِ هذا الشّهيَّ الشقِيَّ
كبُرعُمِ لوزٍ يَئِنُّ إذا ما تفتَّحَ في شَفَتَيكِ
على شَفَتيَّ
سَقَطتُ على قَدَمَيكِ قتيلاً
فلا شيءَ يَقهرني غير لوحِ البيانو الصّغيرِ
على قَدَميكِ
وعشر أصابعِ شمعٍ تحاولُ عَزفي
على نوتَةِ الماءِ
هلْ كانَ للماءِ لولا أصابعكِ العشر أنْ يتباهى
بعزفِ الجداوِلِ يوماً على لَثغةِ الماءِ
حينَ يُدَنْدنُ لحنَ الخريرِ الحريرِ
أُحبُّكِ..
أعرفُ أنّي أخاطرُ فيكِ وفيَّ
وهل يملك السّندبادُ معَ البحرِ
غير التّوحدِ في لُجّةِ الماءِ
والماءُ يَعرفُ رَسمَ النّهايةِ في الزَّبدِ المستَثارِ
على خاصرِ الموجِ
حينَ ينامُ أخيراً على شاطئِ الرّملِ
أبيضَ.. أبيضَ
مثل احتضاري
فماذا سأفعَلُ يا ريمُ حينَ يداهمُني الماءُ والضّوءُ
مجتَمِعيْنِ بهيئةِ أُنثى
تنزُّ الينابيعُ من تَحتِ سُرَّتِها
وتُخبّي الكواكِبَ في ظلِّ أجفانِها وَسناً
يتجلّى على شَرَفِ الانكِسارِ
سوى أنْ أقولَ الشّهادَةَ للهِ
أشهَدُ أن لا إلهَ سِواهُ
وأمضي إليكِ
على رَمقي
الأخيرِ
الأخيرِ
الأخيرِ