منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشاعر لطفي الياسيني

لطفي الياسني ،منتدى لطفي الياسيني شاعر المقاومة الفلسطينية
 
الرئيسيةبحـثدخولالتسجيل
المواضيع الأخيرةمنتدى لطفي الياسينياسرائيل ‘تعطي الضوء الاخضر‘ للتوقيع على مقترح التسوية مع لبنانمرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) I_icon_minitimeاليوم في 0:07 من طرفمنتدى لطفي الياسينيجريدة الشعبمرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) I_icon_minitimeأمس في 23:06 من طرفمنتدى لطفي الياسينيأحداث غير عادية ... لها أبعاد عديدة : د.ضرغام الدباغمرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) I_icon_minitimeأمس في 22:50 من طرفمنتدى لطفي الياسينيسلامة العراق من التهديدات الاسرائيلية .. : د.عبدالرحيم الرفاعيمرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) I_icon_minitimeأمس في 22:29 من طرفمنتدى لطفي الياسينيSearch Search اخر الاخبار بعد تمديد العملية 24 ساعة .. “أربيل” تنجز 100% من عملية التسجيل ضمن التعداد السكاني ! 23مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) I_icon_minitimeأمس في 2:54 من طرفمنتدى لطفي الياسينيهل حقا اننا شعب فاسد ؟ - الجزء الاول : حاتم خانيمرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) I_icon_minitimeأمس في 2:53 من طرفمنتدى لطفي الياسيني ابراج اليوم ابراج الغد تفسير الاحلام مقالات عن الابراج حظك اليوم حظك اليوم مع الابراج الحب أن أحبك ألف مرة ، وفي كل مرة أشعر أني أحبك لأول مرة - نزار قباني - توقعات الابراج وحظك اليوم الثلاثاء, 27 كانون الاول 2022 برج الحمل من 21 مارس إلى 20 إبريلمرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) I_icon_minitimeأمس في 2:52 من طرفمنتدى لطفي الياسينيمسرى محمد سامحنا وعافينا / د. لطفي الياسينيمرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) I_icon_minitimeأمس في 2:52 من طرفمنتدى لطفي الياسينيجريدة المصيرمرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) I_icon_minitimeالسبت 23 نوفمبر 2024 - 19:20 من طرفمنتدى لطفي الياسينيجريدة الفجرمرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) I_icon_minitimeالسبت 23 نوفمبر 2024 - 13:11 من طرف

أختر لغة المنتدى من هنا


 

 مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 )

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
لطفي الياسيني
لطفي الياسيني


أمير المقاومين

أمير المقاومين
معلومات إضافية
الأوسمة : شاعر متميز
فلسطين
مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) Pi-ca-10
ذكر
المشاركات المشاركات : 80306
نقاط نقاط : 715267
التقييم التقييم : 313
العمر : 118

مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 )   مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) I_icon_minitimeالإثنين 8 مارس 2010 - 2:21


مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 )






مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) 267081681



مرثية سميح القاسم في محمود درويش رحمه الله...
دراسة أسلوبية
بقلم: سمير الجندي/ القدس الشريف

تَخلَّيتَ عن وِزرِ حُزني
ووزرِ حياتي
وحَمَّلتَني وزرَ مَوتِكَ،
أنتَ تركْتَ الحصانَ وَحيداً.. لماذا؟
وآثَرْتَ صَهوةَ مَوتِكَ أُفقاً،
وآثَرتَ حُزني مَلاذا
أجبني. أجبني.. لماذا؟

* * *

عَصَافيرُنا يا صَديقي تطيرُ بِلا أَجنحهْ
وأَحلامُنا يا رَفيقي تَطيرُ بِلا مِرْوَحَهْ
تَطيرُ على شَرَكِ الماءِ والنَّار. والنَّارِ والماءِ.
مَا مِن مكانٍ تحطُّ عليهِ.. سوى المذبَحَهْ
وتَنسى مناقيرَها في تُرابِ القُبورِ الجماعيَّةِ.. الحَبُّ والحُبُّ
أَرضٌ مُحَرَّمَةٌ يا صَديقي
وتَنفَرِطُ المسْبَحَهْ
هو الخوفُ والموتُ في الخوفِ. والأمنُ في الموتِ
لا أمْنَ في مجلِسِ الأَمنِ يا صاحبي. مجلسُ الأمنِ
أرضٌ مُحايدَةٌ يا رفيقي

ونحنُ عذابُ الدروبِ

وسخطُ الجِهاتِ
ونحنُ غُبارُ الشُّعوبِ
وعَجْزُ اللُّغاتِ
وبَعضُ الصَّلاةِ
على مَا يُتاحُ مِنَ الأَضرِحَهْ
وفي الموتِ تكبُرُ أرتالُ إخوتنا الطارئينْ
وأعدائِنا الطارئينْ
ويزدَحمُ الطقسُ بالمترَفين الذينْ
يُحبّونَنا مَيِّتينْ
ولكنْ يُحبُّونَنَا يا صديقي
بِكُلِّ الشُّكُوكِ وكُلِّ اليَقينْ
وهاجَرْتَ حُزناً. إلى باطلِ الحقِّ هاجَرْتَ
مِن باطلِ الباطِلِ
ومِن بابلٍ بابلٍ
إلى بابلٍ بابلِ
ومِن تافِهٍ قاتلٍ
إلى تافِهٍ جاهِلِ
ومِن مُجرمٍ غاصِبٍ
إلى مُتخَمٍ قاتلِ
ومِن مفترٍ سافلٍ
إلى مُدَّعٍ فاشِلِ
ومِن زائِلٍ زائِلٍ
إلى زائِلٍ زائِلِ
وماذا وَجَدْتَ هُناكْ
سِوى مَا سِوايَ
وماذا وَجّدْتَ
سِوى مَا سِواكْ؟
أَخي دَعْكَ مِن هذه المسألَهْ
تُحِبُّ أخي.. وأُحِبُّ أَخاكْ
وأَنتَ رَحَلْتَ. رَحَلْتَ.
ولم أبْقَ كالسَّيفِ فرداً. وما أنا سَيفٌ ولا سُنبُلَهْ
وَلا وَردةٌ في يَميني.. وَلا قُنبُلَهْ
لأنّي قَدِمْتُ إلى الأرضِ قبلكَ،
صِرْتُ بما قَدَّرَ اللهُ. صِرْتُ
أنا أوَّلَ الأسئلَهْ
إذنْ.. فَلْتَكُنْ خَاتَمَ الأسئِلَهْ
لَعّلَّ الإجاباتِ تَستَصْغِرُ المشكلَهْ
وَتَستَدْرِجُ البدءَ بالبَسمَلَهْ
إلى أوَّلِ النّورِ في نَفَقِ المعضِلَهْ..

* *

تَخَفَّيْتَ بِالموتِ،
تَكتيكُنا لم يُطِعْ إستراتيجيا انتظارِ العَجَائِبْ
ومَا مِن جيوشٍ. ومَا مِن زُحوفٍ. ومَا مِن حُشودٍ.
ومَا مِن صُفوفٍ. ومَا مِن سَرايا. ومَا مِن كَتائِبْ
ومَا مِن جِوارٍ. ومَا مِن حِوارٍ. ومَا مِن دِيارٍ.
ومَا مِن أقارِبْ
تَخَفَّيْتَ بِالموْتِ. لكنْ تَجَلَّى لِكُلِّ الخلائِقِ
زَحْفُ العَقَارِبْ
يُحاصِرُ أكْفانَنا يا رفيقي ويَغْزو المضَارِبَ تِلْوَ المضارِبْ
ونحنُ مِنَ البَدْوِ. كُنّا بثوبٍ مِنَ الخيشِ. صِرنا
بربطَةِ عُنْقٍ. مِنَ البَدْوِ كُنّا وصِرنا.
وذُبيانُ تَغزو. وعَبْسٌ تُحارِبْ.

* * *

وهَا هُنَّ يا صاحبي دُونَ بابِكْ
عجائِزُ زوربا تَزَاحَمْنَ فَوقَ عَذابِكْ
تَدَافَعْنَ فَحماً وشَمعاً
تَشَمَّمْنَ مَوتَكَ قَبل مُعايشَةِ الموتِ فيكَ
وفَتَّشْنَ بينَ ثيابي وبينَ ثيابِكْ
عنِ الثَّروةِ الممكنهْ
عنِ السرِّ. سِرِّ القصيدَهْ
وسِرِّ العَقيدَهْ
وأوجاعِها المزمِنَهْ
وسِرِّ حُضورِكَ مِلءَ غِيابِكْ
وفَتَّشْنَ عمَّا تقولُ الوصيَّهْ
فَهَلْ مِن وَصيَّهْ؟
جُموعُ دُخانٍ وقَشٍّ تُجَلجِلُ في ساحَةِ الموتِ:
أينَ الوصيَّهْ؟
نُريدُ الوصيَّهْ!
ومَا أنتَ كسرى. ولا أنتَ قيصَرْ
لأنَّكَ أعلى وأغلى وأكبَرْ
وأنتَ الوصيَّهْ
وسِرُّ القضيَّهْ
ولكنَّها الجاهليَّهْ
أجلْ يا أخي في عَذابي
وفي مِحْنَتي واغترابي
أتسمَعُني؟ إنَّها الجاهليَّهْ
وَلا شيءَ فيها أَقَلُّ كَثيراً سِوى الوَرْدِ،
والشَّوكُ أَقسى كَثيراً. وأَعتى كَثيراً. وَأكثَرْ
ألا إنَّها يا أخي الجاهليَّهْ
وَلا جلفَ مِنَّا يُطيقُ سَماعَ الوَصيَّهْ
وَأنتَ الوَصيَّةُ. أنتَ الوَصيَّةُ
واللهُ أكبَرْ..

* * *

سَتذكُرُ. لَو قَدَّرَ الله أنْ تَذكُرا
وتَذكُرُ لَو شِئْتَ أنْ تَذكُرا
قرأْنا امرأَ القَيسِ في هاجِسِ الموتِ،
نحنُ قرأْنا مَعاً حُزنَ لوركا
وَلاميّةَ الشّنفرى
وسُخطَ نيرودا وسِحرَ أراغون
ومُعجزَةَ المتنبّي،
أَلَمْ يصهَر الدَّهرَ قافيةً.. والرَّدَى منبرا
قرأْنا مَعاً خَوفَ ناظم حِكمَت
وشوقَ أتاتورك هذا الحقيقيّ
شَوقَ أخينا الشّقيّ المشَرَّدْ
لأُمِّ محمَّدْ
وطفلِ العَذابِ محمَّد
وسِجنِ البلادِ المؤبَّدْ
قرأْنا مَعاً مَا كَتَبنا مَعاً وكَتَبنا
لبِروَتنا السَّالِفَهْ
وَرامَتِنا الخائِفَهْ
وَعكّا وحيفا وعمّان والنّاصرَهْ
لبيروتَ والشّام والقاهِرَهْ
وللأمَّةِ الصَّابرَهْ
وللثورَةِ الزَّاحفَهْ
وَلا شَيءَ. لا شَيءَ إلاّ تَعاويذ أحلامِنا النَّازِفَهْ
وساعاتِنا الواقِفَهْ
وأشلاءَ أوجاعِنا الثَّائِرَهْ

* * *

وَمِن كُلِّ قلبِكَ أنتَ كَتبتُ
وَأنتَ كَتبتَ.. ومِن كُلِّ قلبي
كَتَبْنا لشعْبٍ بأرضٍ.. وأرضٍ بشعبِ
كَتَبْنا بحُبٍّ.. لِحُبِّ
وتعلَمُ أنَّا كَرِهْنا الكراهيّةَ الشَّاحبَهْ
كَرِهْنا الغُزاةَ الطُّغاةَ،
وَلا.. ما كَرِهْنا اليهودَ ولا الإنجليزَ،
وَلا أيَّ شَعبٍ عَدُوٍ.. ولا أيَّ شَعبٍ صديقٍ،
كَرِهْنا زباني الدولِ الكاذِبَهْ
وَقُطعانَ أوْباشِها السَّائِبَهْ
كَرِهْنا جنازيرَ دبَّابَةٍ غاصِبَهْ
وأجنحَةَ الطائِراتِ المغيرَةِ والقُوَّةَ الضَّارِبَهْ
كَرِهْنا سَوَاطيرَ جُدرانِهِم في عِظامِ الرّقابِ
وأوتادَهُم في الترابِ وَرَاءَ الترابِ وَرَاءَ الترابِ
يقولونَ للجوِّ والبَرِّ إنّا نُحاولُ للبحْرِ إلقاءَهُم،
يكذبُونْ
وهُم يضحكُونَ بُكاءً مَريراً وَيستعطفونْ
ويلقونَنَا للسَّرابِ
ويلقونَنَا للأفاعِي
ويلقونَنَا للذّئابِ
ويلقونَنَا في الخرابِ
ويلقونَنا في ضَياعِ الضَّياعِ
وتَعلَمُ يا صاحبي. أنتَ تَعلَمْ
بأنَّ جَهَنَّم مَلَّتْ جَهّنَّمْ
وعَافَتْ جَهَنَّمْ
لماذا تموتُ إذاً. ولماذا أعيشُ إذاً. ولماذا
نموتُ. نعيشُ. نموتُ. نموتُ
على هيئَةِ الأُممِ السَّاخِرهْ
وَعُهْرِ ملفَّاتِها الفاجِرَهْ
لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟..
ومَا كُلُّ هذا الدَّمار وهذا السقوط وهذا العذاب
ومَا كلُّ هذا؟ وهذا؟ وهذا؟

* * *

تذكَّرْ
وقدْ يُسعِفُ اللهُ مَيْتاً بأنْ يتذكَّرَ. لله نحنُ.
فحاول إذن.. وتذكَّرْ
تذكَّرْ رضا الوالِدَهْ
لأُمَّينِ في واحِدَهْ
ونعمةَ كُبَّتِها.. زينة المائِدَهْ
وطُهرَ الرَّغيفِ المقمَّرْ
تذكَّرْ
أباً لا يُجيدُ الصّياحْ
ولا يتذمَّرْ
تذكَّرْ
أباً لا يضيقُ ولا يتأفَّفُ مِن سَهَرٍ صاخِبٍ للصَّباحْ
تذكَّرْ كَثيراً. ولا تتذكَّرْ
كَثيراً. فبعضُ الحِكاياتِ سُكَّرْ
وكُلُّ الخرافاتِ سُمٌّ مُقَطَّرْ
ونحنُ ضَحايا الخرافاتِ. نحنُ ضَحايا نبوخذ نصّرْ
وأيتام هتلَرْ
ومِن دَمِنا للطُّغاةِ نبيذٌ
ومِن لَحمِنا للغُزاةِ أكاليلُ غارٍ ووردٍ
ومِسْكٌ. وَعَنبَرْ
فَلا تتذكِّرْ
قيوداً وسجناً وعسكَرْ
وبيتاً مُدَمَّرْ
وَليلاً طَويلاً. وَقَهراً ثقيلاً وسَطواً تكرَّرْ
وَلا تتذكَّرْ
لا تتذكَّرْ
لا تتذكَّرْ..

* * *

لأنّا صديقانِ في الأرضِ والشّعبِ والعُمرِ والشِّعرِ،
نحنُ صريحانِ في الحبِّ والموتِ.. يوماً غَضِبْتُ عليكَ..
ويوماً غَضِبْتَ عَلَيّ
وَمَا كانَ شَيءٌ لدَيكَ. وَمَا كانَ شَيءٌ لَدَيّ
سِوَى أنّنا مِن تُرابٍ عَصِيّ
وَدَمْعٍ سَخيّ
نَهاراً كَتبْتُ إليكَ. وَليلاً كَتَبْتَ إليّ
وأعيادُ ميلادِنا طالما أنذَرَتْنا بسِرٍّ خَفِيّ
وَمَوتٍ قريبٍ.. وَحُلمٍ قَصِيّ
ويومَ احتَفَلْتَ بخمسينَ عاماً مِنَ العُمرِ،
عُمرِ الشَّريدِ الشَّقيّ البَقيّ
ضَحِكنا مَعاً وَبَكَيْنا مَعاً حينَ غنَّى وصلّى
يُعايدُكَ الصَّاحبُ الرَّبَذيّ:
على وَرَقِ السنديانْ
وُلِدْنا صباحاً
لأُمِّ الندى وأبِ الزّعفرانْ
ومتنا مساءً بِلا أبوَينِ.. على بَحرِ غُربتِنا
في زَوارِقَ مِن وَرَقِ السيلوفانْ
على وَرَقِ البَحرِ. لَيلاً.
كَتَبْنا نشيدَ الغَرَقْ
وَعُدْنا احتَرَقْنا بِنارِ مَطالِعِنا
والنّشيدُ احتَرَقْ
بنارِ مَدَامِعِنا
والوَرَقْ
يطيرُ بأجْنِحَةٍ مِن دُخانْ
وهَا نحنُ يا صاحبي. صَفحَتانْ
وَوَجهٌ قديمٌ يُقَلِّبُنا مِن جديدٍ
على صَفَحاتِ كتابِ القَلَقْ
وهَا نحنُ. لا نحنُ. مَيْتٌ وَحَيٌّ. وَحَيٌّ وَمَيْتْ
بَكَى صاحبي
على سَطحِ غُربَتِهِ مُستَغيثاً
بَكَى صاحبي
وَبَكَى.. وَبَكَيْتْ
على سَطحِ بَيْتْ
ألا ليتَ لَيتْ
ويا ليتَ لَيتْ
وُلِدنا ومتنا على وَرَقِ السنديانْ..
* * *

ويوماً كَتَبْتُ إليكَ. ويوماً كَتَبْتَ إليّ
أُسميكَ نرجسةً حَولَ قلبي7-7-..
وقلبُكَ أرضي وأهلي وشعبي
وقلبُكَ.. قلبي..

* * *

يقولونَ موتُكَ كانَ غريباً.. ووجهُ الغَرابَةِ أنّكَ عِشْتَ
وأنّي أعيشُ. وأنّا نَعيشُ. وتعلَمُ. تَعلَمُ أنّا
حُكِمْنا بموتٍ سريعٍ يمُرُّ ببُطءٍ
وتَعلَمُ تَعْلَمُ أنّا اجترَحْنا الحياةَ
على خطأٍ مَطْبَعِيّ
وتَعلَمُ أنّا تأجَّلَ إعدامُنا ألف مَرَّهْ
لِسَكْرَةِجَلاّدِنا تِلْوَ سَكْرهْ
وللهِ مَجْدُ الأعالي. ونصلُ السَّلام الكلام على الأرضِ..
والناسُ فيهم ـ سِوانا ـ المسَرَّهْ
أنحنُ مِن الناسِ؟ هل نحنُ حقاً مِن الناسِ؟
مَن نحنُ حقاً؟ ومَن نحنُ حَقاً؟ سألْنا لأوّلِ مَرَّهْ
وَآخرِ مَرَّهْ
وَلا يَستَقيمُ السّؤالُ لكي يستَقيمَ الجوابُ. وها نحنُ
نَمكُثُ في حَسْرَةٍ بعدَ حَسْرَهْ
وكُلُّ غَريبٍ يعيشُ على ألفِ حَيْرَهْ
ويحملُ كُلُّ قَتيلٍ على الظَّهرِ قَبرَهْ
ويَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّةِ.. يَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّهْ..

* * *

تُعانقُني أُمُّنا. أُمُّ أحمدَ. في جَزَعٍ مُرهَقٍ بعذابِ
السِّنينْ
وعِبءِ الحنينْ
وَتَفْتَحُ كَفَّينِ واهِنَتَينِ موبِّخَتَينِ. وَتَسأَلُ صارخةً
دُونَ صَوتٍ. وتسألُ أينَ أَخوكَ؟ أَجِبْ. لا تُخبِّئ عَلَيَّ.
أجِبْ أينَ محمود؟ أينَ أخوكَ؟
تُزلزِلُني أُمُّنا بالسّؤالِ؟ فماذا أقولُ لَهَا؟
هَلْ أقولُ مَضَى في الصَّباحِ ليأْخُذَ قَهوَتَهُ بالحليبِ
على سِحرِ أرصِفَةِ الشانزيليزيه. أمْ أدَّعي
أنَّكَ الآن في جَلسَةٍ طارِئَهْ
وَهَلْ أدَّعي أنَّكَ الآن في سَهرَةٍ هادِئهْ
وَهَلْ أُتْقِنُ الزَّعْمَ أنّكَ في موعِدٍ للغَرَامِ،
تُقابِلُ كاتبةً لاجئَهْ
وَهَلْ ستُصَدِّقُ أنّكَ تُلقي قصائِدَكَ الآنَ
في صالَةٍ دافِئَهْ
بأنْفاسِ ألفَينِ مِن مُعجَبيكَ.. وكيفَ أقولُ
أخي راحَ يا أُمَّنا ليَرَى بارِئَهْ..
أخي راحَ يا أُمَّنا والتقى بارِئَهْ..

* * *

إذنْ. أنتَ مُرتَحِلٌ عن دِيارِ الأحبَّةِ. لا بأسَ.
هَا أنتَ مُرتَحِلٌ لدِيارِ الأحبَّةِ. سَلِّمْ عَلَيهِم:
راشد حسين
فدوى طوقان
توفيق زيّاد
إميل توما
مُعين بسيسو
عصام العباسي
ياسر عرفات
إميل حبيبي
الشيخ إمام
أحمد ياسين
سعدالله ونُّوس
كاتب ياسين
جورج حبش
نجيب محفوظ
أبو علي مصطفى
يوسف حنا
ممدوح عدوان
خليل الوزير
نزيه خير
رفائيل ألبرتي
ناجي العلي
إسماعيل شمُّوط
بلند الحيدري
محمد مهدي الجواهري
يانيس ريتسوس
ألكسندر بن
يوسف شاهين
يوسف إدريس
سهيل إدريس
رجاء النقاش
عبد الوهاب البياتي
غسَّان كنفاني
نزار قباني
كَفاني. كَفاني. وكُثرٌ سِواهم. وكُثرٌ فسلِّم عليهم. وسَوفَ
تُقابِلُ في جَنَّةِ الخُلدِ-سامي
أخانا الجميلَ الأصيلَ.
وَهلْ يعزِفونَ على العُودِ في جَنَّةِ الخُلْدِ؟ أَحبَبْتَ
سامي مَع العودِ في قَعدَةِ العَينِ
سامي مَضَى
وَهْوَ في مِثلِ عُمرِكَ.. (67).. لا. لا أُطيقُ العَدَدْ
وأنتُمْ أبَدْ
يضُمُّ الأبَدْ
ويَمْحُو الأبَدْ
وَأَعلَمُ. سوفَ تَعودونَ. ذاتَ صباحٍ جديدٍ تعودُونَ
للدَّار والجار والقدس والشمس. سَوفَ تَعودونَ.
حَياً تَعودُ. وَمَيْتاً تَعودُ. وسَوفَ تَعودون. مَا مِن كَفَنْ
يَليقُ بِنا غيرَ دَمعَةِ أُمٍّ تبلُّ تُرابَ الوَطَنْ
ومَا مِن بِلادٍ تَليقُ بِنا ونَليقُ بِها غير هذي البلادْ
ويوم المعادِ قريبٌ كيومِ المعادْ
وحُلم المغنّي كِفاحٌ
وموتُ المغنّي جهادُ الجِهادْ..

* * *

إذاً أنتَ مُرتحلٌ عَن دِيارِ الأحِبَّةِ
في زّوْرَقٍ للنجاةِ. على سَطْحِ بحرٍ
أُسمّيهِ يا صاحبي أَدْمُعَكْ
وَلولا اعتصامي بحبلٍ مِن الله يدنو سريعاً. ولكنْ ببطءٍ..
لكُنتُ زَجَرْتُكَ: خُذني مَعَكْ
وخُذني مَعَكْ
خذني معك .


يخاطب الشاعر في مطلع هذه القصيدة معاتبا محمود درويش، يقول له:
لقد أنساني رحيلك ما كنت فيه من أعباء هذه الحياة وثقلها، فكل همومي وأعبائي لا تقاس بالهم الذي تركته لي برحيلك هذا، وكأن الشاعر يحمل على كتفيه ثقل الأوضاع السياسية والاجتماعية ، فكل هذه الهموم مجتمعة قد تلاشت وذهب أثرها ولم يعد لها وجود لحظة موتك ورحيلك، ويعاتب الراحل درويش قائلا له أنت لم تتعلم من الماضي وها أنت تتركني وحيدا مثلما تركت الحصان وحيدا ذات هجرة، أنت الآن تتألم تماما مثلما تألمت عندما تذكرت الحصان الذي تُرك خلفكم وحيدا في البيت، والحصان هنا الشاعر نفسه، وهو غير الحصان الذي ترك وحيدا في بداية النكبة، فهو يعاتب صديقه الراحل عتابا يُعبر فيه عن مقدار الألم والحزن الذي يعتصر قلبه، لدرجة أنه افتقده من أول لحظة رحل فيها، فهما الشاعر والراحل رفاق درب الشعر منذ نعومة أظفارهما، وتعلقا بمسؤولية هذا الوطن، وهمومه الجسام، لينسجا معا أغنياته وتراتيله وصلواته، والآن فإن العبء أصبح ملقى على كاهله وحد.
نلمس بهذا مدى حرص الشاعر على ربط نفسه وجدانيا ووظيفيا مع الشاعر الراحل محمود درويش، فقد استعمل الشاعر لفظة (تخليت) وكأنني به يقول لصديقه الراحل أنت تركت المعركة ونحن في منتصف الطريق، وأنا الآن واجبي أن أمسك مجدافي القارب، خوفا من الهلاك، أنت يا صديقي انسحبت من المعركة وهي في أوجها، وهنا يعبر الشاعر عن مقدار كبير من الحزن لأن صديقه ورفيق دربه ترك المسيرة وهو ما زال في قمة عطائه وبذله، إذ يقول:
تَخلَّيتَ عن وِزرِ حُزني
ووزرِ حياتي
وحَمَّلتَني وزرَ مَوتِكَ،
أنتَ تركْتَ الحصانَ وَحيداً.. لماذا؟
وآثَرْتَ صَهوةَ مَوتِكَ أُفقاً،
وآثَرتَ حُزني مَلاذا
يريد من صديقه الراحل أن يعطي سببا مقنعا لرحيله وكأن الموت غير مقنع بل غير كاف لإقناعه، كما يعبر عن المفاجأة التي صدمته عندما سمع خبر وفاة رفيق دربه، حينما يردد قائلا:
أجبني. أجبني.. لماذا؟
فتكرار فعل الأمر(أجبني) هنا، يدل على التأثر العميق من رحيل رفيق دربه، بل إن التكرار يمثل الدمع الذي يصارع مقلتي الشاعر، فيضج الفضاء بالبكاء والنحيب.
يخاطب شاعرنا رفيقه الراحل قائلا له: ها هي قصائدنا تنتشر في فضاءات الكون بغيابنا عنها، لقد ترعرعت ولم تعد تعتمد على وجودنا في الانتشار، حتى أن أفكارنا وما نؤمن به من آراء وقناعات، أصبحت هي الأخرى تنتشر برغم هذا الغياب، ويعبر هنا عن استغرابه بموضوعات القصيدة، ودلالاتها، التي يتحدد مسارها بفعل أراء تختلف عن أحلام وأفكار الشاعرين، هي تصب دوما – من وجهة نظر المحللين – في بحر الوطن وعذاباته، رغم انها أحيانا كثيرة تكون خارج هذا الإطار الذي أسر القصيدة الفلسطينية وحمّلها ما لا تحتمل أحيانا كثيرة، وكأن الشاعر يريد التخفيف عن الراحل بما كان يعانيه من هذا الأمر الذي سبب له الضيق في كثير من المناسبات... إذ يقول:
"عَصَافيرُنا يا صَديقي تطيرُ بِلا أَجنحهْ
وأَحلامُنا يا رَفيقي تَطيرُ بِلا مِرْوَحَهْ
تَطيرُ على شَرَكِ الماءِ والنَّار. والنَّارِ والماءِ.
مَا مِن مكانٍ تحطُّ عليهِ.. سوى المذبَحَهْ
وتَنسى مناقيرَها في تُرابِ القُبورِ الجماعيَّةِ.. الحَبُّ والحُبُّ
أَرضٌ مُحَرَّمَةٌ يا صَديقي"
فهل هو الخوف من الهروب من أسر الغرض الشعري حول المأساة الفلسطينية والمقاومة؟ أم هو عدم القدرة على التعامل مع القصيدة بحيادية وموضوعية؟ وهنا فإن الشاعر يربط بين هذا الأمر وبين المحافل السياسية التي تعالج القضايا الدولية بشكل مباشر لا لبس فيه، وكيف أن هذه المحافل وبالأخص مجلس الأمن الذي من أهم أهداف إنشائه توفير الأمن لجميع الدول الأعضاء فيه وبطبيعة الحال الدول العربية منها، وهو في هذه المباشرة يريد السخرية، لأن الأمن المنشود لم يتحقق، بل إن الذي استفاد من هذه المؤسسات الدولية هم فقط أنفسهم الذين يتنافسون على السيطرة على العالم وخيراته إن كانت ثروات طبيعية كالنفط والمعادن الثمينة الأخرى، أو إن كانت ممرات المياه والطرق التجارية والثروات البحرية، وأقرب دليل على ذلك أن جميع القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن ولها علاقة بالقضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية فإنها بقيت حبرا على ورق، ولم ينفذ منها شيئا، فهو يقول:
"هو الخوفُ والموتُ في الخوفِ. والأمنُ في الموتِ
لا أمْنَ في مجلِسِ الأَمنِ يا صاحبي. مجلسُ الأمنِ
أرضٌ مُحايدَةٌ يا رفيقي"
يضيف الشاعر قائلا: بأننا نحن أبناء فلسطين الذين نعاني ما لا يعانيه أحد مثلنا، فالجميع متكتل ضدنا بطريقة أو بأخرى، فيتعاملون معنا وكأننا نكرات لا دور لنا ولا حياة، هم يتباكون علينا لأمر في أنفسهم، وليس محبة أو حزنا علينا، يقدمون لنا بعض "العون" حتى نبقى على قيد الحياة ليستمتعوا في تعذيبنا، يقول:
ونحنُ عذابُ الدروبِ
وسخطُ الجِهاتِ
ونحنُ غُبارُ الشُّعوبِ
وعَجْزُ اللُّغاتِ
وبَعضُ الصَّلاةِ
على مَا يُتاحُ مِنَ الأَضرِحَهْ
ويضيف شاعرنا قائلا: بأن الموت من نصيب فئة من الناس لا حول لها ولا قوة، سواء من الأصدقاء أو الأعداء، هم وقود تحترق لتدفئ جيوب المتنفذين المنتفعين أصحاب القرار، الذين يستثمرون الحروب لزيادة أرصدتهم البنكية، وبالتالي تنتفخ ثرواتهم كلما ازدادت أعداد الأموات من طرفي النزاع، فهم يا صديقي يفضلوننا ميتين لأن بموتنا هذا يصلب عودهم، وأنت يا صديقي في خضم هذا الواقع المؤلم تتركني وترحل حزينا:
وفي الموتِ تكبُرُ أرتالُ إخوتنا الطارئينْ
وأعدائِنا الطارئينْ
ويزدَحمُ الطقسُ بالمترَفين الذينْ
يُحبّونَنا مَيِّتينْ
ولكنْ يُحبُّونَنَا يا صديقي
بِكُلِّ الشُّكُوكِ وكُلِّ اليَقينْ
وهاجَرْتَ حُزناً. إلى باطلِ الحقِّ هاجَرْتَ
كأنني بالشاعر يريد القول أن الراحل ترك الحياة هاربا من آلامها ومآسيها، فاستخدم لفظة"هاجرت" التي ترتبط بمن يترك بلده سعيا وراء سعة الحال، أو راحة النفس، أو رفقة طيبة، أو لعلم، فهو لم يستخدم لفظة" رحلت" أو "قضيت"، وهنا يظهر اللاشعور جليا بأن الشاعر يعبر عما في نفسه من أفكار مسبقة عن تفضيله لموقفه عندما هاجر محمود درويش البلاد أول مرة وهو أي الشاعر بقي صامدا في فلسطين في الخندق الأمامي للصراع مع العدو،أما درويش فقد هاجر من آلام المعاناة، وكان يعيش في غربة لا تنتهي إلا بالموت عندما عاد إلى أرض الوطن مرة ثانية، فقد استراح الآن من السفهاء والمغتصبين والمجرمين، ومن الظالمين، ومن المدّعين، لقد تجولت يا صديقي في كل مكان وخالطت كل الألوان والأجناس والأصوات، ولكنك في النهاية لم تجد حضنا دافئا إلا هذا الشعب وهذا الوطن الذي احتضنك في حياتك وفي مماتك، وكنت دائما على موعد مع شعبك ووطنك.
وهنا فإنني المس شيئا من النرجسية عند شاعرنا، بتفضيله نفسه على الراحل، لأنه بقي على أرض الوطن بينما الراحل هاجر تاركا البلاد ومصاعبها وآلامها للشاعر، فهو يريد وضع نفسه بمرتبة أعلى من مرتبة الشاعر الراحل، حيث قال:
مِن باطلِ الباطِلِ
ومِن بابلٍ بابلٍ
إلى بابلٍ بابلِ
ومِن تافِهٍ قاتلٍ
إلى تافِهٍ جاهِلِ
ومِن مُجرمٍ غاصِبٍ
إلى مُتخَمٍ قاتلِ
ومِن مفترٍ سافلٍ
إلى مُدَّعٍ فاشِلِ
ومِن زائِلٍ زائِلٍ
إلى زائِلٍ زائِلِ
وماذا وَجَدْتَ هُناكْ
سِوى مَا سِوايَ
وماذا وَجّدْتَ
سِوى مَا سِواكْ؟

رحيلك هذه المرة ليس كسابقتها من المرات عندما كنت تغادرنا وتتركني هنا وحيدا أمام التحديات، ولكنني الآن لا أريد ان أكون وحيدا أصارع كل التيارات، فلا أنا صانع سلام ولا أنا منبع الثوار، فإذا كنت أنا أول من أطلق شرارة التحدي، فأنت الآن آخر الأولياء، عندك تنتهي كل القصائد، ولا يبقى معنى للكلمات، فأنت خاتم الشعراء، وبذلك يقول القاسم:
أَخي دَعْكَ مِن هذه المسألَهْ
تُحِبُّ أخي.. وأُحِبُّ أَخاكْ
وأَنتَ رَحَلْتَ. رَحَلْتَ.
ولم أبْقَ كالسَّيفِ فرداً. وما أنا سَيفٌ ولا سُنبُلَهْ
وَلا وَردةٌ في يَميني.. وَلا قُنبُلَهْ
لأنّي قَدِمْتُ إلى الأرضِ قبلكَ،
صِرْتُ بما قَدَّرَ اللهُ. صِرْتُ
أنا أوَّلَ الأسئلَهْ
إذنْ.. فَلْتَكُنْ خَاتَمَ الأسئِلَهْ
لَعّلَّ الإجاباتِ تَستَصْغِرُ المشكلَهْ
وَتَستَدْرِجُ البدءَ بالبَسمَلَهْ
إلى أوَّلِ النّورِ في نَفَقِ المعضِلَهْ..
تنثال الكلمات هنا كالجدول الرقراق من دموع تعبر عن خيبات الأمل التي تنتزع أحلامنا انتزاعا، فلم نعد نستطع رسم الأمل، لقد خذلونا يا أخي، وتركونا فريسة سهلة بلا أبوين، وبلا أخوين، وبلا عزوة، وبلا سند، تركوا شعبنا يواجه التيار بلا مجداف وبقارب مثقوب من الوسط،
لا عتاد، لا زاد، وحدنا نصارع الغاصب مكشوفي الصدور، عراة إلا من إيماننا العميق بحقنا الأبدي، ليس هذا فقط ، إنما يأكل الناس ثورتهم، كما تفعل العقارب بأمهاتها، هم ينهشون لحمنا وهم من أبناء جلدتنا... وأين الغرابة في هذا؟ بعد أن أصبحوا دمى يتلهى بها ساستهم!! يقول شاعرنا لصديقه الراحل: أنا لا ألومك يا صديقي إذا ما اخترت الرحيل، لقد تخلوا عنا وتغيرت ألوانهم ، وتبدلت مشاربهم، فلا يحفلون بنا بعد أن أصبح الجلاد سيدهم، وصاروا هراوة تحطم عظامنا المهشمة أصلا، وصاروا سوطا يجلدون به ظهورنا المشققة، فيناجي الشاعر صديقه الراحل بلوعة الأسى قائلاً:
تَخَفَّيْتَ بِالموتِ،
تَكتيكُنا لم يُطِعْ إستراتيجيا انتظارِ العَجَائِبْ
ومَا مِن جيوشٍ. ومَا مِن زُحوفٍ. ومَا مِن حُشودٍ.
ومَا مِن صُفوفٍ. ومَا مِن سَرايا. ومَا مِن كَتائِبْ
ومَا مِن جِوارٍ. ومَا مِن حِوارٍ. ومَا مِن دِيارٍ.
ومَا مِن أقارِبْ
تَخَفَّيْتَ بِالموْتِ. لكنْ تَجَلَّى لِكُلِّ الخلائِقِ
زَحْفُ العَقَارِبْ
يُحاصِرُ أكْفانَنا يا رفيقي ويَغْزو المضَارِبَ تِلْوَ المضارِبْ
ونحنُ مِنَ البَدْوِ. كُنّا بثوبٍ مِنَ الخيشِ. صِرنا
بربطَةِ عُنْقٍ. مِنَ البَدْوِ كُنّا وصِرنا.
وذُبيانُ تَغزو. وعَبْسٌ تُحارِبْ.

يخاطب شاعرنا صديقه الراحل بكل أسى، قائلا له: ها هم المتسلقون، والانتهازيون، والطامعون بمنزلة قرب اسمك، وبمسحة من فضائك، وبكسرة من بعض زادك، ها هم يبحثون عن سطر يزرعون أحلامهم عليه في صفحة من صفحاتك، ولكن هيهات هيهات أن يتحقق حلم جاهل، لأنك أنت المارد وهم طفيليون، لا يرون بالعين المجردة، أنت ميراث الثقافة، أنت محمود درويش ذلك الاسم الذي يعني ما يعنيه من عظمة الشاعر وعظمة الإنسان المناضل، وعظمة المؤمن الصابر، فكيف لهؤلاء الذين ضلوا أنفسهم أن يراودهم مجرد التفكير بأن يكونوا بجهلهم هذا على قرب من ظلك الذي يطال السماء؟ وهنا ألمس حديثا ربما كان قد جرى بين الشاعر والراحل قبل رحيله عن تلك الفئة من الناس، والآن بعد الرحيل يقوم الشاعر بتذكيره بما كان بينهما من حديث، فجاء هذا الحوار عميقا ومعبرا عن أسى الشاعر والراحل بنفس القدر عندما يقول بهذا الخطاب وهذه الألفاظ التي تلاءمت مع الدلالة العميقة لكل حرف من حروفها:
وهَا هُنَّ يا صاحبي دُونَ بابِكْ
عجائِزُ زوربا تَزَاحَمْنَ فَوقَ عَذابِكْ
تَدَافَعْنَ فَحماً وشَمعاً
تَشَمَّمْنَ مَوتَكَ قَبل مُعايشَةِ الموتِ فيكَ
وفَتَّشْنَ بينَ ثيابي وبينَ ثيابِكْ
عنِ الثَّروةِ الممكنهْ
عنِ السرِّ. سِرِّ القصيدَهْ
وسِرِّ العَقيدَهْ
وأوجاعِها المزمِنَهْ
وسِرِّ حُضورِكَ مِلءَ غِيابِكْ
وفَتَّشْنَ عمَّا تقولُ الوصيَّهْ
فَهَلْ مِن وَصيَّهْ؟
جُموعُ دُخانٍ وقَشٍّ تُجَلجِلُ في ساحَةِ الموتِ:
أينَ الوصيَّهْ؟
نُريدُ الوصيَّهْ!
ومَا أنتَ كسرى. ولا أنتَ قيصَرْ
لأنَّكَ أعلى وأغلى وأكبَرْ
وأنتَ الوصيَّهْ
وسِرُّ القضيَّهْ
ولكنَّها الجاهليَّهْ
أجلْ يا أخي في عَذابي
وفي مِحْنَتي واغترابي
أتسمَعُني؟ إنَّها الجاهليَّهْ
وَلا شيءَ فيها أَقَلُّ كَثيراً سِوى الوَرْدِ،
والشَّوكُ أَقسى كَثيراً. وأَعتى كَثيراً. وَأكثَرْ
ألا إنَّها يا أخي الجاهليَّهْ
وَلا جلفَ مِنَّا يُطيقُ سَماعَ الوَصيَّهْ
وَأنتَ الوَصيَّةُ. أنتَ الوَصيَّةُ
واللهُ أكبَرْ..

ينتقل بنا الشاعر للحديث عن ذكرياته مع الراحل، ويطوف بنا في فضاء المصادر الثقافية التي نهلا منها المعرفة، وكونت لديهما مخزون الذاكرة الشاعرية، والتراكمات الفكرية، فهما رفاق درب، نهلا العلم معا، وكتبا الشعر معا، حتى موضوعات الشعر وأغراضه عندهما واحدة، فمشاربهما واحدة ومناهلهما واحدة، هنا يريد الشاعر أنا يعبر عن مقدار قربه من الراحل، وهذا أمر تتجلى فيه الرغبة باقتران اسم الشاعر باسم الراحل، إذ إنه يعتبر نفسه هنا وريثا له الحق في الحصول على صك حجة الوراثة، لأنه يعتبر نفسه اقرب المقربين إلى الشاعر الراحل، فهو يقول:
سَتذكُرُ. لَو قَدَّرَ الله أنْ تَذكُرا
وتَذكُرُ لَو شِئْتَ أنْ تَذكُرا
قرأْنا امرأَ القَيسِ في هاجِسِ الموتِ،
نحنُ قرأْنا مَعاً حُزنَ لوركا
وَلاميّةَ الشّنفرى
وسُخطَ نيرودا وسِحرَ أراغون
ومُعجزَةَ المتنبّي،
أَلَمْ يصهَر الدَّهرَ قافيةً.. والرَّدَى منبرا
قرأْنا مَعاً خَوفَ ناظم حِكمَت
وشوقَ أتاتورك هذا الحقيقيّ
شَوقَ أخينا الشّقيّ المشَرَّدْ
لأُمِّ محمَّدْ
وطفلِ العَذابِ محمَّد
وسِجنِ البلادِ المؤبَّدْ
قرأْنا مَعاً مَا كَتَبنا مَعاً وكَتَبنا
لبِروَتنا السَّالِفَهْ
وَرامَتِنا الخائِفَهْ
وَعكّا وحيفا وعمّان والنّاصرَهْ
لبيروتَ والشّام والقاهِرَهْ
وللأمَّةِ الصَّابرَهْ
وللثورَةِ الزَّاحفَهْ
وَلا شَيءَ. لا شَيءَ إلاّ تَعاويذ أحلامِنا النَّازِفَهْ
وساعاتِنا الواقِفَهْ
وأشلاءَ أوجاعِنا الثَّائِرَهْ
يستمر الشاعر بذكر ميراث الراحل من قصائد شاركه هو كتابة نفس أغراضها، فقد كتبا عن ظلم الغزاة، فلم يمسا الشعوب بقصائدهم، عرّا نوايا الأنظمة المارقة، عبّرا عن كرههما للمستوطنين الغزاة، واستنكرا ادعاء المدَّعين، ووقفا معا وجها لوجه أمام الطغمة الطاغية، نسجا الشعر ليكشفا قناع دموع التماسيح المتباكية عن وجه الاحتلال القبيح...
يستمر القاسم بإيضاح العلاقة ما بينه وبين درويش، وهذا يدل دلالة قوية على ما ذكرته في الفقرة السابقة، إذ إننا هنا أمام نص يرثي شاعر شاعراً آخر، ولكنني أرى بأن الشاعر يتحدث عن نفسه أكثر مما يتحدث عن الشاعر الراحل، فكلما ذكر أحد مناقب الراحل يزج بنفسه بها، وهذا نابع من اللاشعور المزروع في نفس الشاعر تجاه الراحل والعلاقة التي يرغب برسم شكلها معه قبل رحيله، هو يحاول التنصل من هذا الشعور، لكنه ما يفتأ يجد نفسه عائداً إلى مساره بشكل عفوي، فها هو يسترسل بما تجود به النفس قائلا:

وَمِن كُلِّ قلبِكَ أنتَ كَتبتُ
وَأنتَ كَتبتَ.. ومِن كُلِّ قلبي
كَتَبْنا لشعْبٍ بأرضٍ.. وأرضٍ بشعبِ
كَتَبْنا بحُبٍّ.. لِحُبِّ
وتعلَمُ أنَّا كَرِهْنا الكراهيّةَ الشَّاحبَهْ
كَرِهْنا الغُزاةَ الطُّغاةَ،
وَلا.. ما كَرِهْنا اليهودَ ولا الإنجليزَ،
وَلا أيَّ شَعبٍ عَدُوٍ.. ولا أيَّ شَعبٍ صديقٍ،
كَرِهْنا زباني الدولِ الكاذِبَهْ
وَقُطعانَ أوْباشِها السَّائِبَهْ
كَرِهْنا جنازيرَ دبَّابَةٍ غاصِبَهْ
وأجنحَةَ الطائِراتِ المغيرَةِ والقُوَّةَ الضَّارِبَهْ
كَرِهْنا سَوَاطيرَ جُدرانِهِم في عِظامِ الرّقابِ
وأوتادَهُم في الترابِ وَرَاءَ الترابِ وَرَاءَ الترابِ
يقولونَ للجوِّ والبَرِّ إنّا نُحاولُ للبحْرِ إلقاءَهُم،
يكذبُونْ
وهُم يضحكُونَ بُكاءً مَريراً وَيستعطفونْ
ويلقونَنَا للسَّرابِ
ويلقونَنَا للأفاعِي
ويلقونَنَا للذّئابِ
ويلقونَنَا في الخرابِ
ويلقونَنا في ضَياعِ الضَّياعِ
وتَعلَمُ يا صاحبي. أنتَ تَعلَمْ
بأنَّ جَهَنَّم مَلَّتْ جَهّنَّمْ
وعَافَتْ جَهَنَّمْ
لماذا تموتُ إذاً. ولماذا أعيشُ إذاً. ولماذا
نموتُ. نعيشُ. نموتُ. نموتُ
على هيئَةِ الأُممِ السَّاخِرهْ
وَعُهْرِ ملفَّاتِها الفاجِرَهْ
لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟..
ومَا كُلُّ هذا الدَّمار وهذا السقوط وهذا العذاب
ومَا كلُّ هذا؟ وهذا؟ وهذا؟
تذكر!! فهل يتذكر الميت؟؟ بالطبع لا يتذكر، ولكن الشاعر ليس بهذه السذاجة ليخاطب الراحل وإنما هو هنا يخاطب نفسه، فهو بلا شك يفتقد الراحل ويفتقد ما كان بينهما من ود وصداقة، فقد ربط بينهما عواطف وأحاسيس، تمثلت بهذه الذكريات التي يمر عليها شاعرنا حينما يقول:
تذكَّرْ
وقدْ يُسعِفُ اللهُ مَيْتاً بأنْ يتذكَّرَ. لله نحنُ.
فحاول إذن.. وتذكَّرْ
تذكَّرْ رضا الوالِدَهْ
لأُمَّينِ في واحِدَهْ
ونعمةَ كُبَّتِها.. زينة المائِدَهْ
وطُهرَ الرَّغيفِ المقمَّرْ
تذكَّرْ
أباً لا يُجيدُ الصّياحْ
ولا يتذمَّرْ
تذكَّرْ
أباً لا يضيقُ ولا يتأفَّفُ مِن سَهَرٍ صاخِبٍ للصَّباحْ
ولكن الذكريات ليست كلها ذكريات بهذا القدر من الجمال، فهناك ذكريات أليمة لا يريد هو ولا الراحل أن يتذكراها، وهو يريد هنا القول بأنهما قد عاشا الحياة ببؤسها وحلاوتها، وهذا تعبير نفسي يريد منه الشاعر أن يقنعنا بأنه أقرب المقربين إلى الراحل، فهما قد تعايشا بالسراء والضراء، وهو الوضع الطبيعي الذي يكون أبناء العائلة الواحدة عليه، وهذا أسلوب ذكي جدا يهدف منه الشاعر الوصول إلى فكرته التي تنموا رويدا رويدا مع فضاء النص بمحاولة إقناعنا بأنه هو من له الحق بأن يتبوأ المكانة الشاغرة بعد رحيل درويش، حين يقول:
تذكَّرْ كَثيراً. ولا تتذكَّرْ
كَثيراً. فبعضُ الحِكاياتِ سُكَّرْ
وكُلُّ الخرافاتِ سُمٌّ مُقَطَّرْ
ونحنُ ضَحايا الخرافاتِ. نحنُ ضَحايا نبوخذ نصّرْ
وأيتام هتلَرْ
ومِن دَمِنا للطُّغاةِ نبيذٌ
ومِن لَحمِنا للغُزاةِ أكاليلُ غارٍ ووردٍ
ومِسْكٌ. وَعَنبَرْ
فَلا تتذكِّرْ
قيوداً وسجناً وعسكَرْ
وبيتاً مُدَمَّرْ
وَليلاً طَويلاً. وَقَهراً ثقيلاً وسَطواً تكرَّرْ
وَلا تتذكَّرْ
لا تتذكَّرْ
لا تتذكَّرْ..

أكاد أجزم بان الشاعر لم يكن بكامل يقظته من الصدمة التي صعقته كما صعقت الكثيرين من محبي الراحل درويش، فهو هنا يحاول تبرير بعض الخلاف الذي كان مع الراحل، فحياتنا ليست سهلة وأحلامنا لا يمكن أن تكون إلا بحجم الوطن الذي نحن منه، فقد تغربت أنت عن الوطن وبقيت رسائلي إليك جسرا يحملك إلى ترابه، ورسائلك إليَّ جسرا يحملني إليك، إذاً، الشاعران لم يفترقا أبدا، وهذا ما يرغب بترسيخه شاعرنا هنا، عندما يقول:
لأنّا صديقانِ في الأرضِ والشّعبِ والعُمرِ والشِّعرِ،
نحنُ صريحانِ في الحبِّ والموتِ.. يوماً غَضِبْتُ عليكَ..
ويوماً غَضِبْتَ عَلَيّ
وَمَا كانَ شَيءٌ لدَيكَ. وَمَا كانَ شَيءٌ لَدَيّ
سِوَى أنّنا مِن تُرابٍ عَصِيّ
وَدَمْعٍ سَخيّ
نَهاراً كَتبْتُ إليكَ. وَليلاً كَتَبْتَ إليّ
وأعيادُ ميلادِنا طالما أنذَرَتْنا بسِرٍّ خَفِيّ
وَمَوتٍ قريبٍ.. وَحُلمٍ قَصِيّ
ويومَ احتَفَلْتَ بخمسينَ عاماً مِنَ العُمرِ،
عُمرِ الشَّريدِ الشَّقيّ البَقيّ
ضَحِكنا مَعاً وَبَكَيْنا مَعاً حينَ غنَّى وصلّى
يُعايدُكَ الصَّاحبُ الرَّبَذيّ:
على وَرَقِ السنديانْ
ويستمر الشاعر في رسم طريقه مع الراحل، فيمتزج السرد مع الذكريات التي يخطها الشاعر بعقله الباطن تارة، وتارة أخرى بحكمة الشاعر الذي يتحسس محاور الطريق، حتى يستغل اللحظة المناسبة ليحاصرنا فينقض علينا وهو بكامل عتاده، لزرع فكرة نمت بذورها رويدا رويدا حتى أزهرت برحيل درويش، فكل المعاني والألفاظ التي يتداولها الشاعر في جزء كبير من هذا النص الشعري هي واضحة المعالم، مباشرة في ظاهرها، ولكنها في الحقيقة، لا تمت للغرض الشعري بشيء، نحن أمام دلالة عميقة تحتاج إلى دراسة نفسية أعمق، أنا أحاول تحليل النص بحسب المنهج الأسلوبي، صحيح، ولكن النص بعد دراسة معظم أجزائه، أرى أن يدرس على المنهج النفسي، لأن الشاعر يسقط الكثير من مشاعره الخاصة والمتعلقة باللاشعور عنده تجاه قضية لها جذور عميقة في نفسه، انظر إليه كيف يستخدم الضمير المتصل (نا) مع الاسم والفعل بنفس القدر، " ولدنا، متنا، غربتنا، كتبنا، عدنا، احترقنا، مطالعنا، مدامعنا، يقلبنا، ويكرر ولدنا ومتنا، هو يربط نفسه بكل خلجة من خلجات النص، وهذا أمر أراه يأتي رغما عن يقظة الشاعر، بل إن العقل الباطني هو الذي يتحكم بنسيج القصيدة التي خطط الشاعر في البداية لأن تكون مرثية لصديقه الراحل، إلا أن قوة اللاشعور طافت على سطح النص وحولت مساره:
وُلِدْنا صباحاً
لأُمِّ الندى وأبِ الزّعفرانْ
ومتنا مساءً بِلا أبوَينِ.. على بَحرِ غُربتِنا
في زَوارِقَ مِن وَرَقِ السيلوفانْ
على وَرَقِ البَحرِ. لَيلاً.
كَتَبْنا نشيدَ الغَرَقْ
وَعُدْنا احتَرَقْنا بِنارِ مَطالِعِنا
والنّشيدُ احتَرَقْ
بنارِ مَدَامِعِنا
والوَرَقْ
يطيرُ بأجْنِحَةٍ مِن دُخانْ
وهَا نحنُ يا صاحبي. صَفحَتانْ
وَوَجهٌ قديمٌ يُقَلِّبُنا مِن جديدٍ
على صَفَحاتِ كتابِ القَلَقْ
وهَا نحنُ. لا نحنُ. مَيْتٌ وَحَيٌّ. وَحَيٌّ وَمَيْتْ
بَكَى صاحبي
على سَطحِ غُربَتِهِ مُستَغيثاً
بَكَى صاحبي
وَبَكَى.. وَبَكَيْتْ
على سَطحِ بَيْتْ
ألا ليتَ لَيتْ
ويا ليتَ لَيتْ
وُلِدنا ومتنا على وَرَقِ السنديانْ..
يعبر الشاعر عن حقيقة حبه لصديقه الراحل، فيذكره بكل تلك الرسائل التي دارت بينهما والتي كانت بمثابة النافذة التي يطل من خلالها درويش على ذكريات الصبا.
هنا يعد الشاعر نفسه بأنه صاحب الفضل بتقديم خدمة إنسانية لدرويش، عندما كان يمثل ذلك التواصل الذي يمد الراحل بمعنوياته التي يحتاجها في غربته، وبذلك فإن القاسم يُعد هذا الأمر نقطة راجحة في كفة الميزان، يمُنّ بها على درويش، فهو يقول:
ويوماً كَتَبْتُ إليكَ. ويوماً كَتَبْتَ إليّ
أُسميكَ نرجسةً حَولَ قلبي
وقلبُكَ أرضي وأهلي وشعبي
وقلبُكَ.. قلبي..
وها هو يعود إلى مسار آخر، عندما يقول مخاطبا الراحل: كان موتك مفاجئا، لم يكن أحد يتوقعه، وقد ربط الشاعر موت دروريش هنا بالموت البطيء، الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني، وبأن هذا الشعب لم ير لحظة سعادة واحدة تمر على حياته، فقد جُردنا من مظاهر الإنسانية وحُرمنا من حقوقنا البشرية، حتى كدنا نفقد الشبه بالإنسان، فهو يقول:
يقولونَ موتُكَ كانَ غريباً.. ووجهُ الغَرابَةِ أنّكَ عِشْتَ
وأنّي أعيشُ. وأنّا نَعيشُ. وتعلَمُ. تَعلَمُ أنّا
حُكِمْنا بموتٍ سريعٍ يمُرُّ ببُطءٍ
وتَعلَمُ تَعْلَمُ أنّا اجترَحْنا الحياةَ
على خطأٍ مَطْبَعِيّ
وتَعلَمُ أنّا تأجَّلَ إعدامُنا ألف مَرَّهْ
لِسَكْرَةِجَلاّدِنا تِلْوَ سَكْرهْ
وللهِ مَجْدُ الأعالي. ونصلُ السَّلام الكلام على الأرضِ..
والناسُ فيهم ـ سِوانا ـ المسَرَّهْ
أنحنُ مِن الناسِ؟ هل نحنُ حقاً مِن الناسِ؟
مَن نحنُ حقاً؟ ومَن نحنُ حَقاً؟ سألْنا لأوّلِ مَرَّهْ
وَآخرِ مَرَّهْ
وَلا يَستَقيمُ السّؤالُ لكي يستَقيمَ الجوابُ. وها نحنُ
نَمكُثُ في حَسْرَةٍ بعدَ حَسْرَهْ
وكُلُّ غَريبٍ يعيشُ على ألفِ حَيْرَهْ
ويحملُ كُلُّ قَتيلٍ على الظَّهرِ قَبرَهْ
ويَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّةِ.. يَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّهْ..

توحد الشاعران في وعاء واحد هو حضن أم الراحل، " أم أحمد" كما توحدا معا على هدف واحد وقيم واحدة وأفكار واحدة، ربطتهما المأساة، وارتبط الشاعر مع أقرب المقربين إلى الراحل وهي الوالدة، ارتبط الشاعر معها بمأساة رحيل محمود، وبذلك يكون الشاعر قد أكمل حلقة العلاقة الوطيدة مع الراحل، وعبر عنها بما يختلج صدره من ألم الفراق على رحيل الشاعر، حتى والدة الشاعر لا تجد من تسأل عنه ذلك السؤال الاستنكاري الذي أول ما يخطر على بال الأم المكلومة، فتسأل أقرب الناس إليها وعادة يكون هذا القريب يشكل قاسما مشتركا بين الراحل والموجود، وهنا فإنها تتوجه إلى الشاعر نفسه، وهنا فإن شاعرنا يعطي نفسه هذه المنزلة التي يتجسد فيها طموح الشاعر بأن يكون عزوة لمن بقي على قيد الحياة من أقرباء الشاعر وهي هنا الأم التي ولدته، والتي لا يوجد أحد على البسيطة يستطيع المزايدة على درجة حزنها العميق، فقاسم يتساءل بنفس مستوى أسئلة الأم الاستنكارية، المعبرة عن درجة كبيرة من الحزن، لدرجة أنه لا يصدق أن درويش قد رحل، بل لا يريد التصديق وهذه دلالة على عمق الحزن، وهو يوازي حزنه بمقدار حزن الأم في هذه الأبيات:
تُعانقُني أُمُّنا. أُمُّ أحمدَ. في جَزَعٍ مُرهَقٍ بعذابِ
السِّنينْ
وعِبءِ الحنينْ
وَتَفْتَحُ كَفَّينِ واهِنَتَينِ موبِّخَتَينِ. وَتَسأَلُ صارخةً
دُونَ صَوتٍ. وتسألُ أينَ أَخوكَ؟ أَجِبْ. لا تُخبِّئ عَلَيَّ.
أجِبْ أينَ محمود؟ أينَ أخوكَ؟
تُزلزِلُني أُمُّنا بالسّؤالِ؟ فماذا أقولُ لَهَا؟
هَلْ أقولُ مَضَى في الصَّباحِ ليأْخُذَ قَهوَتَهُ بالحليبِ
على سِحرِ أرصِفَةِ الشانزيليزيه. أمْ أدَّعي
أنَّكَ الآن في جَلسَةٍ طارِئَهْ
وَهَلْ أدَّعي أنَّكَ الآن في سَهرَةٍ هادِئهْ
وَهَلْ أُتْقِنُ الزَّعْمَ أنّكَ في موعِدٍ للغَرَامِ،
تُقابِلُ كاتبةً لاجئَهْ
وَهَلْ ستُصَدِّقُ أنّكَ تُلقي قصائِدَكَ الآنَ
في صالَةٍ دافِئَهْ
بأنْفاسِ ألفَينِ مِن مُعجَبيكَ.. وكيفَ أقولُ
أخي راحَ يا أُمَّنا ليَرَى بارِئَهْ..
أخي راحَ يا أُمَّنا والتقى بارِئَهْ..
وفي نهاية المطاف ليس أمام القاسم إلا أن يذعن للحقيقة المرة في رحيل درويش، ولكنه يجد المواساة في إنه اعتبر الراحل قد استكمل حبات المسبحة، عندما انقطعت وفرطت حجارتها الكريمة ونثرت على مساحات الأرض العربية، ثلاثة وثلاثين حجرا كريما، بل لبنة من صرح الوطن العربي الكبير، ودرويش والشاعر هما شاهدا المسبحة، وبرحيل أحد شهودها يبقى شاهد واحد، ألا وهو الشاعر نفسه، فقد حدد الشاعر عدد من رحلوا بنفس عدد حبات المسبحة، فذكر ساسة شرفاء، ومناضلين حقيقيين، وكتاب، وشعراء، وموسيقيين، ورسامين، ونحاتين... قائمة من مثقفي الأمة العربية، وبعض أصدقاء الشعوب العربية، أراد الشاعر القول بكل صراحة بأنه هو من بقي، من قائمة المثقفين الشهداء الذين رحلوا وتركوا إرث المسؤولية على كاهله وحده، وهنا أيضا تتضح الصورة جلية بمدى عمق الفكرة التي يحملها الشاعر، والتي يؤمن بها إيمانا عميقا، لدرجة إنني أكاد أجزم بأن شاعرنا يحمل في نفسه مقدارا كبيرا من الغربة، إذ يقول:
إذنْ. أنتَ مُرتَحِلٌ عن دِيارِ الأحبَّةِ. لا بأسَ.
هَا أنتَ مُرتَحِلٌ لدِيارِ الأحبَّةِ. سَلِّمْ عَلَيهِم:
راشد حسين
فدوى طوقان
توفيق زيّاد
إميل توما
مُعين بسيسو
عصام العباسي
ياسر عرفات
إميل حبيبي
الشيخ إمام
أحمد ياسين
سعدالله ونُّوس
كاتب ياسين
جورج حبش
نجيب محفوظ
أبو علي مصطفى
يوسف حنا
ممدوح عدوان
خليل الوزير
نزيه خير
رفائيل ألبرتي
ناجي العلي
إسماعيل شمُّوط
بلند الحيدري
محمد مهدي الجواهري
يانيس ريتسوس
ألكسندر بن
يوسف شاهين
يوسف إدريس
سهيل إدريس
رجاء النقاش
عبد الوهاب البياتي
غسَّان كنفاني
نزار قباني
كَفاني. كَفاني. وكُثرٌ سِواهم. وكُثرٌ فسلِّم عليهم. وسَوفَ
تُقابِلُ في جَنَّةِ الخُلدِ-سامي
أخانا الجميلَ الأصيلَ.
وَهلْ يعزِفونَ على العُودِ في جَنَّةِ الخُلْدِ؟ أَحبَبْتَ
سامي مَع العودِ في قَعدَةِ العَينِ
سامي مَضَى
وَهْوَ في مِثلِ عُمرِكَ.. (67).. لا. لا أُطيقُ العَدَدْ
وأنتُمْ أبَدْ
يضُمُّ الأبَدْ
ويَمْحُو الأبَدْ
تتكرر الدلالات التي تضيء فضاءات النص الشعري هنا، بأن شاعرنا الذي ارتبط بالراحل في حياته، فإنه يلوم الراحل على تركه وراءه، إلا إنه تارة يواسي نفسه بأن موعد اللقاء قريب، وتارة يقول بأن الشاعر عائد له حيا وميتا، فهل يعود الميت؟ بالطبع لا ، إلا إن شيئا ما في نفس الشاعر يريد قوله ولا يريد قوله، وهو إن الشاعر لم يرحل الا بجسده المادي فقط، أما روحه فهي محلقة على نغم معزوفة عذبة، وهي لا شك أعمال الشاعر وقصائده الخالدة التي لا تموت أبدا، إلا ان الشاعر يصر على الرجوع إلى العنصر الضعيف من المسألة عندما يقول بشكل مباشر وصريح، بأنه لولا إيمانه بالله، لطلب الرحيل مع صديقه ليكونا في دار الخلد معا، فهو يتحدث بحسرة قائلا:
وَأَعلَمُ. سوفَ تَعودونَ. ذاتَ صباحٍ جديدٍ تعودُونَ
للدَّار والجار والقدس والشمس. سَوفَ تَعودونَ.
حَياً تَعودُ. وَمَيْتاً تَعودُ. وسَوفَ تَعودون. مَا مِن كَفَنْ
يَليقُ بِنا غيرَ دَمعَةِ أُمٍّ تبلُّ تُرابَ الوَطَنْ
ومَا مِن بِلادٍ تَليقُ بِنا ونَليقُ بِها غير هذي البلادْ
ويوم المعادِ قريبٌ كيومِ المعادْ
وحُلم المغنّي كِفاحٌ
وموتُ المغنّي جهادُ الجِهادْ..

* * *

إذاً أنتَ مُرتحلٌ عَن دِيارِ الأحِبَّةِ
في زّوْرَقٍ للنجاةِ. على سَطْحِ بحرٍ
أُسمّيهِ يا صاحبي أَدْمُعَكْ
وَلولا اعتصامي بحبلٍ مِن الله يدنو سريعاً. ولكنْ ببطءٍ..
لكُنتُ زَجَرْتُكَ: خُذني مَعَكْ
وخُذني مَعَكْ
خذني معك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليفربول
ليفربول


الإدارة العامة
الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : وسام الإدارة
فلسطين
مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) Bookwo11
ذكر
المشاركات المشاركات : 8418
نقاط نقاط : 144164
التقييم التقييم : 200
العمر : 34

مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد: مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 )   مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) I_icon_minitimeالإثنين 8 مارس 2010 - 10:54



سيدي الفاضل لطفي الياسيني

جزاك الله خير الجزاء

ألف شكرا جزيلا لك

جزاك الله خير الجزاء

أطيب المنى


تحياتي لك وللاستاذ سمير الجندي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لطفي الياسيني
لطفي الياسيني


أمير المقاومين

أمير المقاومين
معلومات إضافية
الأوسمة : شاعر متميز
فلسطين
مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) Pi-ca-10
ذكر
المشاركات المشاركات : 80306
نقاط نقاط : 715267
التقييم التقييم : 313
العمر : 118

مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد: مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 )   مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) I_icon_minitimeالإثنين 8 مارس 2010 - 23:53

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تحية الاسلام
جزاك الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين
نفع الله بك الاسلام والمسلمين وادامك ذخرا لمنبرنا الشامخ شموخ
ارز لبنان
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والاجلال والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
«أستعرض الموضوع السابق | أستعرض الموضوع التالي»
 مواضيع مماثلة
-
» قصيدة خذني معك--للشاعر سميح القاسم في رثاء الشاعر محمود درويش
» مرثية / محمود درويش
» كفى للظلم......... بقلم: سمير الجندي
» درب الحلوة / سميح القاسم
» تقنيات أسلوبية في الزجل الشعبي ديوان "تعب السنين" للشاعر موسى الحافظ نموذجا بقلم د. عمر عتيق

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) , مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) , مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) ,مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) ,مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) , مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 )
 Konu Linki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 Konu HTML Kodu HTML code
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ مرثية سميح القاسم في الراحل محمود درويش دراسة أسلوبية بقلم سمير الجندي ( ابن قرية دير ياسين المهجرة عام 48 ) ] مخالف ,,من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشاعر لطفي الياسيني :: القسم الأدبي ::  الشعر والشعراء-
انتقل الى: