يوم المرأة العالمي بقلم:نضال عساف
يحكى أن اليوم العالمي للمرأة جاء على أثر مناهضتها للظروف اللاإنسانية التي كانت تجبر على العمل تحت وطئتها، وجاء يوم الثامن من مارس سنة 1908 لتخرج النساء في نيويورك يحملن قطعا من الخبز اليابس والورود تحت شعار (خبز وورد) للمطالبة بتخفيض ساعات العمل، و منحهن حق الاقتراع ، واصلن النسوة مطالبتهن بتخصيص يوم عالمي للمرأة؛ إلا أن تحقق لهن الاعتراف الدولي سنة 1977 من قبل منظمة الأمم المتحدة الذي تم تحديده في الثامن من شهر مارس من كل عام؛ تذكيرا للعالم بكل أشكال العنف الذي يمس كرامة المرأة خاصة في المناطق التي تعاني فيها من ضيم الاحتلال، وقسوة الظروف، وكافة أشكال العنف الأسري.
وصلت تلك الثورة الناعمة إلى أهدافها في بعض المناطق ولكن لا تزال العديد من المجتمعات تهمش دور المرأة وتضعها في دائرة العيب والخجل ،لا تعترف بقدرتها على العمل والانجاز بل ترفض التقدم بمحاذاتها وتقلل من مهاراتها.
أوصى رسولنا الكريم-في خطبة الوداع- بالنساء خيرا لما لهن من مواقف أثيرة، و مكانة كريمة في نفس النبي-صلوات الله عليه- ، ولا بد من وقفة تاريخية للتعرف على الانجازات العظيمة التي حققتها المرأة؛ منذ عصر النهضة الإسلامية إلى يومنا هذا في سبيل تحريرها من الأفكار الوثنية المتوارثة، والعمل على تقدير دورها التاريخي.
هنالك بعض الظروف الخارجة عن نطاق المجتمع كالحرب؛ التي تعد من أقسى السيوف المسلطة على كبرياء المرأة. في فلسطين تخرج المرأة تحت ظروف الاحتلال الصعبة إلى مسيرات تستبدل فيها الشعارات التي تنادي من أجلها بحقوقها؛ إلى هتافات تنادي فيها إلى تحرير وطنها وحرية إخوتها الأسيرات اللائي يعانين من قسوة الاعتقال والآثار النفسية المدمرة التي تلاحقهن، و في العراق ليست المرأة أفضل حالا حيث أنها كانت تستخدم في الحرب الأخيرة كورقة ضغط على الرجل وشوكة لكسر روح المقاومة الوطنية وما تزال العديد منهن إلى يومنا هذا يقبعن في سجون الاحتلال بانتظار تحريرهن.
المرأة هي الأم و الزوجة والأخت؛ هي الإنسان، ليست هي نصف المجتمع، بل هي و الرجل عنصران أساسيان مكملان لبعضهما البعض. إن المرأة اليوم تعد شريكا أساسيا في العمل و الإنتاج ومنها من لا تزل تقدم أروع نتاجات الأدب و الثقافة و أسمى مواقف البطولة و التضحية، لا قيمة بدونها للمجتمع. المرأة احد أركان الطبيعة تخضر بوجودها الحياة إنها جسد يفيض بالأحاسيس، سعادتها هدنة بيضاء في معركة حرية، وأنوثتها إبداع يميزها عن سائر الكائنات.
نضال عساف - الامارات