ا قاتل الظلم صالت هاهنا وهنا ـــــ فظايعٌ أين منها زندك الواري
أرض الجنوب دياري وهي مهد أبي ـــــ تئن ما بين سفاحٍ وسمسار
يشدها قيد سجانِ وينهشها ـــــ سوطٌ... ويحدو خطاها صتت خمار
تعطي القياد وزيراً وهو متجرٌ ـــــ بجوعها فهو فيها البايع الشاري
فكيف لانت لجلاد الحمى «عدنٌ» ـــــ وكيف ساس حماها غدر فجار؟
وقادها زعماءٌ لا يبررهم ـــــ فعلٌ وأقوالهم أقوال أبرار
أشباه ناسٍ وخيرات البلاد لهم ـــــ - يا للرجال - وشعبٌ جائع عاري
أشباه ناسٍ دنانير البلاد لهم ـــــ ووزنهم لا يساوي ربع دينار
ولا يصونون عند الغدر أنفسهم ـــــ فهل يصونون عهد الصحب والجار
ترى شخوصهم رسميةً وترى ـــــ أطماعهم في الحمى أطماع تجار
أكاد أسخر منهم ثم يضحكني ـــــ دعواهم أنهم أصحاب أفكار
يبنون بالظلم دوراً كي نمجدهم ـــــ ومجدهم رجس أخشابٍ وأحجار
لاتخبر الشعب عنهم إن أعينه ـــــ ترى فظائعهم من خلف أستار
الآكلون جراح الشعب تخبرنا ـــــ ثيابهم أنهم آلات أشرار
ثيابهم رشوةٌ تنبي مظاهرها ــــــ بأنها دمع أكباد وأبصار
يشرون بالذل ألقاباً تسترهم ـــــ لكنهم يسترون العار بالعار
تحسهم في يد المستعمرين كما ـــــ تحس مسبحةً في كف سحار
ويلٌ وويلٌ لأعداء البلاد إذا ـــــ ضج السكون وهبت غضبة الثار!
فليغنم الجور إقبال الزمان له ـــــ فإن إقباله إنذار إدبار
والناس شرٌ وأخيارٌ وشرهم ــــــ منافق يتزيا زي أخيار
وأضيع الناس شعبٌ بات يحرسه ـــــ لص تستره أثواب أحبار
في ثغره لغة الحاني بأمته ـــــ وفي يديه لها سكين جزار!
حقد الشعوب براكينٌ مسممةٌ ـــــ وقودها كل خوان وغدار
من كل محتقر للشعب صورته ـــــ رسم الخيانات أو تمثال أقذار
وجثةٌ شوش التعطير جيفتها ـــــ كأنها ميتةٌ في ثوب عطار
بين الجنوب والعابثين به ـــــ يومٌ يحن إليه يوم «ذي قار»
الشاعر اليمني المرحوم عبد الله البردوني