حل الصمت على القاعة الكبرى للكونجرس الأمريكي، ووقف النواب احتراما للإمام عبد الله عنتبلي الذي افتتح جلسة الكونجرس الأربعاء 3-3-2010. وبدأ الإمام عنتبلي، عضو المجلس التنفيذي لـ"رابطة الأئمة المسلمين" في العاصمة واشنطن، "الصلاة الافتتاحية" للجلسة بالدعاء قائلا: "السلام عليكم.. يا رب العالمين.. ساند هذا المجلس الموقر.. احفظ صناع القرارات الهامة بنورك الإلهي".
وأضاف: "كن مصدرا للقوة والرحمة.. مكنهم من خدمة المواطنين في هذه الأمة العظيمة والبشرية جمعاء، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين".
وهذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها دعوة إمام مسلم لتقديم "الصلاة الافتتاحية" للكونجرس الأمريكي منذ أن بدأ هذا التقليد في عام 1789، ويقوم في الغالب بتقديم هذه الصلاة أحد الشخصيات المسيحية.
ويعتقد الإمام عبدالله عنتبلي، الذي انضم لجامعة "ديوك" بواشنطن كأول إمام مسلم عام 2008، والذي قال لـ"إسلام أون لاين.نت" بعد الجلسة إن دعوته للدعاء في "الصلاة الافتتاحية" للكونجرس ترسل رسالة واحدة وهي أن الإسلام والمسلمين في مركز اهتمامات الولايات المتحدة.
وأشار عنتبلي إلى أن وجوده في الكونجرس جاء بمثابة نسمة من الهواء المنعش، مضيفا: "لقد رفع بعضا من الهموم العالقة في قلوب وعقول المسلمين الذين تعرضوا لمضايقات بعد أحداث 11 سبتمبر".
من ناحيته، أشاد عضو الكونجرس من ولاية كارولينا الشمالية ديفيد برايس بالإمام عنتبلي قائلا: إنه "طوال عامين قام عنتبلي بإنجازات عظيمة من حيث نشر التفاهم والتنوع بين المسلمين وغيرهم"، وأضاف: "إنه لشرف عظيم أن يكون هنا لتقديم صلاة الافتتاح".
"شعور بالفخر"
وامتلأت قاعة الكونجرس بأعضاء من المجتمع المسلم وقادة المنظمات الإسلامية لحضور الصلاة الافتتاحية.
عائشة ياسين تقول إنها شعرت بسعادة غامرة عندما عرفت أن إماما مسلما سوف يلقي الصلاة الافتتاحية هذه المرة، وأضافت: "هذا مدهش جدا.. شعور جميل أن يكون الإمام المسلم يقدم مثل هذه التقاليد عميقة الجذور في التاريخ الأمريكي".
أما الدكتور محمد السنوسي، مدير التوعية المجتمعية بالجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (إسنا)، فأبدى إعجابه قائلا: "من المهم جدا بالنسبة للمسلمين أن يشعروا بالفخر إزاء هذا التواجد".
وتابع: "كما أنه يعطي رسالة على الرغم من كل ما يحدث وما يكتب في وسائل الإعلام عن المسلمين.. لا يزال هناك أمل.. المسلمون جزء من نسيج المجتمع الأمريكي لا يمكن تجاهله".
ويقطن بالولايات المتحدة ما بين 6 و7 ملايين مسلم، يُشكلون أقل من3% من جملة السكان الأمريكيين البالغ عددهم 300 مليون نسمة.