دماء تسيل في القدس
إن كل كتابات وأعمال المثقفين العرب والمهرجانات الاحتفالية في العواصم العربية والمهاجر تاتي بمناسبة جعل القدس عاصمة للثقافة العربية. ففي العام الفائت 2009 كانت الاحتفالات في أغلب الدول العربية للقدس، وكانت دعوات ثقافية عربية وإسلامية وعالمية وتمنيت أن ترتبط بإنشاء مشروع جهادي لتحريرها من الاغتصاب والاغتيال، وان لا يكون التحرير والجهاد نوعا من الأفيون والمورفين للتخدير والتسكين يباعد عن العمل الحقيقي لتحريرها وفك أسرها.
جميل أن تترافق الأعمال الثقافية التمجيدية في القدس أولى القبلتين مع لغة وثقافة البارود والرصاص التي لا يعرف العدو لغة غيرها.. الغاصبون والأوغاد من مستعمرين ومحتلين لم يتخلوا عما اغتصبوا طائعين مختارين..
هكذا تقول المرويات التاريخية منذ الأزل.. ليس عيبا وليس عارا أن يتمنطق المثقف الفلسطيني والعربي والمسلم والإنسان بالبندقية، وان يعشق رائحة البارود ليسترد ما يؤمن بأنه حقه وحق الإنسانية والحياة العاقلة العادلة..
نعم القدس تغوص في دمها الذي يسفحه المتوحشون وشًذاذ الآفاق في وضح النهار أمام سمع العالم وبصره دون ذرة من وازع أخلاقي أو ضمير إنساني أو حتى حيواني... عجبا! كيف يحتفل بالقدس منارة المسلمين والقبلة المقدسة والتغزل في الأقصى والقيامة وبالإسراء والمعراج، وبأنها ارض المحشر والمنشر، وغير ذلك ولكن ماذا عن صراخ أهلها الذين يطردون من بيوتهم ويقتلعون من تاريخهم وجغرافيتهم وحياتهم التي تملأ الآفاق؟!
الاحتفالية خلعت ثوبها الأخير والأنغام والتراتيل والمواويل الاحتفالية هي غزل وأشجان وذكريات حلوة... إلى ما هنالك..
يا مثقفين العرب والعجم انهضوا من سباتكم ولا تبحروا في مشروعات المماطلة والتسويات العمياء والصماء التي أوصلتنا إلى قرابة المئة عام من الضياع.. ضياع القدس والحرم الإبراهيمي والله اعلم مكة من ضمن المشروع الصهيوني وطمس الهوية الإسلامية... إلى يوم يبعثون...
كفى يا ايها مثقفون.. كفى يا حكام العرب.. وكفانا تخدير.. وعلى ما تعقدون القمة؟ قمة الصمت والخذلان؟ ام قمة تفضحكم.
وتفضح انتماءاتكم؟تريدون سلام واستسلام؟كما قال أغلبكم بما بتاح من الحلول..
وحي على الجهاد ثقافة وعمل منهاج تحرير بيت المقدس لتكون عاصمة قدسية وروحية بحق وحقيق.
رسمية الهدمي