على ربوة مطلة على قرى شمال الخليل (بيت أمر وصوريف وجبعة)، وفي قلب التجمع الاغتصابي الكبير المسمى (عتصيون) يقع مركز الاعتقال والتوقيف المعروف لدى الأسرى (بمعتقل عتصيون)، حيث يضم هذا المعتقل بين جنابته ثلاثة عشر غرفة اعتقالية، إضافة إلى قسم الزنازين الانفرادي.
يحيط بالمعتقل مجموعة من الثكنات العسكرية ومركز قيادة الإدارة المدينة التي انتقلت من بيت لحم إلى هذا المعسكر، إضافة إلى تطويقه بعدة مستوطنات.
يشرف على هذا المعتقل الجيش الصهيوني وليس إدارة مصلحة السجون، لذلك فإن إدارته العسكرية لا تعرف أدنى مستوى من حقوق الأسرى والمعتقلين، حيث أن ظروف الأسرى داخل هذا المعتقل سيئة للغاية.
يُزَجُ الأسرى الفلسطينيون في اليوم الأول لاعتقالهم في (عتصيون)، ويمكث فيه بعضهم أسابيع والبعض الآخر يمكث فيه أشهر، حيث يفرض الجنود المشرفين على إدارته منظومة من الأوامر والقرارات التي تهدف إلى إذلال الأسير وإهانته، فيما يتعرض بعض الأسرى في ليلة اعتقاله وهو معصوب العينين ومقيد اليدين إلى ضرب مبرح بالعصي والأيدي من قبل الجنود.
اهمال طبي
يقول محامي نادي الأسير الذي قام بزيارة المعتقل نهاية شهر تشرين ثاني من هذا العام إنـه وخلال لقاءه مع عدد من المعتقلين من منطقة "بيت أمر " قضاء الخليل، أكـدوا لـه أنهم لم يعانون من الإهمال الطبي حيث لم يعرضوا غلى أي طبيب على الرغم أن بعضهم يعاني من حالات مرضية مزمنة وبحاجة إلى علاج فوري ولكن دون جدوى.
وأضافوا: بعد إصرار وتهديد بالإضراب عن الطعام، حضر الممرض وليس الطبيب، وهو جندي يلبس بزة عسكرية، وصرخ: ماذا تريدون.. هنا سجن وليس مستشفى.. من يقوم بإعمال شغب نضعه في زنزانة انفرادية، ثم قـام بإلقاء بعض حبات "الأكـامول" من نافذة الزنزانة الصغيرة، وقال: هذا هو علاجكم!
نقص في الأغطية
وقد اشتكى الأسرى في معتقل "عتصيون" من شدة البرد القارص، ونقص البطانيات التي هي في الأصل بالية ولا تقي الصقيع والبرد.
ورفضت إدارة المعتقل السماح لمحامي نادي الأسير بإدخال أغطية وبطانيات جديدة للأسرى، كما رفضت زيادة عدد البطانيات في المعتقل، الأمر الذي أدى إلى إصابة الكثير من الأسرى بأمراض صدرية ومعوية وآلام في العمود الفقرى والمفاصل، دون أدنى مبالاة من إدارة المعتقل.
منع إدخال الملابس
كما اشتكى الأسرى في معتقل عتصيون العسكري أيضًا من أن إدارة المعتقل رفضت إدخال الملابس للمعتقلين، وقال محامي أحد الأسرى أنه قام بنقل ملابس لأسرى عدة مرات لكن إدارة المعتقل رفضت إدخالها وإعادتها، وفي إحدى المرات وبعد إصرار المحامي وتهديدهم برفع قضية للمحكمة، استلم الجنود الملابس وألقوها في سلة النفايات.
وناشد الأسرى في هذا المعتقل البالغ عددهم ثمانية عشر أسيرا، مؤسسة الصليب الأحمر التدخل لتحسين ظروفهم الاعتقالية أو نقلهم بالسرعة الممكنة إلى سجن آخر، كما ناشدوا وزارة الأسرى ونادي الأسير والمؤسسات الحقوقية العمل على إلزام إدارة المعتقل باحترام المعايير الدولية في معاملة الأسرى.