نقلا عن الأهرام المصري اليوم 24-1-2011
نجحت أجهزة الأمن في ضبط أحد المخططين لحادث التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وكشف مصدر أمني عن أن المتهم يدعي أحمد لطفي إبراهيم محمد, من مواليد محافظة الإسكندرية, ويبلغ من العمر26 سنة, وحاصل علي ليسانس آداب قسم مكتبات.
وصرح المصدر بأنه في إطار جهود كشف أبعاد العمل الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية, توصلت معلومات جهاز مباحث أمن الدولة إلي أن تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني بغزة المرتبط بتنظيم القاعدة, قام بالتخطيط لتنفيذ هذا العمل الإرهابي, وأنه في سبيل التخطيط لتنفيذ العملية قد استعان بأحد العناصر المصرية المرتبطة بالتنظيم, والذي تتم متابعته لارتباط نشاطه بإحدي البؤر الجهادية التي تم ضبط عناصرها ويجري فحص أبعاد نشاطها, ويدعي أحمد لطفي إبراهيم محمد.
وأوضح المصدر أنه تم ضبط المتهم واعترف كتابيا بأنه سبق له التردد علي قطاع غزة عام2008, متسللا في إطار قناعته بأفكار تنظيم القاعدة وبفرضية الجهاد من خلال شبكة المعلومات الدولية, وأنه خلال وجوده بقطاع غزة تواصل مع عناصر تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني, حيث تم إقناعه بأن استهداف دور عبادة المسيحيين واليهود يعد ضمن فرضية الجهاد.
كما اعترف بأنه عقب عودته للبلاد استمر تواصله إليكترونيا مع عناصر التنظيم, حيث تم تكليفه خلال عام2010 برصد بعض دور العبادة المسيحية واليهودية, تمهيدا لتنفيذ عمليات إرهابية ضدها.
وتضمنت اعترافات المتهم أنه خلال أكتوبر الماضي قام بإبلاغ التنظيم من خلال شبكة الإنترنت بإمكانية تنفيذ عملية ضد كنيسة القديسين أو كنيسة مكسيموس بسيدي بشر بالإسكندرية والمجاورتين لمحل إقامته, وكذا المعبد اليهودي بمنطقة المنشية, وأرسل عدة صور لكنيسة القديسين تمكن من التقاطها.
وأضاف المتهم أنه تم تكليفه بتدبير وحدة سكنية لإقامة عناصر تنفيذ العملية, وكذا سيارة لاستخدامها في عملية تفجير الكنيسة, إلا أنه اقترح استخدام الأسلوب الانتحاري لتنفيذ تلك العملية, ثم غادر البلاد لإجراء عملية جراحية في أذنه.
وأشار إلي أنه خلال استمرار تواصله مع التنظيم تم إبلاغه خلال ديسمبر الماضي بأنه تم بالفعل الدفع بعناصر لتنفيذ العملية, وأنه تلقي من مسئول تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني تهنئة بإتمام العملية وتقديرهم لدوره في الإعداد لتنفيذها.
وأوضح المصدر الأمني أن الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لاستكمال كشف أبعاد الحادث, وجار إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
وبعد مجهودات شاقة ومضنية من البحث والتحري والعمل الميداني والتقني من التحاليل الفنية والمعملية منذ وقوع الجريمة الإرهابية التي استهدفت كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة الاحتفال برأس السنة, أعلن السيد حبيب العادلي وزير الداخلية بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة عن تورط جيش الإسلام الفلسطيني في حادث الإسكندرية الإرهابي وكشف الوزير عن تجنيد بعض المصادر والمنفذين لحادث كنيسة الإسكندرية وأن الأدلة التي توصلت إليها الأجهزة الأمنية من خلال الاعترافات والتكليفات كشفت عن تورط عناصر تلك الجماعة الإرهابية في حادث تفجير كنيسة القديسين. وجاء رد الفعل الأول لهذا الإعلان في التهنئة التي وجهها السيد الرئيس محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية إلي ضباط الشرطة عن توصلهم إلي مرتكبي الجريمة النكراء, وعكفت بعدها جميع المواقع الاخبارية المصرية والعربية والمحلية لنقل النبأ المهم الذي أشار إلي نجاح أجهزة الشرطة المصرية في كشف غموض الحادث الإرهابي الذي هز المصريين جميعا وتحديد العناصر الإجرامية الإرهابية التي خططت قبل مرور شهر واحد عن وقوع الحادث الأليم.
ويذكر أن المستشار الدكتور عبد المجيد محمود النائب العام قد أصدر قرارا عام2009 بالقبض علي زعيم تنظيم جيش الإسلام في غزة والذي يدعي ممتاز دغمش لاتهامه في الحادث الإرهابي الذي شهدته منطقة الحسين عام2009, والذي راحت ضحيته سائحة فرنسية, حيث تم مطالبة السلطات الفلسطينية بالقبض عليه وتسليمه لمصر.
كما سبق أن قام هذا التنظيم الإرهابي بارتكاب عمليات إرهابية في مناطق سيناء ودهب ونوبيع والتي أرتكبها التنظيم وجماعات التوحيد والجهاد واعترف المتهمون الإرهابيون في تلك الجرائم بأنهم تلقوا دعما من جيش الإسلام الفلسطيني في غزة.
وأفاد أحد المصادر المطلعة, انه لم يسمع بجماعة جيش الإسلام إلا عقب أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط, وذلك عندما أعلنت ثلاث فصائل من بينها مجموعة جيش الإسلام مسئوليتها عن عملية الجندي الأسير.
وقال خبراء في ذلك التوقيت ان جماعة جيش الإسلام تمثل جانبا مهما بالرغم من كونها محدودة بسبب كونها أول جماعة فلسطينية تتبني أجندة تنظيم القاعدة. وجاء خير دليل علي ذلك, البيانات وأشرطة الفيديو التي نشرتها جماعة جيش الإسلام في موقع له علي شبكة الانترنت والتي جاءت بمثابة منبر لتنظيم القاعدة والتنظيمات المشابهة, وأشارت الجماعة الإرهابية لجيش الإسلام إلي أنها لاتقاتل من أجل الوطن وإنما تخوض حربا دينية بهدف إعادة الخلافة في العالم الإسلامي, واحتوي شريط الفيديو الذي أذاع هذا البيان علي صور لأسامة بن لادن في جزء كبير منه.
واختارت جماعة جيش الإسلام الإرهابية شعارا لها يحتوي علي رسم للكرة الأرضية وسيف ومصحف ولاشئ يرمز إلي فلسطين. وقد ذكر بيان سابق لوزارة الداخلية, عن مسئولي جيش الإسلام الفلسطيني والذي يعد جزءا من تنظيم القاعدة عن حادث تفجير ساحة المشهد الحسيني بوسط القاهرة في فبراير قبل الماضي, وكشفت الأجهزة الأمنية وقتها عن عناصر إرهابية تم تجنيدها من داخل مصر وخارجها لتنفيذ هجمات تشمل منشآت سياحية وخطوط إمداد النفط عن طريق تلقي تدريبات عسكرية بقطاع غزة واستخدام الانفاق ـ وقتها ـ في عمليات تهريب العناصر الإجرامية للتنفيذ. وأشارت المعلومات الأمنية إلي أن العناصر الإجرامية التي قامت بإنشاء تلك البؤر الإرهابية ومساعدتها وتجنيد عناصر في مصر تمت من خلال مصريين هاربين هما أحمد محمد صديق وخالد محمود مصطفي, اللذان كلفا بعض العناصر بالتسلل عبر الأنفاق الأرضية من مصر إلي قطاع غزة لتلقي تدريبات متقدمة في مجال اعداد المتفجرات والدوائر الكهربائية والتفجير عن بعد, وإعداد الشراك الخداعية ثم متابعة عودتهم مرة أخري عبر تلك الأنفاق لتنفيذ ما يصدر لهم من تكليفات. وقد ضبطت الشرطة المصرية وقتها الأجهزة مع المتورطين في الحادث.
دغمش.. قائد التنظيم الإرهابي
ذكر موقع ويكبيديا ان ممتاز دغمش شخصية فلسطينية لايعرف لها تاريخ محدد اثارت الجدل لاعلانه تأسيس جيش الإسلام الذي ينتمي للقاعدة. وعمل دغمش في سجن الأمن الوقائي برتبة رقيب أول ثم استقال لينضم إلي حماس التي دفعته للظهور وممارسة نشاطه بصورة علنية واسعة النطاق, ثم انفصل عنها لينضم إلي احدي لجان المقاومة الشعبية, وانفصل لتأسيس حركة إسلامية مسلحة اسمها جيش الإسلام الذي ينسب إليه خطف الصحفي آلان جونستون وادعي الانتساب إلي القاعدة في ذلك العمل الاجرامي, وينتمي دغمش إلي جماعات دغمش المسلحة في حي الصبرة الذي يعمل أكثر افراده في تربية المواشي والتجارة ونقل البضائع بعربات تجرها الدواب التي تعتبر الوسيلة العملية في التنقل لعدم وجود طرق سليمة.
جيش الإسلام تكوينه وتعريفه
جيش الإسلام هو مجموعة فلسطينية سلفية متطرفة يوالي تنظيم القاعدة الإرهابي, وعدد افراده الفا شخص, اسس عام2006 اثر انشقاق مجموعة من افراد حركة حماس عن الحركة بسبب نهج الحركة الإسلامية غير الواضح, ويتزعمه ممتاز دغمش المطلوب ضبطه من عدة دول, وقد تأزمت العلاقات بين جيش الإسلام وحكومة حماس كثيرا بعد ان اقدم جميل دغمش علي قتل احد افراد حماس بسبب خلاف نشب بينهم علي تقاسم مواد مخدرة دخلت لمنطقة غزة لبيعها, وانفجرت علي اثرها اشتباكات حي الصبره بغزة الذي راح ضحيته11 قتيلا فلسطينيا من عائلة دغمش منهم طفل عمره سنة ونصف السنة وطفلة عمرها اربع سنوات نتيجة لتبادل القصف بين حركة حماس وجيش الإسلام وقتل9 من افراده و5 من حماس واصابة44 شخصا اخر. وعاد بعدها دغمش مرة اخري وأعلن الولاء لافراد حماس ومجموعتها.