اعتقد الناس في نهائي دوري أبطال أوروبا 2008 أن أرض الروس ستكون فائلاً حسناً على بلوز تشيلسي كما كان مالكهم الروسي "أبراموفيتش"، الذي غَير من خارطة الكرة الإنجليزية منذ ولوجه عالم الاستثمار فيها بتوليه مسؤولية الصرف على الفريق الأزرق، لكن الروسي لم يحتفل على أراضيه بمعانقة الكأس ذات الأذنين فالمنحوس "ميشئيل بالاك" كان حاضراً في المباراة، والحظ هو ما يحتاجه أي فريق للظفر بهذه الكأس وهذا ما قاله كل مدربي العالم لذا ذهب أبراموفيتش نحو التعاقد مع أكثر مدرب رافقه الحظ في البطولة بالسنوات الأخيرة "كارلو أنشيلوتي".
تنتظر جماهير كرة القدم وعاشق التشامبيونس ليج الأوروبي اللقاء المُرتقب بين تشيلسي ومانشستر يونايتد على ملعب ستامفورد بريدج ليلة الأربعاء المقبل في تمام الساعة 19:45 بتوقيت لندن، وسيُحاول أنصار تشيلسي من الآن وحتى وقت بدء اللقاء، استعادة أجمل لحظاتهم هذا الموسم عندما عادوا للمنافسة على لقب البريميرليج عندما هزموا مانشستر يونايتد يوم الأول من مارس الماضي بثنائية لهدف، فهذا النصر هو ما سيدفعهم ضد اليونايتد لتأصيل العقدة، فمنذ 2002 لا يحقق فريق فيرجسون الفوز بلندن، وفيرجسون دائماً وأبداً (تتعب أعصابه) عند مواجهة كارلو أنشيلوتي خاصةً في دوري أبطال أوروبا الذي لم يشهد سوى نصر يتيم لفيرجسون على المدرب الإيطالي عام 2007 (2/3) على ملعب أولد ترافورد.
المنحوس
أحد الصفقات الكبيرة التي لم تف بأغراضها رفقة تشيلسي "ميشئيل بالاك" خرج بتصريحات يُذكر فيها أنصار تشيلسي بالليلة الأتعس في تاريخهم، ليلة خسارتهم دوري أبطال أوروبا على ملعب لوجنيكي بعاصمة الروس، فقد قال أنه لحد الآن لا يستطيع نسيان هذه الليلة التعيسة عليه، لأنه النهائي الثاني الذي يخسره في البطولة والنهائي الرابع له حيث خسر نهائي كأس ألمانيا ونهائي كأس العالم 2002 وأضاف بعد نهائي موسكو خسارة نهائي يورو 2008 أمام النينيو الإسباني.
والأغرب من تذكير أنصار تشيلسي بهذه الأيام العجاف كشفه عن العديد من الأسرار المُحبطة في وقتٍ قاتل لإدارة النادي، بمشاكله مع المدرب السابق "فيليبي سكولاري"، والتي تسبب جزءًا كبيراً منها في إنخفاض أسهمه (الفنية) لدى المدرب التالي (أنشيلوتي) من ثم مغادرته لمعقل البلوز في صفقة انتقال حر إلى باير ليفركوزن.
سكولاري يَكذب
بالاك وصف سكولاري بأنه مدرب متعجرف تسبب في توتر العلاقة بينه وبين بقية زملائه في الفريق، وقال في تصريحات لصحيفة ديلي تلجراف البريطانية: "قرأت ما قاله سكولاري عني وعن بعض لاعبي تشيلسي وأنا مُندهش حقاً مما فعله، فمثل هذا الكلام لا يَجب أن يُقال عنا، كنت أعتقد أنه شخص ذا رقي، لكنه أكد عكس ذلك، فلم يكن لديّ أي مشكلة معه عندما كان مديراً فنياً ولكنه الآن يقول أنني كنت على خلاف ببعض اللاعبين، ولا أفهم سبب قوله هذا الكلام"؟.
وأضاف: "تشيلسي أستحق لقب نادي هوليوود نظراً لعدد النجوم الذين بحوذته في غرف خلع الملابس، لكن أداء الفريق يبقى مثار جدل، انظروا جيداً ستجدونه ممتليء بأفضل اللاعبين وهذا شيء إيجابي بأشخاص مثل جون تيري، فرانك لامبارد ودروجبا، هؤلاء شخصيات كبيرة وهذه هي الصفات التي تحتاجها لتغيير المواقف الصعبة، لكن ليس من السهل أن تمتلك مدرب قادر على التعامل مع هؤلاء النجوم، عليك أن تنظر جيداً إلى جوزيه مورينيو وكارلو أنشيلوتي، فلم يكن لديهما أية مشاكل مع اللاعبين، وحتى إفرام جرانت الذي عامل اللاعبين بشكل جيد للغاية في الفترة القصيرة التي قضاها بالفريق، وعندما جاء جوس هيدنيك بعد سكولاري أتضح للجميع الفارق الشاسع ومدى المُتعة التي كان يعمل بها الفريق، أنا كُنت مُستمتع للغاية بطريقة هيدنيك، وبأسلوبه في الاحتفال معنا بكأس الاتحاد الإنجليزي، هذا هو الفارق ولهذا السبب أنا فوجئت بما قاله سكولاري في وقت لاحق".
للاطلاع على تصريحات فليباو (سكولاري): اضغط هـنـا
ميشئيل بالاك رفض ما قالته بعض الصحف الإنجليزية عن قرب نهاية الجيل الذهبي وسطوة تشيلسي، بسبب تكرار مشاكل إصابات النجوم وتراجع مستوى أفضل اللاعبين، مؤكداً أن الفريق قادر على مواصلة العطاء بنفس الديناميكية في العمل، وقال: "لديّ الجميع هنا القدرة على المواصلة فلايزال الفريق جائعاً مثلما كان دائماً، وقد جِئت لزيارة تشيلسي في مباراة فولهام بداية العام الجاري وكان لي لقاء بجميع اللاعبين في غرفة خلع الملابس فأنا على إتصال دائم بهم وبموظفين النادي، وأعلم أن الطموح قائم هناك ولم يتلاش".
وأشار: "الجميع يعرف كم يطمح أبراموفيتش بالفوز بدوري أبطال أوروبا، وكل لاعب في النادي خلال السنوات الأربع أو الخمس أو الست الماضية يشعر بهذا الطموح وأنا مازلت أرى ذلك".
قيصر الألمان في العصر الحديث سيعود يوم الأربعاء المقبل لملعب ستامفورد بريدج لمتابعة الملحمة الأبرز في الدور ربع النهائي من المسابقة الأوروبية ليس كمشجع فقط لفريقه القديم بل كناقد رياضي ومحلل للمباراة لإحدى القنوات الناقلة للحدث، وقال بالاك أنه سيعود على الفور إلى ألمانيا عقب انتهاء القمة للحاق بتدريبات فريقه استعداداً لمواجهة سانت باولي وسيعمل على تحقيق الفوز لمرافقة بروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
الذكريات التعيسة
وذَكر بالاك عشاق تشيلسي بأن لقاء هذا الأربعاء مع مانشستر يونايتد ليس فقط لمحاولة الترشح للدور نصف النهائي من دوري الأبطال بل هو أيضاً لمحاولة الحصول على تعويض جزئي من الهزيمة الصعبة التي لا تُنسى في نهائي المسابقة عام 2008، حين خسر الفريق بفارق ركلات الجزاء الترجيحية وشهد اللقاء إهدارهم لأكثر من فرصة مؤكدة للتسجيل حيث رد القائم والعارضة هدفين للامبارد ودروجبا في الأشواط الإضافية وأبعد القائم الأيسر لفاندر سار ركلة الحسم من جون تيري عندما إنزلق أثناء تنفيذ الكرة بسبب سوء الأرضية.
قائد ليفركوزن قال عن تلك الأيام الصعبة: "من الصعب أن أتذكر أدق التفاصيل لما حدث في تلك الليلة، ولكن من المستحيل نسيان ما جرى وكيف خسرنا هذه المباراة الكبيرة، وفي نفس الوقت تصيبك تلك الذكريات بأذى كبير، أعتقد أنني أديت ما عليّ في ذلك الوقت، ولم يكن أحدهما أفضل من الأخر بالفعل، فكلا الطرفين قدم نفس المستوى، ولكننا كنا الأكثر خطورة أثناء الوقت الإضافي حيث أُتيحت لنا الفرصة لانهاء المقابلة لصالحنا".
وواصل: "الطريقة التي انتهت بها اللعبة لا تُصدق، كان لدينا فرصة كبيرة للفوز، لكن ركلة واحدة أضاعت كل شيء، من الصعب بالنسبة لي وصف ما يدور في ذهني، فنفس الشعور سبق وحدث معي عندما خسرت اللقب رفقة ليفركوزن عام 2002 أمام ريال مدريد، الأمر كان غريباً علينا لأننا قبل مقابلتهم كنا قد هزمناهم بثلاثية".
وكشف: "بعد سنوات من هذه المباراة كُنت لا أزال أشعر بالأذى، فالجميع شعر وقتها بخيبة أمل لا تصدق، لم يكن لدى أي أحد شيء يقوله، العبارات وقفت في حلوقنا، جَهزت لنا بعض المشروبات لكن معظمنا لم يشربها، وتوجهنا إلى غرفنا لإجراء مكالمات مع الأهل والأصدقاء ومحاولة تهدئة أنفسنا، وظل الشعور بالفراغ ملازماً لنا لأسابيع".
وعن جون تيري قال بالاك: "الجميع يثق بأنه فتى قوي وكان لابد أن يتعامل بحكمة مع ما جرى، والجميع وقف جواره في هذه المحنة لأنه إنسـان يُخطيء، فلا أحد مّنا معصوم من الخطأ، نحن الرياضيين نتأثر بمثل هذه الأحداث أكثر من أي أحد أخر، أتذكر ردة فعله جيداً عقب اللقاء عندما كان يَبكي بحرقة على ضياع اللقب، لكننا كنا فريق كامل، إذا كان سجلها فالنجاح لا يخصه وحده بل يخص كل الفريق نفس الأمر بعد إهداره ركلة الجزاء هو ليس مسؤول عن الخسارة بمفرده، فلا أحد يستطيع إلقاء اللوم عليه".
وإختتم بالاك حواره الطويل عن مالك تشيلسي "رومان أبراموفيتش": "كانت هناك تكهنات عن تدني طموحات المالك الروسي لكن كل ما يمكنني قوله هو أنه عندما يكون على مقربة من الفريق بزيارة التدريبات على أرض الواقع وحضور المباريات ومقابلة اللاعبين في غرفة خلع الملابس عقب انتهاء المباريات، تُحدث هذه التصرفات الفارق، ويُمكنكم الآن التعرف بأنفسكم على طموحات أبراموفيتش من خلال تصرفاته... أعتقد أنه مواظب على فعل هذه الأشياء".
يذكر أن بالاك الذي تعرض للعديد من الإصابات منذ نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي العام الماضي قد أكد أن دافعه للاستمرار في الملاعب كبير رغم تجاوزه الـ34 عاماً، وينظر إلى المستقبل بطريقة إيجابية رغم تبقي عام واحد فقط على انتهاء عقده مع باير ليفركوزن، وأشار لأنه بات يُفكر في حياته الكروية سنة بسنة، مؤكداً أنه يُفكر بجدية أن ما سيفعله بعد تعليق حذائه وإعلان الإعتزال الاستمرار في حقل كرة القدم لعشقه الكبير للعمل في هذا المجال، لكنه لا يعلم بأي صفة سيكون بقوله: "لا أعرف حتى الآن ماذا سأفعل بعد الإعتزال..مدرب أم ماذا من الصعب التحدث في هذا الأمر الآن".