""الرجال لا يبكون"
هى عباره تلقن للصبيه منذ ان يكونوا صغارا فيعاب عليهم البكاء عند المرص---الالم----ويمنعون من البكاء عند الحزن والاسى
وفى كل موقف وفى كل مناسبه تكرر هذه الكلمات وتتناقل بين الناس هذه العباره حتى ظفرنا بجيل تغلب على رجاله الغلظه وقسوة القلب لا يعرفون حقيقة الرحمه ولا يقيمون وزنا للمشاعر فقد يقطعون الارحام لانهم لايهتمون بالعواطف الابويه والاخويه وقد يظلمون ثم لا يشعرون بتانيب الضمير وكانت هذه هى النتيجه الخطيره التى حصلنا عليها من ترديد هذه العباره الخطيره وان الذى جعل الناس يحرمون البكاء على ذكورهم انهم اعتبروه ضعفا فمنعوه مطلقا
فاذا كان البكاء لضعف او استسلام او العجز فمثل هذا البكاء نرفضه نحن المسلمين ولا نقبله حتى لبناتنا فالاسلام يفضل المؤمن القوى على المؤمن الضعيف ولكن للبكاء اسبابا اخرى حبذها الاسلام وحث الناس عليها
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبكى شفقة وخشوعا وشوقا
فمن الشفقه والمحبه والرحمة" اتى الرسول صلى الله عليه وسلم فوجد السيدة عائشة متسترة بباب دار ابى بكر تبكى بكاء حزينا فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وايضا "ارسلت بنت النبى صلى الله عليه وسلم اليه ان ابنا لى قبض "يحتضر" فاتنا...فرفع الى رسول الله الصبى ونفسه تتقعقع "تتحرك وتضرب بصوت" ...ففاضت عيناه فقال سعد :يا رسول الله ماهذا؟فقال : هذه رحمه جعلها الله فى قلوب عباده وانما يرحم الله من عباده الرحماء
وايضا:"اخذ النبى صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به الى ابنه ابراهيم فوجده يقوده بنفسه فاخذه النبى صلى الله عليه وسلم فى حجره فبكى فقال له عبد الرحمن:اتبكى؟ اولم تكن نهيتنا عن البكاء ؟ فقال: لا ولكنى نهيت عن صوتين احمقين فاجرين --صوت عند مصيبه-خمش وجوه وشق جيوب -ورنة شيطان"
وبكى صلى الله عليه وسلم لما شاهد احدى بناته ونفسها تفيض
"بكاء الحزن على الفراق"
وتارة هو الشوق والحزن على الفراق"اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر امه بالابواء فى الف مقنع فبكى وابكى من حوله"
"شهدنا بنتا ورسول الله صلى الله عليه وسلم تدفن ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر فرايت عينيه تد معان"
ولما مات ابنه ابراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال "تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول الا ما يرضى ربنا وانا بك يا ابراهيم لمحزنون"
وبكى لما مات عثمان ابن مظعون:"عن عائشه رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان ابن مظعون وهو ميت وهو يبكى او قالت :عيناه تزرفان"
"بكاء الخشوع من خشية الله"
"عن عبد الله بن الشخير العامرى رضى الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى ولجوفه ازيز كازيز المرجل من البكاء "
وبكى لما قرا عليه بن مسعود القران:"قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرا على القران فقلت: يا رسول الله ااقرا عليك القران وعليك انزل؟ قال : انى احب ان اسمعه من غيرى قال: فقرات عليه سورة النساء حتى جئت لهذه الايه :"فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا"قال" حسبك الان فالتفت اليه فاذا عيناه تزرفان
وبكى لما كسفت الشمس:"انكسفت الشمس على عهد النبى صلى الله عليه وسلم فقام الى الصلاه.....فجعل ينفخ فى اخر سجوده من الركعه الثانيه ويبكى"
فكيف تمنعون الذكور من البكاء وقد بكى النبى صلى الله عليه وسلم؟وكيف تستهجنون البكاء والنبى صلى الله عليه وسلم قال:"هذه رحمه جعلها الله فى قلوب عباده وانما يرحم الله من عباده الرحماء"
وكيف ترفضون البكاء وقد جعله النبى صلى الله عليه وسلم واحدا من اسباب النجاه من النار :"لايلج النار رجل بكى من خشية الله"
فيا ايها الناس انتبهوا من هذه العباره الخطيره "الرجال لا يبكون"وكفوا عن ترديدها وتلقينها الصغار فقد بكى النبى صلى الله عليه وسلم وهو رجل بل هو افضل الرجال وقد بكى وهو النبى وبكى وهو المشرع وبكى وهو القدوه فكان لا يحبس مشاعره ولا يكبت عواطفه بل يبكى مما يبكى منه ويتاثر لما ينبغى التاثر له ولكن لم يكن بكاء النبى صلى الله عليه وسلم بشهيق ورفع صوت بل كانت تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره ازيز "كما وصفه بن القيم فى زاد الميعاد"
انما كان يبكى ولا يجد فى ذلك حرجا وكان يبكى ولا يجد باسا وكان يبكى ويبكى معه صحابته وقد بكى صحابته من بعده
فاى شىء بعد ذلك تقولون فى بكاء الرجال؟