قالت مصادر للجزيرة إن قوات الأمن أطلقت النار على محتجين بالقرب من ساحة الحرية في مدينة تعز بجنوب اليمن، وجاء ذلك بعد مقتل ثلاثة أشخاص بإطلاق قوات الأمن النار على المحتجين بالساحة نفسها، وقد تظاهر أكثر من مليوني يمني في نحو 15 محافظة فيما أطلقوا عليه "جمعة الثبات". في هذه الأثناء رحب الرئيس اليمني بالمبادرة الخليجية لحل الأزمة لكنه انتقد قطر، كما رحبت واشنطن بالمبادرة.
وقد أجرى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مساء الجمعة اتصالات هاتفية مع قادة دول الخليج، باستثناء دولة قطر التي سبق أن اتهمها بالتدخل في الشأن الداخلي، وبحث خلالها مساعي تلك الدول لحل الأزمة اليمنية بين الأطراف السياسية.
قتلى بتعز
فعلى الصعيد الميداني قتل ثلاثة أشخاص وأصيب مئات آخرون حين أطلقت قوات الأمن اليمنية النار على المحتجين في ساحة الحرية بمدينة تعز جنوبي البلاد وفق ما أفادته مصادر بالمستشفى الميداني في المدينة.
وكانت مصادر للجزيرة قد أفادت في وقت سابق أن شخصا أصيب بجروح خطيرة وقتل آخر بالرصاص حين أطلقت عليه قوة أمنية النار إثر نجاحه ضمن آخرين في التسلل إلى مبنى المحافظة في حين كان عشرات الآلاف يتظاهرون أمامه.
وتعد تعز أحد مراكز ما اتفق على تسميته محليا بثورة الشباب السلمية المطالبة بتنحي صالح، التي بدأت في يناير/ كانون الثاني الماضي. وذكر الصحفي صلاح الدكاك للجزيرة أن تعز تشهد شبه عصيان مدني مع تصاعد الاحتجاجات فيها.
وقد حصلت الجزيرة على صور تبين إطلاق قوات الأمن اليمنية في مدينة تعز النار بكثافة على محتجين. وتظهر الصور استمرار تلك القوات في إطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع أثناء أداء بعض المحتجين صلاة العشاء بالقرب من ساحة الحرية مما أسفر عن إصابة بعضهم بحالات اختناق.
وإلى جانب تعز، شهدت عدة محافظات جنوبية أخرى مسيرات حاشدة الجمعة شارك فيها عشرات الآلاف في إطار جمعة الثبات، منددين بالأحداث الدموية ضد المعتصمين في ساحة الحرية بمدينة تعز.
وفي عدن قال مراسل الجزيرة سمير حسن إن الآلاف خرجوا في بلدات كريتر والمنصورة والبريقة في مسيرة غاضبة رفعوا خلالها صور الشهداء ولافتات تعبر عن رفض المحتجين لأي حوار مع النظام، وأخرى تطالب برحيل الرئيس ومحاكمة من يصفونهم بالقتلة من أعوان النظام.
كما شهدت المكلا -ثالثة أهم المدن اليمنية بعد صنعاء- وعدن مظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف عقب صلاة الجمعة في إطار جمعة الثبات.
وقال مراسل الجزيرة نت بالمكلا سمير حسن إن أكثر من 50 شخصا أصيبوا في اعتداء بلطجية على مخيم ساحة التغيير بالمكلا باليمن.
اتصالات صالح مع الخليج
وبالنسبة للوضع السياسي أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن "اتصالات صالح مع قادة دول الخليج، ما عدا قطر، شملت مناقشة تطورات الأوضاع الجارية في اليمن والجهود والمساعي الحميدة التي يبذلها الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة الراهنة والخلافات بين الأطراف اليمنية وترحيبه بهذه الجهود".
ونسبت الوكالة اليمنية إلى قادة دول المجلس "وقوف دولهم إلى جانب اليمن وبما يحافظ على أمنه واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه وتحقيق الوفاق بين أبنائه".
انتقاد لقطر
وكان الرئيس علي صالح قد رحب بمساعي السعودية لحل الأزمة بين الأطراف السياسية لكنه حمل على قطر لحديثها عن ضرورة تنحيه عن الحكم، ووصف ذلك بأنه تدخل سافر في شؤون اليمن.
وقال مصدر بالرئاسة اليمنية في بيان صحفي إن ما ورد بخطاب الرئيس في ميدان السبعين كان واضحا في ترحيبه بالجهود التي يبذلها "الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها السعودية لحل الأزمة بين الأطراف السياسية".
وأضاف المصدر أن علي صالح يرفض ما ورد في تصريحات وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ويعتبرها تدخلا في الشأن اليمني لا يمكن قبوله.
وقال صالح أمام أنصاره في ميدان السبعين بصنعاء عقب صلاة ما أطلق عليه جمعة الوفاق "نحن نستمد قوتنا وثقتنا من هذه الملايين المحتشدة اليوم ولا نستمدها من قطر وقناة الجزيرة".
وأضاف "وجدنا في اليمن أحرارا، وعليهم أن يحترموا مشاعر الشعب اليمني، ونرفض الانقلاب على الديمقراطية والحرية، ونحن مع يمن موحد سنفديه بالروح والدم".
وكان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قد أعلن الخميس أن دول الخليج تأمل التوصل إلى اتفاق لتنحي الرئيس صالح، وقد رحبت المعارضة اليمنية بهذا التوجه وقالت إن الكرة الآن في ملعب الرئيس.
ويأتي الكشف عن اتصالات صالح بقادة دول الخليج بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان مساء الجمعة، أن الولايات المتحدة ترحب بمبادرة مجلس التعاون الخليجي الرامية إلى حل الأزمة السياسية في اليمن.
وأضافت الوزارة "نحن نشجع بقوة كل الأطراف على فتح حوار ضروري بشكل عاجل جدا من أجل إيجاد حل يحظى بموافقة الشعب اليمني كافة".