مواقف الخليجيين مما يجري في اليمن وسورية
كل يوم تتحدث الخليج عن مصالحها في اليمن وهي تمارس اجهاضا للثورة والشعب، وصدا عن استحقاق الحقوق والحريات منذ بداية الثورة الاولى ضد حكم الائمة، وهم خيرا من الامام المستبطن فساده بالديمقراطية، وما زال هو دينها وعقيدتها مع بلاطجة الحكم وانصارها ضد الشعوب المتحررة او مجاميع قبلية تتخذهم اوراقا سياسية لتخويف النظام المتهالك شعبيا، وليس هذا فحسب انما هو حرب ضد التغيير امتدت ثورتهم المضادة الى مصر وتونس، وما زالت يدهم ماضية في اليمن ظانين ان ارادتهم ستغالب ارادة الله.
اليوم دول الجوار تمارس سياسة الظل في اليمن وتتحدى قوة الله في شعبه وتحاول ان تصطنع لها يدا تهدد بها النظام الجديد لصناعة التابع المتبوع وتستعيد الولاء القادم الضمين للتحركات الشعبية ضمين الثورة القادم على غرار ابنها العاق، ومنذ توليه وهي تستخدمه ويستخدمها في مصالح متبادلة تخدم النظم السياسية في قهر الشعوب وتتخذ من انصارها وقاية لتحركاتها. وما دامت الاضاحي بشرا او غنما فلا فرق بينهما، كون الاول يتقرب بهم فداء للاستبداد، والاخر قربانا في عج الحجيج، غير ان كلاهما مرهون بنيته، مع ان السعودية تدرك ان مخاطر الهجرة غير الشرعية من اليمن عبر الحدود القومية للمملكة ومخاطر المد الشيعي والوجود الايراني هو في زمن الرئيس صالح.
ان مخاطر التيارات العقائدية لا يعنيه شيء بقدر ما يعنيها مصالحها القومية، والدليل على ذلك مشائخ الزيدية الشيعة يجدون رواتب سعودية مستمرة مما يعني ان مشائخ السنة الشافعية يعانون اقصاء سعوديا لهم وهو ما يعني استغلال الوضع القبلي لصناعة المؤيدين لها، ولهذا فان مخاطر ايران هي المحك الذي يقلق النظام السعودي، وليس الاعتقاد كما تروج له. ولو طلع شيطان في اليمن لا يهمها ما دام سيلبي مصالحها. انها تراهن بسياستها وتداهن في كسب الوقت لوليدها العاصي حتى يسقط الشعب ويبقى النظام وتجعل من المبادرة ضمانة لصالح في قتل الشعب اليمني السلمي، فليتها تفهم ماذا جنت من سقوط النظام العراقي وبماذا استبدلته، واليوم تدفع ثمن ماضيها في منظومة الخليج ومخاطر التغلغل الطائفي يتسع نحن القبلة، وهي تعمل على ترميم ما افسدته السياسة بالتحدي والمواجهة. والمد يشتعل قوة كلما ارتفعت وتيرة القمع والاستبداد، لأن ارادة التاريخ تتجدد بقوة التدافع وثورة المستضعفين، وهل تستذكر دورها من قطر في مؤتمر الدوحة المؤيد لغزة، وفضيحتها في خندق الخدمة الاسرائيلية لتتحقق ارادة الله في وحدة الشعب الفلسطيني واصطفاف الحق من جديد.
ان سياسة الاستنساخ وتحالف الاستبداد لم يعد فاعلا بعد النظام المصري المخلوع، وقد بدت اطرافه تتهاوى حتى يتوقف القلب ويسقط الظلم وينهض الشعب ويعود مرة اخرى ليحيي سنة التمكين. الحيرة الخليجية في سورية هي المحك الاساس فهل يا ترى يسقط النظام العلوي النصيري، ام يبقى؟ وفي كلا الامرين تتجدد الازمة السياسية بين اهون الشرين واعظم المفسدتين؛ احدهما تصدير الثورة واكتمال الطوق في دول الممانعة، او بقاء الاحتواء والمد الشيعي لدول الخليج، وهنا اما تكون سياسة تراعي ظروف الشعوب وارادتهم، او سوسة تنخر في ارادة التغيير.
ان عبادة الاصنام محرمة في ديننا وان بقيت فلا بد لنا من توحيد الاصنام في صنم واحد يحول دون دماء الابرياء ونهب حقوقهم.
اليوم ينظر الشعب اليمني الى دول الجوار بوعي مستنير، وعي التجديد والفاعلية ويستبطن بوعيه تحركاتها ويعد خطواتها ويحسب مواقفها فعقلية اليوم ارتقت عن عقلية الامس وعميل اليوم سيسقط لا محال. غير ان الثورة كلما اشتدت آلامها دققت في حساباتها محليا ودوليا ولن يبقى لفاسد صامت مكان يعيش به في قلبه حينما يقتله الضمير.
جمال محمد الدويري