مهووس على المنشطات... و شهد شاهد من أهله
د.ديمة طارق طهبوب
هناك اعتقاد سائد أن الأطباء النفسيين يملكون قدرة أكبر من غيرهم من الأطباء على معالجة أمراض النفس البشري، و انحرافات السلوك و التفكير و نوازع العقل الباطن بناء على تخصصهم الأكاديمي الدقيق و تأهيلهم التدريبي، و لكن الطبيب النفسي الإسرائيلي موشيه ياتوم أثبت خطأ هذا الظن،و جعل البرهان حياته التي أنهاها بالانتحار تاركا وراءه رسالة تقول أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، و الذي كان مريضه لتسع سنوات، قد امتص روحه الى آخر قطرة
موشيه ياتوم الذي شهد له القريب و البعيد من أصدقائه و جيرانه بالقدرة الفائقة على علاج أصعب حالات الانفصام و الهوس وقف عاجزا عند شخصية رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي جعله يكتب عنه كتابا لم يتمه بعنوان "مهوس على المنشطات" وصف فيه و في رسالة انتحاره مدى التناقض و الفصام الذي يعاني منه نتنياهو و قدرته المهولة غلى قلب الحقائق و تصوير السرقة على أنها عمل نبيل، و التمييز العنصري بأنه حريه، و القتل بالدفاع عن النفس، و الفلسطينييون هم الأردنييون، و مصادرة الأراضي صنو التحرير، و يضيف الدكتور أن فرويد الذي وضع أسس علم التحليل و العلاج النفسي لو قابل نتنياهو لما استطاع له علاجا لأنه عبارة عن شلال متدفق من الأكاذيب
و يتابع الدكتور في مذكراته أن أول صدماته كطبيب من هذا المريض المهووس كانت يوم وصف تفجيرات 11 سبتمبر أنها عمل جيد، ثم صدم منه ثانية عندما ساوى بين إيران و ألمانيا النازية، و أخبره أن حياة اليهود ما زالت كما كانت في معكسر اعتقال اوشيفتز و أن اليهود مهددون بالإبادة و الحل الوحيد لإنقاذهم هو مزيد من المذابح!!
و إذا ظننا أن في هذا مبالغة فإن القصة التالية التي يرويها الطبيب تصلح لأن تكون فيلم إثارة هوليودي و ذلك عندما زار نتنياهو منزل الطبيب ثم رفض مغادرته زاعما أنه منزله، ثم قام باحتجاز الطبيب في القبو، و أقام حفلة لأصدقائه في المنزل، و لما حاول الطبيب الهروب نعته نتنياهو بالإرهابي و أخبره أنه سيقيده بالأصفاد، و لما طلب الطبيب الرحمه رد عليه أنه لا يمكن أن يرحم شخصا ليس موجودا أصلا!!
المثير في هذه الحادثة و ما كشفته عن شخصية رئيس الوزراء الإسرائيلي أنها شهادة من الداخل الإسرائيلي و من أقرب المقربين له لمدة طويلة، و ليست افتراء أو تأليفا عربيا يمكن التغاضي عنه أو إخفاؤه، و لكن هل سيكون لهذا الخبر أي انعكاس على السياسة العربية و الدولية و الموقف مما يسمى "عملية السلام"؟أم أن عالم السياسة يديره المجانين و أولهم بعض الرؤساء العرب الذين لو فتح أطباؤهم ملفاتهم لسبقنا فرويد و أخذنا براءة اكتشاف و تسمية أمراض لم يعرفها من قبل قاموس الطب النفسي!!
لقد سئم طبيب نتنياهو منه و هو طبيبه و ابن جلدته، و لكن رؤساء العرب لم يسأموا و ما زالوا يعولون على السلام و وعود الخواء الأمريكي، و للأسف ليس من طبيب نفسي يعالجهم أو يطلق عليهم رصاصة الرحمة !!
لقد عرف التاريخ ملوكا و رؤساء دخلوا التاريخ بألقاب مرضية، سواء أكانت جسدية أم نفسية، فهناك الملك المجذوم بالدوين الرابع و الذي كان ملك القدس أيام الحروب الصليبية، و الملك المجنون نيرون الذي أحرق روما و غيرهم كثير و لقد حجز نتنياهو مقعدا متقدما مع هؤلاء بصفته الرئيس المهووس!!
هذا من المعلوم عن رؤساء إسرائيل فكيف بالمسكوت عنه؟!
د.ديمة طارق طهبوب