باختصار الحماقة!
2011-04-10
لا أعرف إن كان في العنوان مخالفة شرعية، ولكن ما دفعني لاختيار هذا العنوان هو ما آل إليه اليمن بعد كل هذه السنوات (33) في ظل حكم رجل لا يمكن للحكمة أن تنسب إليه أو تقترب منه، بأي حال من الأحوال!
اليمن وما قيل فيه من أنه (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وهو الزاخر والغني بثرواته الطبيعية والبشرية والمادية من نفظ وغاز ومعادن، وتعدد في البيئة وأمطار موسمية وغير موسمية، لا يستحق هذا البلد هذا المستوى من المعيشة، ولكن في ظل حكم علي صالح انتكس بفقره الشديد واستشرى الفساد وعم كل المستويات –إلا من رحم ربك– ليصبح اليمن في تخلف يوازي تخلف العصور الوسطى! لعل ما يعزز حماقة حكم علي صالح، أنه لا يراجع أقواله ناهيك عن أفعاله، وصدق أحد المتظاهرين عندما وصفه بقوله: لا أحد يصدق (مسيلمة الكذاب)!
بالأمس القريب استنجد بقطر على وجه التحديد دون غيرها وبعد أن تخلى عنه الجميع في حربه ضد الانفصاليين، وكان لقطر موقفها الذي يعكس أفق قيادتها في سبيل وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وانتصر علي صالح على مناوئيه الانفصاليين وتحققت الوحدة، بفضل الله ثم بنصرة قطر والتي كان لها اليد العليا في حسم المعركة، وهو –مسيلمة الكذاب– يعلم بذلك.
وبالأمس القريب أيضا استنجد بقطر للتدخل بشأن تمرد الحوثيين، وكان للتدخل القطري دوره في جلوس طرفي النزاع على طاولة واحدة في سعيها للإصلاح، ووضعت قطر أسس ورقة المصالحة فيما بينهما، لكن للأسف كان هو –مسيلمة الكذاب- أول الناكثين بها!
وفي أزمته الحالية هاهو يستنجد بالخليجيين لتداركه قبل أن يغرق ويغرق اليمن في أتون ظلماته، وكان له ذلك، ولكن حماقته صورت له بأن التدخل الخليجي سيكون على منوال مساندة دول الخليج لمملكة البحرين، وتناسى أن الموقف يختلف بين شعب يسعى للخلاص منه وبين فئة أعمتها المذهبية.
للأسف ليس هناك بوادر أفق للحكمة اليمانية في ظل وجود (مسيلمة الكذاب) على رأس السلطة، ولكن المرجو أن تفنى أموال خزينة الدولة، التي يشتري بها الآن مؤيديه، ومن ثم يبتعد عنه مناصروه، ليكون بعدها الزحف ومحاصرة مسيلمة الكذاب في قصره، وللشعب حينها حق تعليقه على مشنقة التاريخ!