(رويترز): قال عزت الدوري نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين في تسجيل صوتي اذيع الخميس إن الدعوات إلي انشاء اقليم في محافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنية مرفوضة لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلي تقسيم العراق.
واضاف الدوري في التسجيل الذي اذاعته قناة الرأي التلفزيونية التي يوجد مقرها في سوريا "أقول لكل من تسول له نفسه من العملاء وغير العملاء.. من المنافقين والنفعيين والانتهازيين والمفسدين ان الاقاليم والفيدراليات تشكل خطا احمر بالنسبة لنا (حزب البعث) وسنقاتل دونه بلا هوادة وبكل الاسلحة".
"سيندم كثيرا كل من تسول له نفسه ويساهم في تقسيم العراق".
وكان مجلس محافظة صلاح الدين التي تقع شمالي العاصمة العراقية قد أعلن الشهر الماضي انه صوت بأغلبية الثلثين لصالح تحويل المحافظة الى اقليم. ورافق الاعلان تأييد عشائري واسع سواء في المحافظة التي تسكنها أغلبية سنية او في محافظات اخرى ذات غالبية سنية.
لكن الدوري اتهم بعض اعضاء مجلس محافظة صلاح الدين بانهم "عملاء وجواسيس مزدوجين".
وقال الدوري- وهو أبرز عضو من نظام صدام حسين ما زال مطلق السراح- "مجلس محافظة صلاح الدين فيه الكثير من الخيرين.. ابناؤه معروفون لدى الشعب العراقي ولكن يبدو ان من بينهم عملاء صغار خونة وجواسيس مزدوجين لكل الجهات الغازية".
ويسمح الدستور العراقي الذي صيغ في 2005 للمحافظات العراقية بانشاء اقاليم تتمتع بقدر كبير من الاستقلال المالي والاداري عن السلطة المركزية كما يسمح الدستور لمحافظتين بانشاء اقليم مشترك.
وقال الدوري إن المنطقة الكردية بشمال العراق لها وضع مختلف عن محافظة صلاح الدين.
واضاف قائلا "اؤكد انه لا يجوز لأي عراقي شريف.. لأي عراقي وطني ان يقارن القضية الكردية بموضوع الاقاليم والفيدراليات.. المسألة الكردية قائمة منذ عشرات السنين وليست كصلاح الدين او نينوى والانبار والتعامل معها يجب ان يكون باصول ومفاهيم خاصة".
ويتمتع الاكراد في شمال البلاد باقليم خاص بهم يضم ثلاث محافظات وبسبب هذه الاستقلالية تمكنت السلطات الكردية من بناء اقليم اصبح مضربا للمثل وقصة نجاح يتناقلها العراقيون سياسيا وشعبيا.
وقال الدوري مخاطبا الشعب العراقي ان انسحاب القوات الامريكية من العراق يعتبر نصرا للشعب العراقي ومقاومته.
"نحن على مشارف النصر حيث تولي اليوم الامبريالية الامريكية زعيمة الشر هاربه تجر اذيال الخيبة والخسران وبعد ان هرب حلفاؤها واستيئاسها من مقاومة الشعب العراقي العظيم وبعد ان مرغ أنفها في وحل العراق".
وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما في 21 اكتوبر تشرين الاول ان كل القوات الامريكية الباقية في العراق والتي يبلغ عددها حوالي 33 ألف جندي ستنسحب بحلول 31 ديسمبر كانون الاول بعد ان فشلت واشنطن وبغداد في التوصل الى اتفاق لابقاء قوات امريكية بسبب مسألة الحصانة القانونية لهذه القوات.
لكن الولايات المتحدة ستحتفظ بسفارة ضخمة في بغداد الى جانب قنصليات في أربيل باقليم كردستان الشمالي ومدينة البصرة النفطية في الجنوب.
وانكر الدوري ما أعلنته الحكومة العراقية قبل ايام عن محاولة قالت ان حزب البعث يخطط للانقضاض على العملية السياسية للسيطرة على السلطة بعد الانسحاب الامريكي من العراق.
وقال الدوري ان ادعاء الحكومة العراقية "بأن لدى البعث مؤامرة او محاولة للانقلاب هي فرية تقع ضمن مشروع الاجتثاث وقتل الشعب وتدمير حياة المجتمع".
واشار ان قوائم باسماء الاشخاص الذين القي القبض عليهم كانت قد ارسلت قبل أكثر من عامين من فيلق القدس الايراني الي سفير ايران في العراق الذي سلمها بدوره الى الحكومة العراقية. وقال ان هذه القوائم تضم "الاف البعثيين والعسكريين والوطنيين".
ويعتبر الدوري ضمن قائمة المطلوبين للادارة الامريكية وكانت تضم 55 من كبار المسؤوليين العراقيين في نظام صدام.
ويحتل الدوري التسلسل رقم ستة في هذه القائمة. وكانت الادارة الامريكية قد رصدت جائزة لتسليمه مقدارها 10 ملايين دولار.
وقال الدوري إن عدد الذين القي القبض عليهم في الحملة من البعثيين والعسكريين السابقين بلغ أكثر من 900 شخص. وقبل أيام قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن العدد وصل إلى أكثر من 600 شخص.