آخر الأخبار
مناورة عسكرية إسرائيلية فوق المجر تثير تساؤلات حول ما إذا كان الهدف إيران
2010-03-25 01:24:58
غزة-دنيا الوطن
رفضت تركيا الدولة العضو بحلف شمال الأطلسي أمس مطالب حليفتها الولايات المتحدة بتأييد فرض مزيد من العقوبات على إيران بسبب برنامج طهران النووي قائلة إنه ينبغي منح الدبلوماسية فرصة أكبر. وكانت تركيا العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي قد أبدت قلقها من حملة تقودها الولايات المتحدة لتأييد فرض عقوبات جديدة على إيران.
وقال بوراك أوزوجيرجين، المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، في مؤتمر صحافي أمس «ما زالت هناك فرصة أمامنا، ونعتقد أنه ينبغي استغلال هذه الفرصة جيدا. المطلوب مزيد من الدبلوماسية». وحث فيليب غوردن، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وأكبر دبلوماسي بوزارة الخارجية للشؤون الأوروبية، تركيا الأسبوع الماضي على تأييد فرض مزيد من العقوبات على إيران، قائلا إن أنقرة قد تواجه تبعات إذا خالفت توجه المجتمع الدولي.
وليست تركيا التي تقدمت بطلب الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي هي الدولة الوحيدة التي تصر على إعطاء فرصة أكبر للدبلوماسية مع إيران التي تقول إن برنامجها النووي أغراضه سلمية. فقد حثت كل من الصين، العضو الدائم بمجلس الأمن والتي تتمتع بحق النقض، والبرازيل العضو غير الدائم بالمجلس على منح مزيد من الوقت للوسائل الدبلوماسية مع إيران.
وعززت تركيا علاقاتها مع إيران ودول إسلامية أخرى مجاورة لها منذ تولي حزب العدالة والمساواة ذي التوجه الإسلامي السلطة لأول مرة في 2002، وأبدى بعض المراقبين قلقهم من أن تكون تركيا تميل بعيدا عن حلفائها الغربيين.
وعرضت تركيا استخدام علاقتها بالقيادة الإيرانية لتسوية النزاع النووي، لكن رحلات متكررة لمسؤولين أتراك إلى طهران فشلت في تحقيق تقدم. وقال أوزوجيرجين «نعتقد أن إيران لديها نوايا طيبة في هذا الشأن وتريد حلا، وإلا فما كنا سنقوم بهذه الجهود. نود إعلام أصدقائنا الغربيين بشكل منتظم بالانطباعات التي نحصل عليها من المحادثات مع إيران». وأعاد المسؤول التأكيد على معارضة أنقرة لحصول أي دولة في الشرق الأوسط على أسلحة نووية، وقال إن إيران لديها الحق في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية شأنها في ذلك شأن جميع الدول.
ومن المقرر أن تتخذ تركيا قرارا في غضون أسبوعين بشأن ما إذا كانت ستمضي قدما في استثمارات لإنتاج الغاز الطبيعي في إيران في اتفاق من شأنه أن يزعج الولايات المتحدة.
وقال تانر يلدز، وزير الطاقة التركي، أول من أمس، إن الصفقة - التي تقدر قيمتها بنحو 5.5 مليار دولار - تحظى بتأييد سياسي في أنقرة. وقال يلدز في مقابلة مع «رويترز» إن قرار المضي قدما في هذه الاستثمارات يتعلق في الوقت الحالي بشركات تجري دراسات جدوى في حقل بارس الجنوبي للغاز. وقال يلدز «سنتخذ قرارا نهائيا في غضون أسبوعين بشأن الاستثمار في إيران.. يحظى المشروع بتأييد سياسي كامل، لكن الشركات تجري محادثات.. إذا لم تكن الاستثمارات مجدية بصورة كبيرة فلن نواصل».
وتدعم تركيا - وهي شريك في مشروع خط أنابيب نابوكو الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي - فكرة ضخ الغاز الإيراني في خط الأنابيب المقترح الذي يهدف إلى تقليص اعتماد أوروبا على الغاز الروسي. وتحاول تركيا - وهي مستورد صاف للطاقة - تأمين المزيد من الغاز لنفسها وتعظيم إمكانياتها كمركز لمشروعات خطوط أنابيب عبر الحدود تربط بين أوروبا وموردين في الشرق الأوسط ووسط آسيا.
وعلى صعيد آخر، فصلت الحكومة المجرية رئيس قسم الطيران في الهيئة الوطنية للنقل للجوي، كما اتخذت إجراءات تأديبية ضد أربعة موظفين آخرين على خلفية فضيحة استخدام طائرتين عسكريتين إسرائيليتين المجال الجوي المجري. وفسر مراسلو شؤون الدفاع في وسائل إعلام إسرائيلية المناورة التي قامت بها طائرتا «غالف ستريم» في المجر بأن بودابست تقع تقريبا على نفس بعد طهران بالنسبة لإسرائيل. وأضافوا أن المناورة في فيريهجي كانت تدور حول تدريب بدون مزيد من التفاصيل، فيما أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان اختيار المجر يأتي في إطار تحضيرات إسرائيلية لخطط متعلقة بإيران إذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات.
وقال رئيس المواصلات المجري، بيتر هونيغ، أمس، في تصريحات لمحطة «إم.آر1» الإذاعية، إن مدير قسم الطيران في الهيئة الوطنية للنقل سمح لطائرتين عسكريتين إسرائيليتين باستخدام المجال الجوي المجري دون إبلاغ المخابرات. وذكر هونيغ أن الموظفين المختصين بالأمر انتهكوا القواعد المعمول بها. وفي المقابل قال هونيغ إن أمن المجر لم يتهدد بتحليق طائرتين إسرائيليتين من طراز «غالف ستريم» فوق مجالها الجوي. وكان مصورون هواة التقطوا صورا لطائرتي الاستطلاع الإسرائيليتين الأسبوع الماضي عندما هبطتا لفترة وجيزة في مطار فيريهجي ببودابست، ثم أقلعتا مجددا على الفور. وقد تم تمرير تلك الصور لصحيفة «ماجيار نيمزت» القومية اليمينية المعارضة، والتي تحدثت بعد ذلك تحت عناوين كبيرة عن «طائرات تجسس إسرائيلية».
ومن المتوقع أن يحقق اليمينيون في المجر نجاحا ساحقا في الانتخابات البرلمانية المقررة خلال أسبوعين ونصف، قد يتم في أعقابه تغيير الحكومة. وقد علقت إسرائيل باقتضاب عن واقعة مطار فيريهجي، موضحة أن الأمر لا يدور حول «طائرات تجسس». وذكرت وسائل إعلام مجرية أن مناورات إسرائيلية مشابهة أجريت من قبل فوق المجر.
تجدر الإشارة إلى أن المجر عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ عام 1999، وترتبط بعلاقات جيدة مع إسرائيل.