ناشد الأسرى في معتقل النقب الصحراوي لحمايتهم من برودة الشتاء الشديدة، وتجنيبهم أضرارها وأمراضها المختلفة، في ظل شح الأغطية والملابس الشتوية وانعدام أدوات التدفئة والرعاية الطبية والأدوية اللازمة من جانب آخر.
ودعا الأسرى كافَّة المؤسَّسات المعنية بقضايا الأسرى وحقوق الإنسان المحلية والدولية بضرورة التحرك والتدخل العاجل لدى سلطات الاحتلال الصهيوني لحل هذه المسألة.
جاءت هذه المناشدة عبر رسائل عديدة بعث بها الأسرى ووصلت في الأيام القليلة الماضية للأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر عوني فروانة.
وأكد فروانة في بيان له أنّ رسائل الأسرى تحمل في طياتها مرارة فائقة وألم شديد، جرّاء استمرار الأوضاع المأساوية التي يشهدها معتقل النقب الصحراوي، وتصاعُدها خلال فصل الشتاء وبرده القارص، حيث أجواء الصحراء الصعبة في هذه الأيام، وقلة المياه الساخنة داخل المعتقل، وشح الملابس الشتوية.
لا نعرف النوم بسبب شدة البرد وقسوته
واسترشد فروانة بشهادة أحد المعتقلين هناك والذي قال في رسالته: "إننا وفي بعض ليالي الشتاء لم نتمكن من النوم سوى لفترات قصية جداً بسبب البرد القارص، كما نضطر للبقاء في فراشنا وتحت الأغطية المتوفرة رقم قلتها طوال ساعات اليوم".
وأضاف "في أحيانٍ كثيرة تتعمَّد إدارة السِّجن اقتحام غرفهم أو خيامهم، وإجبارهم للخروج في ساحة القسم في ساعات متأخرة من الليل والجلوس في العراء لساعات طويلة، في ظل البرد القارص والمطر أحيانا".
وأعرب عن قلقه الشديد على حياة وصحة الأسرى عموما والأسرى المرضى منهم خصوصا، حيث انتشار أمراض البرد والشتاء المختلفة، لاسيما أمراض العظام والروماتيزم والتهابات المفاصل وآلام الظهر، والأمراض الصدرية خاصة الأنفلونزا والرشح والتهاب الحلق ونزلة البرد.
وذكر فروانة أنَّ معتقل النقب الصحراوي افتتح في مارس/ آذار عام 1988، و يقع في صحراء النقب جنوب فلسطين، في منطقة عسكرية خطرة وملاصقة للحدود المصرية، وتم إغلاقه عام 1996، فيما أعيد افتتاحه من جديد خلال انتفاضة الأقصى في نيسان عام 2002، ويوجد فيه الآن أكثر من ثلث إجمالي الأسرى.