هل الموساد سيغتال قائد شرطة دبي؟
د. عماد الدين الجبوري
ما لم يكن في الحسبان المخابراتي الإسرائيلي أن تكون الجوانب الأمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بمستوى جوانبها الاقتصادية والعمرانية والتجارية من الدقة والروعة. وإلا لدحض جهاز الموساد جميع الأدلة التي قدمها القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، وأدانهم في عملية إغتيال محمود المبحوح، أحد قادة حماس العسكريين، في فندق الإمارات بتاريخ 19-1-2010.
رغم أن موقف المسؤول الأمني الإماراتي يعكس موقف حكومته الرشيدة، إلا أن تصريحاته تدل على ثقتة الحرفية في إداء واجبه. مما يوحي على روح التحدي عنده من أجل إحقاق الحق. ففي إحدى مقابلته مع وسائل الإعلام في مطلع هذا الشهر آذار/مارس قال: "لدى شرطة دبي أدلة دامغة، كما أن لديها القدرة لو رغبت على إختراق مكتب رئيس الموساد الإسرائيلي نفسه".
وذهب ضاحي خلفان بتهكمه أن سخر من رئيس الموساد مائير داغان ونعته بالفاشل الذي أتبع طريقة تعود إلى ستينيات القرن الماضي. كما واستغل خلفان مقابلته مع محطة الأخبار الأمريكية سي إن إن، بتوجيه رسالة إلى الموساد قائلاً لهم بأن رئيسهم لا يصلح للمهمة الموكلة إليه، "وقد تجاوزه الزمن كثيراً بالتقنيات الموجودة اليوم على مستوى التصوير وال دي إن أي والإنترنت وتحاليل المختبرات"، وعليه أن يغادر منصبه بسرعة.
وتابع حديثه عن جهاز الموساد قائلا: "كنت قد قلت في السابق إنهم خلف الجريمة بنسبة 99%. واليوم أقول بأنهم مسؤولون عنها بنسبة 100%. ولا يساورني اليوم أي شك حول الموساد ودوره".
تُرى هل هذه الجرأة في مجابهة الموساد، وكشف بلاهة رئيسه ستؤدي إلى إغتيال قائد شرطة دبي؟ خصوصاً وإن التحقيقات تنوه بأصبع الإتهام أيضاً إلى رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو! وآخر الإثباتات من الجانب الأمني الإماراتي تؤكد على أن جميع أفراد عملية الإغتيال هم الآن في داخل إسرائيل.
الواقع إن الصدمة التي يعانيها حالياً جهاز الموساد الإسرائيلي لا تقتصر على كشف هذه العملية فقط. وإنما على الدقة المتناهية في ضبط المعلومات وحنكة رجال الأمن الإماراتيين. إذ على ما يبدو إن الموساد ظن أن الإمارات كبلد يسمو نحو الرقي والتقدم الحضاري قد تشغله زحمة العمل وزخمة الوافدين من الخارج من أن يضبط دقة أمنه. والأنكى من ذلك في حسابات الموساد إن الإمارات من البلدان العربية المسالمة والصديقة للغرب، بمعنى إن حدث شيء ما بعد عملية الإغتيال، فيمكن الإلتفاف عليها عبر الأخطبوط الصهيوني المسيطر على العالم الغربي عموماً والولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً.
وبما أن شرطة دبي مستمرة في تقديم الإثباتات والمستمسكات التي تدين جهاز الموساد الإسرائيلي في إغتيال الشهيد الفلسطيني محمود المبحوح. لذا نتوقع من هذا الجهاز مزيداً الكذب والتمويه وعمليات الاغتيالات الجبانة. ولكنه هذه المرة عليه أن يفكر ألف مرة. فما قدمته شرطة دبي في دولة الإمارات تثبت إن شوكة الموساد قد إنكسرت على أيدي عربية.
د. عماد الدين الجبوري