ذكريات عن محمود درويش

ذكريات عن الشاعر محمود درويش

بقلم : صبيحة شبر

أول ما سمعت عن خبر الوفاة من صديق وقاص فلسطيني ( غريب عسقلاني) سارعت إلى نشر الخبر في شروق ، ولكن الردود التي كتبت على خبري ، كانت تأمل أن يكون النبأ كاذبا ، وان تكتب الحياة لشاعر كبير ، غنى للقضايا العربية ، ودافع عن الحق العربي ضد الاحتلال. وضد انواع من الامتهان ، شهدتها حياتنا العربية.

اول معرفتي بالشاعر المشهور كانت عام 1968 ، بعد النكسة التي ألمت بحياتنا العربية ، وجعلتنا ندرك أننا غير قادرين ان ننتصر بوضعنا الضعيف هذا ، على دولة تساندها أعظم الامبرياليات ، في العالم وتقف بجانبها ، وتحرص على ان تكون تلك الدولة هي السباقة على جيرانها المتخلفين.

كنت في عام 1968 في السنة الثانية جامعة ، كان قسم اللغة العربية آنذاك ، يضم الكثير من الشباب العربي ، بالإضافة الى الطلبة العراقيين ، كنا مجموعة واحدة نتابع أخبار النضالات المشتركة ، والسعي المتواصل من اجل حياة أفضل ، ليس في العالم العربي فحسب ، إنما في العالم اجمع ، كان قسم اللغة العربية تلك السنة ،يحتوي على ستة وخمسين طالبا ، نجد الجزائري ، والتونسي والفلسطيني والمصري ، قرأت ذلك العام ، مقالات في بعض الصحف ، تهاجم شابا فلسطينيا رفع العلم الإسرائيلي اسمه ( محمود درويش) لم أكن اعرف حينذاك ، من يكون صاحب ذلك الاسم ؟، واذكر ان احد الطلاب الفلسطينيين ،في قسمي واسمه (فيصل) وضح لي حقيقة الطالب المذكور ، وانه من المقاومة الفلسطينية ، وأعطاني كتابا عنوانه ( من شعراء الأرض المحتلة) قد انتقل من يد الى أخرى ،رغبة في الاطلاع على تلك الظاهرة ، التي كنا نجهلها ،تعرفت من بين شعراء فلسطين آنذاك على اسم ( محمود درويش) ، كنا في امتحانات آخر السنة الدراسية في كلية الآداب ، نمتحن بالإضافة الى الدروس التحريرية ، درسا شفهيا في القراءة ، في كتاب تختاره لجنة الامتحان ، وان يقرا الطالب الممتحن إحدى القصائد الشعرية بأسلوب ، وإلقاء شعري ، يحافظ على سلامة الإيقاع ،واحترام المعاني ، في تلك السنة عام 1968 وكانت لجنة الامتحانات الشفهية ، تتكون من خمسة أساتذة ،من خيرة الدكاترة ، في جامعة بغداد آنذاك ، كان منهم دكتور لا يحب الشعر الحديث ، سألني بعد ان قرأت فقرات ، من الكتاب المفتوح أمامي ، عن نص شعري أحفظه ، وان أبين ما هي الأسباب ، التي حدت بي إلى حفظ النص المذكور ، ذكرت لهم اسم ( محمود دوريش) وانه من شعراء الأرض المحتلة ، أجابني ذلك الأستاذ الذي لا يحب الشعر الحديث ( ماذا ؟ من ؟ أي شعر حديث ،لا نريد ) فاضطررت الى إلقاء قصيدة لفدوي طوقان كنت أحفظها.

بعد تلك الحادثة ، أخذت أتابع أخبار( محمود درويش) بالإضافة الى شعراء المقاومة الآخرين ، وكنت احرص على الاطلاع على دواوينه المتعددة ، اذكر مرة إنني كنت احمل ديوانه ( حبيبتي تنهض من نومها) همست لي إحدى الطالبات وكانت لا تحب القراء ،ة لا شعرا ولا نثرا : ( خبئي الكتاب لئلا يراه احد) ، وتخرجت تلك الطالبة ، ولست ادري كيف تشرح لطالباتها قصائد السياب والجواهري ومحمود درويش ؟

صبيحة شبر

9 آب 2008

--------------------------------------------------------------------------------
تحية الاسلام
تحية النصر المبين
تحية الشموخ والعزة
تحية الكرامة
تحية المرابطين
في ارض الرباط
الى يوم الدين
جزاك الله خيرا
وبارك الله
لك وعليك
حروفك واطلالتك
وعبق كلماتك
بحر من العطاء
لن ينضب
كلماتك سفينتي
التي ابحر بها
في عباب البحر
الى شاطئ
البر والامان
حروفك ابجدية عشق
من سالف الازمان
موسيقى كلماتك الحانية
انشودة تتحدى
السجان والقضبان
قوافيك حصار
يحاصر قوى الشر
والاثم والعدوان
شهادتي بك مجروحة
ارسلها اليك
على جناحي
طائر الفينيق
من عتمة الدرب
الى مصباح
الامل والبريق
دمت بحفظ المولى

» إلى أمي / محمود درويش
» صمت من أجل غزة محمود درويش
» قمر الشتاء / محمود درويش
» تلك صورتها / محمود درويش
» عندما بكى محمود درويش

صفحة 1 من اصل 1