دشن شباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء، تصعيد احتجاجاتهم استعدادا للزحف إلى دار الرئاسة، ابتداء من صباح اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع إشهار البرنامج التصعيدي، الذي يتضمن ثلاث مراحل ويستمر لمدة 10 أيام، تنتهي بإصدار البيان الأول للثورة، وتشكيل مجلس وطني مؤقت لإدارة البلاد.
قبيل ساعات من إشهار البرنامج الزمني للتصعيد السلمي، تمدد شباب الثورة باتجاه جولة كنتاكي، حيث تمددت ساحة التغيير صباح اليوم الثلاثاء، من جولة تقاطع شارع 20 مع الخط الدائري، إلى أمام سور الجامعة القديمة، وبدؤوا في نصب خيامهم على طول المساحة الجديدة التي توسعوا فيها، في الوقت الذي شددت فيه الأجهزة الأمنية من انتشارها الأمني بالقرب من المنطقة التي سيطر عليها الثوار.
وقامت قوا من الأمن المركزي بسد جولة كنتاكي، تحسبا لسيطرة شباب ساحة التغيير عليها، وقامت بمنع مرور السيارات فيها، وشوهد الجنود مدججين بالقنابل الغازية والهراوات، في الوقت الذي استنفر فيه أنصار الرئيس علي عبد الله صالح ممن يعرفون بالبلاطجة، الذين يخيمون على مقربة من جولة كنتاكي استعدادا لمواجهة تبدوا قريبة مع شباب ساحة التغيير.
وفي ظل أولى خطوات التصعيد الذي دشنها شباب ساحة التغيير صباح اليوم، أعلن المجلس الإعلامي للثورة، الذي يضم ممثلين من جميع ساحات الحرية والتغيير في مختلف المحافظات اليمنية، في مؤتمر صحفي له اليوم في ساحة التغيير، عن البرنامج الزمني للتصعيد السلمي، حيث يتضمن البرنامج ثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي مرحلة الغضب وتبدأ اليوم الثلاثاء حتى الجمعة القادمة، والمرحلة الثانية وهي مرحلة العمل الثوري الشعبي، وتبدأ السبت القادم وتستمر حتى الثلاثاء القادم، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الانتصار الثوري الشعبي وتحقيق العدالة وتبدأ الأربعاء 18 مايو الجاري، وتنتهي في 20 مايو الجاري.
وتضمن البرنامج التصعيدي خطوات تصعيدية في إطار كل مرحلة من المراحل، حيث تضمن المرحلة الأولى عدة خطوات تصعيدية منها العصيان المدني الكامل وشل الحركة نهائيا في القطاعين العام والمختلط، ومقابلة القيادات الجنوبية لطرح خيار الوحدة مقابل رحيل صالح ونظامه الفاسد، ودعوة رجال القانون الدستوري إلى إعلان بطلان كل الإجراءات المتخذة من قبل النظام بعد الثورة، ودعوة علماء الاجتماع والتاريخ للحديث عن كرامة الشعوب، ودعوة كل من الشيخ عبد المجيد الزنداني، والشيخ المشهور، والشيخ المرتضى المحطوري، والشيخ علي الجفري، والشيخ الأهدل، والشيخ يوسف القرضاوي، وغيرهم من العلماء لإصدار فتوى بتحريم الوقوف مع النظام وجواز الخروج عليه، بالإضافة إلى دعوة المستشارين الدبلوماسيين المقيمين في أراضي الجمهورية اليمنية لمعالجة أوضاعهم وتحديد مواقفهم تجاه الثورة حيث سيترتب على ذلك مسؤولية سلامتهم خلال تصعيد الثورة.
أما المرحلة الثاني التي تبدأ السبت القادم، فتتضمن تشكيل لجان متخصصة في جميع مراكز المحافظات والمديريات والعزل لحماية الممتلكات العامة والخاصة، وطمس وإزالة أي منشور أو لا فتة تذكر بمرحلة الرئيس صالح ونظامه الفاسد، والعمل على رفع معنويات الشعب لانتزاع حقوقه، والدعوة إلى تشكيل لجان ثورية حقوقية للنظر في كل الانتهاكات بالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج وسرعة توثيق الممارسات الإجرامية واتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيالها في جميع المستويات القانونية.
كما تتضمن المرحلة الثانية الدعوة إلى الزحف على مواقع سلطة الشعب وممتلكاته في المحافظات والمديريات وإخضاعها وتسليمها للسلطة الشعبية بعد تحريرها من أسرة النظام الأسري القائم، والدعوة إلى السيطرة على جميع مرافق الدولة المركزية في صنعاء، ونشر كشوفات بأسماء المطلوبين للشعب والثورة سواء من قاموا بأعمال لصوصية أو بأعمال إجرامية لتقديمهم للعدالة، والدعوة إلى إغلاق كافة المنافذ البرية والجوية والبحرية حتى إشعار آخر من قبل قيادة الثورة.
وبالإضافة إلى هذا تتضمن المرحلة الثانية أيضا مخاطبة دول العالم بعدم التعامل مع نظام صالح وملاحقته دوليا، حيث سيتم التعامل من قبل شباب الثورة مع دول العالم بناء على مواقفها من الثورة الشعبية سلبا أو إيجابا، ودعوة جميع وسائل الإعلام العالمية والمحلية لتغطية مراحل التصعيد، ودعوة جميع المنظمات الدولية لتحمل مسؤولياتها ورصد الانتهاكات والمجازر التي ارتكبها نظام صالح ضد الثوار.
أما المرحلة الثالثة من التصعيد فهي المرحلة النهائية، وتبدأ بإصدار البيان الأول للثورة، ودعوة القوى المضادة للثورة إلى الاستسلام مع ضمان محاكمة عادلة لهم وبإشراف داخلي وإقليمي ودولي، بالإضافة إلى تشكيل مجلس وطني مؤقت ومجالس متخصصة وحكومة إنقاذ وطني من الكفاءات المشهود لها لإدارة المرحلة القادمة والطلب من دول العالم التعامل مع الواقع الثوري الجديد في اليمن.