بصراحة؛ لقد أحببتك منذ أن التقيتك أول مرة وادعيت أنها الصدفة.
يعني؛ حب من أول نظرة؟
ومن أول كلمة كمان.
وأحبك حبًا لم يعرفه، ولن يعرفه أحد، لا في الماضي، ولا الحاضر، ولا المستقبل.
وأنا أحبك أكثر من حبي لك.
ولقد أحببتك من قبل ميلادك وميلادي بأيام.
كيف؟ بالله عليك كيف؟
اسمعي..
حبيبتي..
يا شروق الشمس وروعة الشفق.
يا وردة الروح وعبير الحب في القلب دفق.
يا نور البدر وشذا الهمسات، والهدب رشق.
يا سر حروف الحب، وسر الماء، وسبحان من خلق.
اسمعي حكايتي.. اسمعي...
ذهبت أمي تتريض وهي حامل في شهرها التاسع، فالحامل في شهرها الأخير تُنصح بالتريض، والمشي المعتدل، ذهبت إلى حديقة غنّاء، تملأها الأطيار، والأزهار، والعبير يفوح، والفراشات اللعوب ترشف الرحيق، والنحل يجمع الشراب ليصنع العسل، إنه وقت الربيع.
نظرت فرأت امرأة حامل مثلها وتتريض، حيتها، وسارتا معًا تتجاذبان أطراف الحديث، حتى وصلتا إلى خميلة جميلة جلستا، وراحت كل منهما تُحدث الأخرى بأمانيها للقادم العزيز بل أعز الأعزاء، إنه بكرها.
ـ ينادونني: زهور، فهذا الذي في بطني هو بكري.
* وأنا ينادونني: ورود، وأيضًا إنه بكري.
ـ أراك وكأنك في شهرك الأخير.
* في ما بعد الثامن، وأنت؟
ـ على وشك التشريف، إنها أيام.
* بالسلامة إن شاء الله.
ـ وأنت حبيبتي إن شاء الله.
إن كان صبيًا سأسميه اسمًا جميلاً، وأعطره وأزينه، وستكون ثيابه من أجمل الثياب، وأُعلمه الكلام الجميل، وأربيه أحسن تربية، حتى يكبر ويتخرج من الجامعة، ثم أُزوجه من أجمل فتيات البلدة، وأكون أسعد جدة في الدنيا.
* الله يهنيكِ، ويُحقق أحلامك..
أما أنا فإني أسأل الله أن تكون فتاة طيبة مثل والدها، جميلة مثل جدتها، طيبة مثل أمها، ذكية مثل خالها، مثقفة مثل عمتها، ربة بيت مثل خالتها، وسأعلمها طمعًا في أن تُدخلني الجنة بتربيتها، وحين تُكمل دراستها الجامعية سأخطب أنا لها الشاب الذي يليق بها دينًا، وخلقًا، وعلمًا، وقدرة على مصاعب الحياة، وأكون أسعد جدة في العالم.
كنت في بطن أمي أستمع لكل ما قيل، إن من أمي، أو من أمك، ورقصت فَرِحًا بصافتك، وجمالك، فعشقتك من كلام أمك عنك، وبدأت أفكر بالخروج مبكرًا، ولكن لا خروج قبل الميعاد.
حان ميعاد الخروج للدنيا، خرجت لأنتظر قدومك، كل الأطفال حين يخرجون للدنيا يصرخون ويبكون..
أما أنا فقد خرجت مبتسمًا وهاتفًا باسمك، مناديًا عليك، هيا إني أنتظرك..
إنني العاشق..
إنني العاشق..
لمَ لا أكون العاشق وقد تغذيت حبًا في بطن والدتي، وسمعت أحلى الكلمات، وأجمل الأوصاف.
ورضعت حليب أمي حُبًّا.
وعِشْتُ أنتظر الحبَّ حُبًّا.
ما أروع الحب.
لا تقولي أنني أهذي، أو أنني عشت حلمًا..
لا.. ولا..
بل قولي أنك سَكَنْتِنِي من قبل أن نولد.
أرأيت كم أحبك؟
أنت في الكون التي إن نادى أحدٌ على الحبَّ قلت: نعم.
من ذكريات عاشق لَمْ يُفطَم عنِ الحبِّ بعد.
أنفاس أبو الفرج تميم فرج
http://img102.herosh.com/2011/05/31/763159413.gif