اهانة لشهداء فلسطين
رضخت السلطة الفلسطينية في رام الله يوم امس لاحتجاجات اسرائيلية، وقررت 'تأجيل' افتتاح ميدان الفدائية الفلسطينية الشهيدة دلال المغربي الذي كان مقررا امس الخميس في مدينة رام الله.
الشهيدة المغربي قادت مجموعة فدائية فلسطينية تابعة لحركة 'فتح' مكونة من عشرة اشخاص، ونفذت هجوما ضد اهداف اسرائيلية على ساحل مدينة تل ابيب في الحادي عشر من آذار/مارس عام 1978 اسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى من الاسرائيليين.
الاحتجاجات الاسرائيلية هذه على افتتاح ميدان في مدينة البيرة باسم الشهيدة المغربي تزامنت مع جلسة احتفالية نظمها الكنيست الاسرائيلي لمجموعة من الارهابيين اليهود، ينتمون الى عصابات الاتسيل والليحي، اطلقوا النار على حافلات تقل مدنيين فلسطينيين، وفجروا اسواقا ودور سينما وقتلوا واصابوا العشرات.
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي اشاد في خطاب القاه في الكنيست يوم امس الاول بالعصابات هذه وافرادها (12 ارهابيا) ووصفهم بانهم محاربون من اجل الحرية القومية، وعندما احتج النائبان العربيان الدكتور احمد الطيبي وزميله طلب الصانع على هذا التوصيف، وصرخ الاول باعلى صوته 'بان من يغضب لتسمية ساحة في رام الله على اسم الشهيدة دلال المغربي، لا يمكنه ان يقيم احتفالا ليصف من اطلقوا النار على حافلات العرب بانهم ابطال لمجرد انهم يهود' تعرضا، اي النائبان العربيان، للطرد من الجلسة فورا.
لا نستغرب رضوخ السلطة للاحتجاجات الاسرائيلية 'وتأجيل' الاحتفال بافتتاح ميدان الشهيدة دلال المغربي، لان هذه السلطة اصبحت تأتمر بالاوامر والاملاءات الاسرائيلية، حتى لو جاءت هذه الاوامر بالغاء تكريم الشهداء، والاحتفاء بهم تقديرا لبذلهم وعطائهم من اجل وطنهم، واستعادة حقوقهم المشروعة، ولكن ما نستغربه، بل ونستنكره بشدة، صمت اللجنة المركزية لحركة 'فتح' على هذه الخطيئة الكبرى، وعدم اصرارها على المضي قدماً في الاحتفال تكريماً لبطولات الشهيدة، وتخليدا لشهداء الثورة الفلسطينية الذين جعلوا من الحركة نموذجاً مشرفاً في النضال اسس لثقافة المقاومة، ووضع الشعب الفلسطيني وقضيته على الخريطة العالمية بقوة واحترام.
وربما يجادل البعض بأن الاحتفال قد تأجل ولم يلغ، وهو كلام مردود عليه بان هذا التأجيل مفتوح، وهو لعب على الكلمات لتضليل ابناء الشعب الفلسطيني، وهناك سوابق عديدة في هذا الصدد.
الاسرائيليون يحتفلون بقتلة الاطفال من بينهم، ويقيمون لهم أنصابا تذكارية لتخليدهم، وتمجيد افعالهم، اما الفلسطينيون فممنوع عليهم فعل الشيء نفسه، ثم بعد ذلك تتباهى السلطة بالحديث عن المشروع الوطني والتمسك به، والخيار المستقل.
ابناء رام الله والبيرة يجب ان يتحدوا السلطة واسرائيل معاً، ويتمسكوا بتكريم الشهيدة دلال المغربي من خلال التدفق بالآلاف الى الميدان المذكور، وحفر اسمها في جميع زواياه، بالالوان الزاهية، وبالمصابيح الكهربائية. فمن حق ابناء الشعب الفلسطيني الاحتفاء برموز نضالهم وتكريمهم التكريم الذي يستحقونه، وهذا اضعف الايمان.