خلصت صحيفة تايمز في تحليل لها إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك فقد شعبه بسبب أسلوبه الرسمي المحافظ والانعزالي.
ورغم أن المصريين ينظرون إلى مبارك باعتباره رجلا يتمتع بالكفاءة
–حسب معايير الشرق الأوسط- والتواضع، فإن مبارك لم يكن قائدا شعبيا على نطاق واسع.
ورغم أنه ليس خطيبا عظيما، فإنه يتحدث بوضوح وبلغة عربية فصيحة، ويتقن اللغتين الإنجليزية والروسية.
وفي المحافل الدولية، يسعى مبارك دائما إلى التسوية بدلا من المواجهة، وقد تمكن من نزع فتيل التوتر الدولي عندما تدخل شخصيا لإيجاد قاعدة مشتركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
أما المثقفون المصريون فيهزؤون من افتقاره إلى ملكة الخيال، ومن الإعجاب بشخصيته الذي نما حوله. ورغم أن القليل من المصريين يعتبرونه مستبدا، فلا يتذكر أحد -إلا القليل جدا- دور التهدئة الذي لعبه مبارك بعد اغتيال سلفه أنور السادات عام 1981 ليتولى هو السلطة.
ولكلن إعادة النظام للبلاد استوجب من مبارك إعلان قانون حالة الطوارئ الذي يكبح الحريات ويمنح الحكومة سلطات واسعة النطاق للاعتقال، ولم يلغ هذا القانون منذ ذلك الحين، فأصبح اليوم هدف الساخطين من المتظاهرين.
وتقول تايمز إن الشعور العام الآن ينطوي على القلق والإحباط من شخص تجاوز مرحلة الترحيب به بسبب تقييده للحريات.
من جانبها، لعبت زوجته سوزان مبارك دورا كتوما ولكنه مؤثر في نصرة القضايا الاجتماعية، غير أن العديد ينظر إليها على أنها امرأة زاهدة في الامتياز.
كما أن أصغر أبنائه، جمال (47 عاما) -الذي يُهيأ لخلافة والده في الحكم من وجهة نظر الكثيرين
– حاد وغربي التوجه، ويراه معظم المصريين أكثر انعزالا من والده.