شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات مسيرات احتجاجية اليوم ضد النظام الحاكم، بعد سقوط ضحايا بين صفوف المتظاهرين المناهضين أثناء مسيراتهم الاحتجاجية أمس فى صنعاء وتعز جنوب العاصمة، فى حين دعا المتظاهرون فى "عدن" إلى تنظيم عصيان مدنى غدا.
وندد المتظاهرون فى صنعاء بأحداث العنف التى شهدتها العاصمة اليمنية، وتعز، وأسفرت عن سقوط قتيل وأكثر من ألف مصاب - حسب ما أعلنته مصادر المعارضة اليمنية - بسبب استخدام العنف والسلاح والغازات المسيلة للدموع ضد المتظاهرين المناهضين.
وأكدت مصادر المعارضة أن قوات من الحرس الجمهورى والأمن قامت بإطلاق نيران أسلحتها على المتظاهرين من فوق أحد الجسور الرئيسية بالعاصمة الليلة الماضية واليوم، كما لاحقت المتظاهرين فى العديد من الشوارع بالعاصمة ، وألقت القبض على العديد منهم ، خاصة فى المناطق المحيطة بشارع الزبيرى أحد أكبر الشوارع الرئيسية بالعاصمة.
يذكر أن شارع الزبيرى يعد خطا فاصلا بين المتظاهرين المناهضين للنظام وهؤلاء المؤيدين، ويقف على أحد جانبيه أفراد الفرقة الأولى مدرع التى أعلن قائدها اللواء على محسن فى وقت سابق أنه يؤيد سلميا المطالب السلمية للمناهضين للنظام، بينما تتولى قوات من الحرس الجمهورى والأمن تأمينه من الجانب الآخر، وهو الجانب الذى يؤدى إلى مناطق مقر القصر الجمهورى ومنشآت يمنية حيوية أخرى.
وقد صعد المتظاهرون فى صنعاء من شعاراتهم ، فبعد أن كانوا يطالبون بإسقاط النظام ورحيل الرئيس، طالبوا بمحاكمة الرئيس وأقاربه، وحملوهم مسئولية أحداث العنف التى تشهدها مناطق عديدة باليمن.
وشهدت محافظات الحديدة وتعز وعدن مسيرات للتنديد بأحداث العنف فى محافظة تعز، وطالبت بتقديم المسئولين عن سقوط قتلى وجرحى فى هذه الأحداث فورا. وأكد المتظاهرون الاستمرار فى الاعتصام والمسيرات السلمية حتى تتحقق مطالبها، سواء محاكمة المسئولين عن ما وصفته بالمجازر، أو إسقاط النظام ورحيل الرئيس على عبد الله صالح من السلطة.
وفى محافظة "عدن" جنوب اليمن، دعا المتظاهرون إلى تنظيم عصيان مدنى بالمحافظة يوم غد ، مؤكدين استمرار اعتصاماتهم الاحتجاجية حتى تتحقق مطالبهم.يأتى ذلك فى الوقت الذى اتهمت فيه السلطة اليمنية تحالف اللقاء المشترك المعارض بأن عناصر تابعة للتحالف بمحافظة "عدن" أجبرت أصحاب المحلات التجارية بالمحافظة اليوم على إغلاق أبواب محلاتهم لتنفيذ ما أسموه بـ العصيان المدنى بالمحافظة.
وأصدرت اللجنة التنظيمية لما يسمى بـ "شباب الثوار" بيانا، وزع فى أوساط المعتصمين، طالبوا فيه الشعب اليمنى بكل فئاته بتنظيم مسيرات مليونية يوم غد الاثنين بمختلف محافظات الجمهورية - حسب البيان - للمطالبة بالرحيل الفورى للرئيس صالح وتقديم كل المسئولين عن أحداث العنف يوم أمس فى تعز وصنعاء والحديدة وعدن.
وعلى صعيد آخر، دعا تحالف اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية باليمن ) وشركاؤه (اللجنة التحضيرية للحوار الوطني)، الشعب اليمنى بكل فئاته وشرائحه ومكوناته السياسية والاجتماعية لمزيد من الصمود فى مواجهة ما وصفه بأساليب العنف والمراوغة، وأكد أن عجلة التغيير قد دارت ولن تعد إلى الوراء.
وذكر بيان للتحالف "أن التحالف وشركاءه يقدرون دور الأشقاء فى دول مجلس التعاون والأصدقاء فى المجتمع الدولى والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية والمنظمات الدولية والأمم المتحدة، لوقوفهم إلى جانب الشعب اليمنى وخياراته.وطالب البيان باتخاذ هؤلاء خطوات أكثر جدية وحزم لحماية المجتمع المدنى فى اليمن الذى يتعرض للقتل والذبح والقمع.
وأضاف البيان الصحفى لتحالف اللقاء المشترك المعارض وشركائه أن النظام فى اليمن أقدم وبالتزامن مع رفضه لمبادرة الأشقاء فى مجلس التعاون الخليجى لإنهاء الأزمة على ارتكاب المذبحة الغادرة فى مدينة تعز أمس كاشفا بذلك عن خياراته الحقيقية فى مواجهة الثورة الشعبية السلمية التى تطالب برحيله بعد أن ظل يناور خلال الفترة الماضية بخطابات متناقضة وحملات إعلامية مضللة.
وأشار البيان - الذى نقله المركز الإعلامى للتجمع اليمنى للإصلاح ( أكبر أحزاب المعارضة اليمنية عضو تحالف اللقاء المشترك)- إلى أن النظام الحاكم فى اليمن لا يزال وبكل أسف يراوغ ويناور ويمارس أساليب الابتزاز والالتفاف المرفوضة ظنا منه أنها ستنطلى على الأشقاء وعلى الأصدقاء وعلى المجتمع الدولى.
تأتى هذه التطورات المتصاعدة على الساحة اليمنية فى الوقت الذى يعقد فيه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى اجتماعا استثنائيا اليوم بالعاصمة السعودية الرياض لبحث الأزمة السياسية باليمن.
وقد جاء الاجتماع الاستثنائى بعد 24 ساعة من اتصالات هاتفية أجراها الرئيس اليمنى على عبد الله صالح بكل قادة دول المجلس عدا أمير دولة قطر رحب فيها مجددا بوساطة وجهود دول المجلس بشأن الأزمة اليمنية.