بكائية على جسر (ارتا) / الشاعر العروبي لطفي الياسيني
.....................................
يا جسر (ارتا) كم اتوق اليك من بعد السفر
من يوم هجرتنا الوب يلوك اضلاعي الضجر
التاع في هذا الوجود اعيش عمري في خطر
وانام ملء جوانحي..... ماساة تاريخي الامر
( ميدوزا) ما عادت ولا ( هيرا) و( دفني) لا اثر
(سقراط) راوده العياء......... تناول السم انتحر
و(ابولو) من فرط الهوى امسى فما نال الوطر
و(بوسيدون) بلا منى...ولى و(ايزيس) انشطر
والجسر يبكي عابريه .... فلا رسالة ... او خبر
يا جسر(ارتا) قد تجمد ... دمع عيني...كالحجر
لا الدمع يشفي ما عاني....كاد قلبي ..ينفطر
من كثرة الاحزان عندي صرت جلمودا...صخر
رفقا بقلبي يا زمان .............فان قلبي ينصهر
وابي هناك على الموائد .....كالضمير المستتر
وعروس قريتنا هنا............فوق الهوادج تنتظر
ملت ملابسها وشاخ الراس .......صارت تحتضر
مسكينة ارضي غدت ....تحت الحصار مع التتر
يا لائمي في بلوتي هل عشت مثلي في القفر
ام انت مثل سحابة تاتي ... .......ويتبعها المطر
قل بربك هل غفوت على الحصاة...... او الجمر
مثلي وهل واكبت ..ماساة الاسير ....مع القدر
شتان ما بيني وبينك .........انت من اهل الدرر
اما انا...... يا حسرتي ....اصلي فقير .....مندثر
ما لي سوى نعشي هنا...وتراب ارضي والشجر
ابكي وما جدوى بكائي...... ال دمعي.. ينهمر
حريتي مفقودة.........وكرامتي صارت ....هذر
انا لست املك ما اريد .....من السعادة للبشر
يا قريتي.. اني يئست ....فشيعيني.....للقبر
كيلا ارى هذا الجراد...... بام عيني.......ينتشر
انا زائر عبر الحياة........زيارتي ......لا تعتبر
فخذي بطاقة رحلتي ....ما عاد يطربني الوتر
وربابتي خرست فما...عادت تشاركني السمر
انا لست الا طائرا...... شلو الجناح......وافتقر
فن العلو الى العنان...طوال عمري في الاسر
اشكو همومي للسواقي ...للبحار ......وللنهر
كنزي غنائي في الصباح... وفي الاصيل المنتحر
وفجر عمري للزوال... يحث خطوي...للقبر
لا فلس في جيبي سوى قلمي واوراق الشعر
عشرات مجموعات شعر ...لي تخلدني الدهر
اني اتوق الى الاياب ....لمسقط الراس البكر
تلك المشاهد راسخات في النهى منذ الصغر
فيها درجت على الملاعب مع اصيحابي الكثر
واليوم لا ماوى ولا ...... اكل ولا قطر المطر
اقضي سويعاتي هنا.....وحدي بشطحات الفكر
يا هاضما حقي لو انك في مكاني ...تستجر
لكن قلبك لا يرق..... علام تبقى.. في الخدر
انظر بعينيك اللتين.... تحدقا..بي ....كالشرر
اطلق سراحي يا عدوي حان لي فعل الامر
انا ما سلبتك لذة النوم القرير على السرر
ما انت الا زائل ...حان الرحيل......ستندثر
اما انا فالارض لي .... لاحت تباشير النصر
.........................................
الشاعر العروبي لطفي الياسيني