يدخل مانشستر يونايتد مباراة هذا الأربعاء في ذهاب الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي على ملعب ستامفورد بريدج وهو عازم على انهاء عقدة هذا الملعب الذي لم يُحقق النصر عليه منذ عام 2002 حتى وقتنا هذا على كافة الأصعدة المحلية.
وإذا نجح فيرجسون في تحقيق نصره الثاني على أنشيلوتي بالبطولة الأوروبية (في تاريخ لقاءاتهما معاً) سيَضرب أكثر من عصفور بحجرٍ واحد، حيث سيُسهل على نفسه لقاء الإياب والترشح لنصف النهائي لمواجهة الفائز من مواجهة "شالكه أو الإنتر"، ومن ثم التأثير على معنويات تشيلسي ويُجبره على رفع الرايــة البيضاء في منافسته على لقب البريميرليج الذي يَرفض التخلي عن أمل المنافسة عليه رغم تأخره بـ11 نقطة دفعة واحدة أمام اليونايتد المتصدر.
هذه أسباب كافية لفيرجسون ولاعبيه ليفعلوا المستحيل من أجل تحقيق النصر خارج ميدانهم في قمة مباريات الدور ربع النهائي، والتي أسماها البعض بمفتاح لقب البطولة، فهناك توقعات كبيرة بتتويج الفائز من هذا اللقاء بلقب الدوري.
لدينا بعض الأسباب التي تصعب المأمورية على تشيلسي في مباراة الذهاب، وترجح كفة مانشستر يونايتد، قد تصدق وقد تُخطيء، وإذا أخطأت فمن المؤكد أن حديثنا السابق عن الخمسة أسباب التي ترجح كفة تشيلسي على مانشستر هو التحليل الفائز
دفعة وصفعة
الحالة المعنوية المرتفعة لمانشستر يونايتد بفضل النتائج المحلية الرائعة بانتصاريه المتتاليين على بولتون ثم ويستهام في الدوري، وترشحه للدور قبل النهائي من كأس الاتحاد الإنجليزي عقب الفوز على آرسنال بهدفين للاشيء، وهذه الحالة المعنوية المرتفعة تمثل دفعة كبيرة للفريق وهي التي يفتقدها تشيلسي هذه الأيام بعد صفعة التعادل المُحبط أمام ستوك سيتي على ملعب بريتانيا 1/1 بعد أداء سيء جداً من الفريق وتألق غير طبيعي من ستوك الذي لعب كرة سلسة من لمسة واحدة على الأرض رغم أنه عُرف دائماً بفريق الراكبي لكرة القدم بالبريميرليج -حسب وصف فينجر وفابريجاس-.
نعم تشيلسي لديه أفضلية تاريخية على مانشستر يونايتد بستامفورد بريدج لكن الحالة النفسية الحالية للفريق ستؤثر على أدائه الفني والخططي فالضغط تزايد على معظم لاعبيه بعدما توسع فارق النقاط بينه وبين الصدارة لـ11 نقطة، لتصبح بطولة دوري أبطال أوروبا هي الأمل الوحيد، وبالتأكيد هذه النقطة سلاح ذو حدين، إما يستغله أنشيلوتي بإيجابية ليكون دافعاً للاعبيه أو العكس لكن بدرجة كبيرة سيكون عامل سلبي لانك عندما تلعب مباراة حاسمة كتلك وأعصابك مشدودة قد يحدث أي شيء مفاجيء طرد لاعب أو إلخ من مواقف مختلفة أثناء سير اللقاء، على العكس تماماً مانشستر يزور ستامفورد بريدج بعدة مؤثرات إيجابية أهمها عامل اللعب خارج ميدانه مع تألقه المحلي هذه أمور تعطيه راحة نفسية أكبر.
تفكك الخصم
سيُعاني دفاع تشيلسي أمام الضغط الهجومي المتواصل من روني، هيرنانديز أو بيرباتوف مع ناني الذي حصل على راحة بدنية جيدة حيث شارك في أخر دقائق مباراة ويستهام السبت الماضي، مُعاناة تشيلسي تتلخص في غياب مدافعه البرازيلي الجديد "دافيد لويز" لسابق مشاركته مع بنفيكا بداية البطولة وفي تراجع مستوى الظهير الأيمن "بوسينجوا" الذي لم يكن في أفضل حالاته أمام لاعب ستوك سيتي "والتيرس" الذي استفاد من تراجعه البدني والفني ليُسجل هدف السبق للبوترس قبل أن يُعادل دروجبا النتيجة، قبل أن يواصل بوسينجوا تراجعه لكن ليس أمام والتيرس فقط بل بتناوب المهاجم كينوين جونز والجناح الطائر أثرنجتون عليه طيلة أحداث اللقاء، وبالتأكيد لاعبي ستوك مستواهم ليس كمستوى روني وناني وخبرة جيجز وإيفرا، لذا الموقف سيكون صعب على الظهير البرتغالي فغياب لويز سيُجبر أنشيلوتي على إشراك إيفانوفيتش في قلب الدفاع جوار تيري وإبقاء بوسينجوا على اليمين.
دافيد لويز تواجد بداية الشهر الماضي في مباراة الدوري أمام مانشستر واستطاع تسجيل هدف وغلق منافذ العبور على رفاق روني، لكنه لن يتواجد الآن، فماذا سيفعل البلوز بدون أهم لاعب في تشكيلته منذ يناير الماضي حتى الآن؟ فيكفي أنه قد حصل على لقب أفضل لاعب في البريميرليج أثناء شهر مارس، بفضل هدفيه في مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي ومساعدة الفريق للفوز على بلاكبول، وسد العجز الدفاعي في غياب أليكس، البعض قد يقول أن تشيلسي تأهل لربع النهائي بدون لويز، لكن هل يصح مقارنة هجوم كوبنهاجن بهجوم مانشستر؟
اللاعب الدولي البرازيلي حاول قبل مواجهة اليونايتد المرتقبة رفع معنويات زملائه في الدفاع للتصدي للهجمات الصعبة التي ستُشن عليهم، بقوله: "يمكن لتشيلسي الفوز بدوري أبطال أوروبا بدوني..فنحن نمتلك خط دفاع قوي وخبير".
سؤال أخر يُضاف لعدم صحة مقارنة كوبنهاجن بمانشستر... هل يُمكن لأي مدافع مهما كانت قوته وعقليته، التألق والتعملق بعد فترة غياب طويلة بداعي الجلوس على دكة البدلاء بسبب دافيد لويز، وفي ملحمة شرسة كتلك التي ينتظرها ضد الشياطين؟؟ فالمدرب الإيطالي لم يُجهز البديل المناسب للويز طيلة الفترة الماضية، وإذا فعل مع إيفانوفيتش بإراحته أمام ستوك سيتي بوجود لويز كأساسي وبوسينجوا على اليمين لكن البرتغالي فشل في تلك المباراة، وستؤثر هذه الأحداث السابقة بدون شك على نفسيته قبل لقاء الشياطين، كما أن غياب إيفانوفيتش لأكثر من مباراة عن اللعب جوار جون تيري في قلب الدفاع قد تؤدي لحدوث كارثة، ولو نتذكر أثناء إحدى مباريات الدوري الإنجليزي حدث عراك مؤقت بين تشيك وإيفانوفيتش لعدم تفاهمها في التعامل مع كرة عرضية سهلة داخل منطقة الجزاء.
انتفاضة إنجليزية لاتينية
عودة واين روني للتهديف بعد فترة غياب طويلة قضى معظمها في صناعة الأهداف وتسجيل بعضها من ركلات ثابته، فمنذ بداية العام وهو يسير بخطٍ ثابته ويتعامل بخبرة أكبر أمام مرمى الخصوم، وهدفه في ويستهام هذا الأسبوع يوضح ذلك عندما تلقى تمريرة سحرية من الجناح الأيمن الإكوادوري "لويس أنطونيو فالنسيا" تسلمها بمراوغة لثنائي الدفاع "دا كوستا وأبسون" قبل أن يُسددها بوجه القدم على أقصى يمين الحارس جرين.
ويمثل إنضمام فالنسيا الغائب منذ بداية الموسم عن الملاعب بداعي الإصابة لواين رونـي في الخط الأمامي الكثير من النجاعة للهجوم عموماً ولروني خصوصاً لتفاهمهما معاً لاسيما إذا تعلق الأمر بدوري أبطال أوروبا، وكذلك بتشيلسي حيث صنع فالنسيا هدفين لمانشستر في مباراة الدرع الخيرية على ملعب ويمبلي مطلع هذا الموسم (1/3).
التعلم من الدرس
خسارة تليها خسارة تليها خسارة تليها انكسار ودمار بملعب ستامفورد بريدج منذ 2002 حتى الآن للشياطين. هذا الكلام صحيح لكن انتظر، أتعتقد أن مانشستر يونايتد الدوري الإنجليزي هو نفسه الفريق المشارك في دوري أبطال أوروبا؟ أتعتقد أن الخبير الأسكتلندي لم يتعلم من الأخطاء؟؟
والدليل أنه سبق وتعلم من أخطائه فموسم 2008/2007 عندما توج بالبطولة على حساب تشيلسي في النهائي على ملعب لوجينكي بفارق ركلات الجزاء منتصف شهر مايو 2008 كان قد خسر في الدوري 1/2 على ملعب ستامفورد بريدج، ولم تؤثر هذه النتيجة عليه في نهائي الأبطال لأنه أراد أن يكون البطل للمرة الثالثة في تاريخ أبناء أولد ترافورد.
مانشستر سيعمل على الحذر وعدم التغفل وتكرار الخطأ، فسوف يَحث فيرجسون لاعبيه على التيقظ واستعمال الفطنة والاستفادة من خسارة مباراة الدوري لمفاجئة البلوز، فلا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.
عودة فيرجسون..
الدكة دائماً كانت مُفتاح انتصارات مانشستر يونايتد منذ أواسط التسعينات، وسيناريو نجاعة دكة البدلاء أمر مُستمر وسيستمر على ما يبدو مع مانشستر يونايتد طالما هناك مدرب "عظيم" يستطيع تغيير شكل فريقه أثناء سير اللقاء دون مُتابعته مثله مثل المتفرجين العاديين، وورقة مانشستر الرابحة "تشيشاريتو" كانت حاضرة بصورة واضحة على الصعيد الأوروبي أمام فالنسيا ومارسيليا ويمكن أن يُكرر أفعاله اللطيفة التي تُسعد أنصار فريقه.
والفضل لفيرجسون الذي يمنحه الفرصة في الوقت المُناسب، فهذا العملاق الأسكتلندي وعلى الرغم من الإيقاف المتعرض له على صعيد المباريات المحلية بسبب نقده اللاذع للحكم أتكينسون عقب مباراة تشيلسي بداية الشهر الماضي حيث استطاع إدارة فريقه من المدرجات بإحترافية في الآونة الأخيرة وإستخدم دكته بأفضل الطرق الممكنة ليحقق نصرين متتاليين على بولتون وويستهام.
فأمام بولتون واندرز أقحم ديميتار بيرباتوف مطلع الشوط الثاني بدلاً من خافيير هيرنانديز والنتيجة التعادل السلبي، وتَمكن البغاري من إحراز هدف النصر في الدقيقة الأخيرة من مُتابعة جيدة للكرة الساقطة من يد ياسكلاينين بعد تسديدة ناني.
وفي نفس المباراة تعرض ويسلي براون لإصابة فوجد البديل على الفور وهو "فابيو دا سيلفا" الذي لعب ضد ويستهام السبت الماضي وجلب ركلة جزاء جاء منها الهدف الثالث وسيلعب مرة أخرى ضد تشيلسي بعد إتقانه دور الظهير الأيمن بدلاً من شقيقه المصاب.
علاوة على ذلك إيجابية خافيير هيرنانديز المطلقة أمام مرمى الخصوم عندما يُشارك كأساسي أو حتى كإحتياطي، فمن 15 تسديدة على مرمى كل الخصوم الذين واجههم في الدوري المحلي أحرز 11 هدفاً أخرهم ضد ويستهام بعد مشاركته من على دكة البدلاء وسبق وفعلها في تشيلسي عندما وجد الكرة أمامه، فهو مهاجم يُحسن اختيار مواقعه داخل صندوق العمليات، وهيرنانديز ما هو إلا ورقة إضافية تدلل على تعاظم القدرات الهجويمة لفريق فيرجسون هذا الموسم، ومع عودة فيرجسون لدكة بدلاء مانشستر كّونه غير مُوقف أوروبيا ومع توخي حكم اللقاء للحذر ستكون هذه عوامل مؤثرة على الشياطين بشكل إيجابي.
تبقى هذه نقاط تحليلية تكتيكية قد تكون علامة فارقة نحاول من خلالها إلقاء الضوء بموضوعية أكثر على هذا اللقاء الإنجليزي المصبوغ بالصبغة الأوروبية.