قتل ما لا يقل عن سبعة متظاهرين وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين أثناء ملاحقة قوات الأمن اليمنية آلاف المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام في عدن، كبرى مدن الجنوب اليمني.
وقال شهود عيان في مدينة المعلا -التي شهدت الليلة الماضية ملاحقات عنيفة استخدم فيها الأمن أسلحة ثقيلة- إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا جراء إصابتهم بالرصاص في منازلهم.
وتعيش عدن وضعا صعبا بعد يوم دامٍ لم تشهد له مثيلا، وفق ما قال بعض سكانها، حيث تفرض قوات الحكومة حصارا من خلال إقامة حواجز تفتيش بين مناطقها.
كما تم إغلاق المدارس والكليات ومعظم المرافق الحكومية، في حين خرج الآلاف إلى الشوارع في حالة غضب وغليان احتجاجا على سقوط الضحايا.
حملة اعتقالات
وكانت سلطات الأمن في مدينة عدن شنت حملة اعتقالات مساء السبت شملت عددا من الناشطين السياسيين في الحراك الجنوبي.
ونقل مراسل الجزيرة نت سمير حسن عن مصادر مطلعة أن قوات تابعة للاستخبارات والأمن القومي اقتحمت منزل الناشط المهندس علي بن علي شكري لاعتقاله واقتادته إلى مكان مجهول.
وأفادت المصادر بأن قوات أمن اعتقلت على مداخل بلدة المنصورة عند أحد الحواجز الأمنية خمسة آخرين من قيادات الحراك الجنوبي بينهم السفير السابق قاسم عسكر.
وكشفت أن قائمة أمنية بأسماء ناشطين -بينهم صحفيون- تم تعميمها على عدد من النقاط والحواجز الأمنية المنتشرة في المدينة لاعتقالهم.
وأكدت المصادر أن السلطات اعتقلت قرابة سبعين شخصا من أنصار المعارضة خلال مصادمات الجمعة التي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى ونحو أربعين جريحا.
وفي محافظة صعدة شمالي اليمن تظاهر عشرات الآلاف من الحوثيين الجمعة في مديريات سحال وحيدان ورازح للمطالبة بإسقاط النظام.
واتهم بيان لقائد الجماعة الميداني عبد الملك الحوثي موقع تلمص العسكري المطل على مدينة صعدة بإطلاق قذيفتي مدفعية باتجاه منطقة محضة الآهلة بالسكان، مما تسبب في إصابة امرأة وطفلة بجروح بليغة.
من جهة أخرى، أصدر أبناء المحافظات الجنوبية اليمنية في صنعاء بيانا انتقدوا فيه ما وصفوه بالتعامل العنيف وغير المبرر من جانب الشرطة لإخوانهم المتظاهرين في محافظة عدن، وقالوا إنه يتعارض مع الدستور والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
واعتبر البيان الذي وصلت نسخة منه إلى الجزيرة نت، أن ما يجري في محافظة عدن يتجاوز مسؤولية الأجهزة الأمنية في المحافظة ليصبح مسؤولية السلطة المركزية بصنعاء،
خاصة بعد إنزال الدبابات والمدرعات إلى شوارع مدينة عدن بصورة تشبه أحوال الحروب وحالات الطوارئ.