أعلن مسؤول في المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أن الأخير معني بتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية لتوقيف العقيد معمر القذافي وأن المجلس قد يشكل وحدة خاصة لتحقيق هذا الهدف.
وجاء ذلك على لسان وزير العدل في المجلس الانتقالي محمد إبراهيم العلاقي الذي قال في تصريحات صحفية نشرت اليوم الأربعاء إن المجلس معني بتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية بخصوص اعتقال القذافي ملمحا إلى استعداد المجلس لـ"تشكيل وحدة كوماندوز خاصة لهذا الغرض".
ونفى العلاقي ما يشاع عن احتمال وقوع حرب أهلية في حال دخل ثوار 17 فبراير إلى العاصمة طرابلس مشددا على أن المتظاهرين أرادوها منذ البداية ثورة سلمية بيد أن النظام الليبي هو من يتحمل مسؤولية تحويلها إلى "ثورة حمراء".
وتأتي تصريحات العلاقي بعد يوم من تأكيد المتحدث باسم المجلس الانتقالي محمود شمام أنه لا مجال للتفاوض مع القذافي بعد صدور مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية.
لا اتصالات
وشدد شمام -الذي كان يتحدث من ساحة الإليزيه في باريس بعد لقائه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي- على أنه لا توجد أي اتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع العقيد القذافي.
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو قد صرح بأن الثوار الليبيين "وعدوا بأنهم هم من سيلقي القبض على القذافي"، وشدد على أن الطريقة الفضلى "هي أن تلقي الحكومة الليبية القبض على القذافي وابنه سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي".
وأضاف أوكامبو أن مسألة اعتقال القذافي وتسليمه للقضاء الدولي باتت مسألة وقت متوقعا أن يتم ذلك في غضون ثلاثة أشهر.
دعم فرنسي
من جهة أخرى، كشفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن فرنسا قامت خلال الأسابيع القليلة الماضية بإمداد الثوار الليبيين بالسلاح عبر إسقاطه بالمظلات فوق منطقة جبل نفوسة جنوب العاصمة طرابلس.
ووفقا للصحيفة، تلقى الثوار الليبيون بنادق هجومية وقاذفات صورايخ وصواريخ مضادة للدروع في خطوة عملية تعكس الرغبة الفرنسية في مساعدة الثوار ميدانيا على اقتحام العاصمة طرابلس.
وكانت مصادر إعلامية متعددة قد ذكرت الثلاثاء أن الثوار الليبيين استولوا على مستودع كبير للذخيرة في منطقة صحراوية تبعد 25 كيلومترا جنوب مدينة الزنتان غربي طرابلس تابع للقوات الموالية للعقيد القذافي.
مواقف دولية
وفي واشنطن، أجاز مجلس الشيوخ بالكونغرس الأميركي أمس الثلاثاء مشاركة الولايات المتحدة في العملية العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا لكن شريطة عدم التدخل بقوات برية على الأرض.
وفي سياق التحرك السياسي، يواصل فريق بريطاني عمله في وضع خطة خاصة بالوضع الليبي بعد انتهاء المعارك وذلك تمهيدا لتقديمها لمجموعة الاتصال بشأن ليبيا التي ستعقد اجتماعها المقبل في إسطنبول في الخامس عشر من الشهر المقبل.
يشار إلى أن المجلس الانتقالي الوطني الليبي استقبل في بنغازي الثلاثاء وزير الخارجية البلغاري الذي انضمت بلاده مع رومانيا إلى مجموعة الدول التي اعترفت بالمجلس ممثلا رسميا للشعب الليبي.