قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن بلادها لا تستبعد أي خيار مطروح على الطاولة مادامت الحكومة الليبية تواصل استخدام السلاح ضد شعبها، فيما أكدت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس إن واشنطن ستواصل الضغط على العقيد معمر القذافي إلى أن يتنحّى، إلاّ أنها لن تعترف بحكومة المعارضة المؤقتة.
جاءت تصريحات كلينتون اليوم الثلاثاء في شهادة معدة سلفا أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، قالت فيها أيضا إن ليبيا قد تتحول إلى ديمقراطية مسالمة أو تواجه حربا أهلية طويلة وحثت المشرعين الأميركيين على عدم خفض الأموال اللازمة للتعامل مع الأزمات في الخارج.
أما رايس فقالت لبرنامج صباح الخير أميركا على شبكة أي بي سي الإخبارية الأميركية اليوم "سنواصل الضغط على القذافي إلى أن يتنحّى ويسمح لشعبه بالتعبير بحرية عن رأيه وتحديد مصيره بنفسه".
وأضافت "نجري نقاشات مع حلفائنا وحلف شمال الأطلسي وغيرهم للتخطيط لجميع أنواع الطوارئ العسكرية بينها فرض منطقة حظر جوي".
وفيما أكدت أن واشنطن تجري حواراً مع جميع أطياف المجتمع الليبي والمجتمع المدني والزعماء المعارضين للنظام، إلاّ أنها قالت إن الإدارة الأميركية غير مستعدة بعد للاعتراف رسمياً بالحكومة المؤقتة للمعارضة.
وقالت "بصراحة ليس هناك حتى الآن معارضة متحدة ومتكاتفة لذلك من السابق لأوانه في هذه المرحلة أن نتحدث عن الاعتراف أو تقديم دعم مادي لمثل هذه المعارضة".
"
الجنرال جيمس ماتيس قائد القيادة المركزية الأميركية :
يتعين القضاء على قدرات ليبيا في مجال الدفاع الجوي حتى يمكن إقامة منطقة حظر للطيران
"
الحظر الجوي
وفيما يتعلق بمنطقة حظر الطيران فوق ليبيا، قال الجنرال جيمس ماتيس قائد القيادة المركزية الأميركية في جلسة لمجلس الشيوخ اليوم إن ذلك "يمثل تحديا إذ يتعين القضاء على قدرات ليبيا في مجال الدفاع الجوي حتى يمكن إقامة منطقة حظر للطيران .. ستكون عملية عسكرية وليس مجرد أمر للناس بألا يحركوا طائرات في الأجواء".
من جانبه استبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أي نية للمجتمع الدولي فرض حظر على الطيران في مجال ليبيا الجوي. وقال لافروف إن هذا الاقتراح غير ضروري. ودعا لافروف، بدلا من ذلك، القوى الدولية إلى تركيز جهودها على موضوع فرض عقوبات وفقا لما أقره مجلس الأمن الدولي.
وكانت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء قالت إن مصدرا في الكرملين لمح اليوم إلى ضرورة تنحي العقيد معمر القذافي، ووصفه بأنه "جثة سياسية متحركة لا مكان لها في العالم المتحضر".
تباين أوروبي
ورغم ذلك فقد بدا أن هناك تباينا في مواقف دول الاتحاد الأوروبي من استخدام القوة العسكرية ضد نظام القذافي، إذ رفض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تصريحات أمام البرلمان استبعاد استخدام القوة العسكرية ضد ليبيا إذا واصل نظام القذافي قمعه "الدموي" للثورة.
وأعلن اليوم أنه أمر مسئولين حكوميين بإعداد خطط طوارئ لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا رغم أن مثل هذه الخطوة لم تنل حتى الآن اتفاقا دوليا كافيا.
ولكن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه قال الثلاثاء إنه لن يحدث تدخل عسكري أجنبي في ليبيا دون تفويض واضح من الأمم المتحدة.
وقال جوبيه الذي تولى منصبه يوم الأحد متحدثا أمام الجمعية الوطنية "في هذه اللحظة التي أتحدث فيها لا توجد خطط لتدخل عسكري".
وأضاف "الخيارات المختلفة يمكن تقييمها وخصوصا فرض منطقة حظر للطيران لكن كي أكون واضحا لن يحدث أي تدخل دون تفويض واضح من مجلس الأمن الدولي".
وعربيا، أكد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم رفضه التدخل الأجنبي في ليبيا، مشددا على وحدة وسلامة الأراضي الليبية.
جاء ذلك الموقف خلال اختتام المجلس أعماله اليوم برئاسة سفير سلطنة عمان خليفة بن على الحارثى بصفة بلاده الرئيس الحالي لمجلس الجامعة.