الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.. فلقد ورد إلينا من طرق لا يساورها الشك كلمات لها معانٍ، ربما نمر على قراءتها بلا وعي كافٍ ولا تركيز عالٍ، والحريُّ بنا أن نتأمل ما نقرأ ونفهم ما ننظر إليه، ونستفيد منه أقصى استفادة، والمقصود هو تحويل المعاني إلى مشاريع قابلة للتطبيق..
من لم يكن في زيادة.. فهو في نقصان..
في العبادة:
* راجع نفسك أولاً في أصول الدين الفرائض، وانظر كيف تصليها ومتى وأين تصليها؟
* راجع السنن، وما الأصل فيها، ووضعك الحالي وهل تزيد دائمًا من عددها أم ضيعتها؟
* راجع ختام الصلوات، وهل تواظب عليها وهل تعلم فضلها؟ واجتهد في تنفيذها.
* راجع أذكار الصباح والمساء وهل تحافظ عليها وتتأثر بها؟ وحاول أن تداوم عليها.
* راجع أحوالك مع كتاب الله تلاوةً وحفظًا وفهمًا وعملاً وهل أنت ممن تلين جلودهم؟
* راجع السنن مثل الضحى والاستخارة والاستسقاء والحاجة، وهل تستشعر دومًا فضلها؟
* راجع عملك لنصرة الدين، ماذا قدمت وماذا أنت فاعل تجاه قضايا أمتك التي اتسعت؟
في العمل:
* راجع رزقك الذي تكسب هل هو من حلال أم مخلوط بحرام أو شبهة؟ وانتبه دائمًا.
* راجع علاقاتك مع رؤسائك ومرءوسيك وهل هي خالصة لوجه الله أم تنتظر شيئًا؟
* راجع موارد عملك المادية، وهل أنت أهل للأمانة؟ إذًا لماذا تأخذ لبيتك من عملك؟
* راجع مهاراتك اللازمة لأداء عملك مثل إدارة الوقت والتخطيط الشخصي، ومهارات الحاسب واللغة الإنجليزية، كذا مهارات التعامل مع الآخرين ومهارات العرض.
* راجع تفكيرك الإبداعي لعملك، ويا ترى متى آخر مرة تقدمت بفكرة مدروسة جديدة؟
* راجع انضباطك في ساعات الدوام، وهل يا ترى أنت منضبط؟ إذًا متى ستنضبط؟
* راجع علاقاتك بزميلات العمل، وهل تراعي الضوابط الشرعية أم أنك لا تبالي؟
في بيتك:
* راجع علاقتك بزوجتك وأولادك، وهل أنت تخصِّص لهم وقتًا؟ إذًا متى ستهتم؟
* راجع حديثك إليهم وجلوسك معهم، هل الحديث مُركَّز ومفهوم أم على الهامش؟
* راجع استماعك وإنصاتك إليهم، وهل تنصت لهم جيدًا أم يضيق صدرك بهم؟
* راجع خوفك عليهم وحفاظك على عرضهم، إذًا لماذا لا تتابعهم وتهتم بهم؟ انتبه!
* راجع تربيتك لأبنائك، وخططك المستقبلية لهم، هل ناقشتهم في مستقبلهم؟ متى؟
* راجع حاجتهم لك، وهل الأمر طعام وشراب ولباس فقط؟ أم استيعاب كامل لهم؟
* راجع حاجتك لهم، وهل فعلاً تحتاج لدعائهم ودعمهم لك وحنوِّهم عليك أم لا؟
مع المجتمع:
* راجع اتصالك بالناس، خاصةً الجيران والأهل والأصحاب، ماذا قدمت لهم؟
* راجع اعتقادك فيما ينبغي عمله مع المجتمع، وهل قمت بواجبك نحوهم أم لا؟
* راجع همتك مع المجتمع عطاءً وأخذًا، وهل أنت تركت فيهم أثرًا؟
* راجع خطواتك نحو المجتمع، فهم بك وبغيرك أما أنت فبهم لا محالة.
* راجع ثقافتك عن مجتمعك، أقبل عليه، افهمه، تعلم أنماطه لتحسن المعاملة.
* راجع العادات والتقاليد السائرة فيه، وما يصدم مع الشرع اطرحه جانبًا.
* راجع صورة مجتمعك عن طريق شخصيتك، وهل تحسن تمثيل المجتمع؟
مع النفس:
* راجع تصرفاتك مع نفسك، هل تقبل عليها تحاسبها وتعاتبها وتعاهدها؟
* راجع أفعالك وأقوالك الطيبة، حاول أن تستزيد منها، واقرأ كلامًا طيبًا.
* راجع أفعالك وأقوالك السيئة، لماذا صدر منك ذلك، تعلم من المواقف؟
* راجع معلوماتك عن نفسك، هل أنت تعلمها وتستطيع قيادتها أم تقودك هي؟
* راجع المواقف التي توجعك فتربيك وتصنع منك رجلاً، وأكثر منها.
* راجع أوقات فراغك وشغلك وصحتك وسقمك وغناك وفقرك وكن في زيادة.
* راجع زيادتك على الدنيا، علمًا علمتَه، أو صدقة تركتها، أو ولدًا صالحًا خلفته، أو عدوًّا للإسلام كسرته، أو راية للإسلام رفعتها، وإلا فاعلم أنك عليها زيادة.
أحبتي.. كلماتي هذه لكم أنتم كتبتها، وهذه الشكوى لكم أبثها، لا لأكون لكم معلمًا، أو أصير لكم إمامًا، أو تتخذوني شيخًا وعالمًا، والله ما أردت إلا التذكير بما هو عظيم وخطير، حتى يترك الجميع ما هو حقير وصغير، لنعيش جميعًا أيام التطهير، لهذه النفوس التي وهبها الله لنا، وسيقبضها منا ولا نملك منها شيئًا، ولا نستطيع إعادتها، وما دام أن الأمر كذلك فيجب الخوف والطمع؛ خوفًا من غضبه وعذابه، وطمعًا في رضاه وجنته، ولن يكون ذلك إلا بمحاولة الزيادة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الكاتب: محمود أبو زهرة