حقائر الذنوب وصغائر الاعمال
بسم الله الذي انعم علينا بخير النعم بسم الله الذي انعم علينا بنعمة الإسلام العظيمة والصلاة والسلام على النبي المصطفى -صلوات ربي وسلامه عليه- اما بعد
إن منا من ينظر إلى الشئ فيستصغره ولا يلقى له بالا فلربما يكون هذا الشئ سبب في دخوله الجنة او خلوده في النار والعياذ بالله
قال -صلى الله عليه وسلم-" إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفا" (1)
فرب كلمة صغيرة تكون سببا في سقوطك في النار سبعين سنة لكلمة بسيطة تقولها
وفي المقابل رب عمل تعمله ترزق به الجنة لربما شئ صغير تهمله لاترى له اهمية يكون سببا في دخولك الجنة لناخذ مثلا تشميت العاطس
قال -صلى الله عليه وسلم - "إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله، وليقل له أخوه يرحمكم الله، فإذا قال له يرحمك الله فليقل يهد يكم الله ويصلح بالكم."
وللنظر للسلف الصالح اصحاب الفكر الإسلامي فكر الاخرة الواعد
يحكى ان ابو داود كان في سفر للعلم وبينما هو في السفينة ويرى الشاطئ يبتعد سمع احد الصيادين على الشاطئ يعطس اتدرون ماذا فعل والله لو فعلها احد في زماننا لقلتم عنه مجنونا
لقد اخرج من جيبه درهما وقد اكان اشد الحاجة إلى هذا الدرهم فهو مسافر لطلب العلم وإستاجر من صاحب السفينة زورقا وعاد إلى الشاطئ وشمت العاطس ثم عاد إلى السفينة ولم سئل عن ذلك قال لعله يكون مجاب الدعوة وحينما هبط الليل ورقد الناس إلى فراشهم سمعوا منادي يقول
يا اهل السفينة إن ابا داود إشترى الجنة بدرهم (2)
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تُعْرَض الفتن على القلوب كالحصير، عُوداً عوداً. فأيُّ قلب أُشربَها نُكِتَ فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على قلب أبيضَ مثلِ الصفا، فلا تضرُّه فتنةٌ ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مُرْبادّاً كالكوز مُجخِّياً، لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، إلا ما أُشرِبَ من هواه"(3)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بينما رجل يمشي بطريقٍ اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلبٌ يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلبُ من العطش مثلَ الذي كان بلغ بي. فنزل البئر فملأ خُفَّه ثم أمسكه بفيهِ، فسقى الكلب، فشكر الله له فغَفَر له. قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟ فقال: نعم، في كل ذات كبد رطبة أجر"(4)
فاحبتي بالله لا تستصغروا فعلا وتتجاهلوه عل وعسى ان يكون سببا في رضى الله عنكم وغدا يوم عيد فتبسمك بوجه اخيك صدقة وتصفية قبك من الضغائن والاحقاد لك به الاجر عند المولى عز وجل بإذن الله فلا تنسوا التبسم وإفشاء السلام
اخوكم في الله سليم
سند الاحاديث:-
1)(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: أصله في البخاري - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الكافي الشاف - الصفحة أو الرقم: 323
2)أخرج بن عبد البر بسند جيد عن أبي داود صاحب السنن أنه كان في سفينة فسمع عاطسا على الشط حمد فاكترى قاربا بدرهم حتى جاء إلى العاطس فشمته ثم رجع فسئل عن ذلك فقال لعله يكون مجاب الدعوة فلما رقدوا سمعوا قائلا يقول يا أهل السفينة أن أبا داود اشترى الجنة من الله بدرهم(فتح الباري-جزء 10)
3)أخرجه أحمد 5/386(23669) و"مسلم" 1/89(286) .
4)(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْخَضِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَسْيُوطِيُّ ، بِمَكَّةَ ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيٍّ النَّسَائِيُّ ، أنبا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ سُمَيٍّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ