هكذا ولدت كذبة اول نيسان

أكذوبة نيسان لنا أم علينا ؟ بقلم:د. عليان الخضري


تاريخ النشر : 2010-04-01القراءة : 517



أكذوبة نيسان لنا أم علينا ...؟؟ د. عليان الخضري
إن أردنا أن نأخذ موضوع كذبة نيسان في جولة قصيرة ونقول :
متى بدأ انتشار الأكذوبة ؟ وكيف؟ ولماذا؟ هل فكّرنا يوماً بهذا الأمر؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ، ويل له ، ويل له ) (صحيح مسلم ) و هل كانت الأكاذيب منتشرة بهذا الشّكل؟ وهل كان الكذب والضّحك المميت للقلب والسّخرية من فئات شتّى من النّاس؟؟

وإذا كان الكذب المقصود هو التّرويح عن النّفس والإستهزاء بالغير ، ، فهل يسوّغ ذلك لنا تضييع الشّيء الكثير من أوقاتنا على تبادل هذا الكذب ؟
تُرى أهو أمرٌ عارض؟ أم مقصود ليشغل تفكيرنا عن ملابسات الحقائق؟
انتشرت الأكاذيب إلى حدّ غير معقول، فنجدها تنتقل من مشرق الأرض إلى مغربها عن طريق التّبادل الشّخصيّ، الخلوي أو بوساطة الشبكات الإلكترونية والمواقع والتّبادل الإلكتروني، أو من خلال الطّباعة حيث نجد كتباً مخصّصة لذلك، حتّى الجوالات استُغِلّت لتلك الغاية.
من الأمور المزعجة في الرّسائل الخلوية والإلكترونيّة أن تجد رسالة فيها مجموعة من الكذب، ليس لأنّها ملهاة فقط، بل أيضاً لأنّك أحياناً تضيع وقتك في قراءتها. فتحتُ الخلوي لأجد من بين الرّسائل رسالة تحوي مجموعة من الكذب، بدأت بقراءتها، وعندما أنهيتها صعقتني عبارة في آخر الرّسالة تقول بالحرف الواحد: تم بالأمس تحرير الأقصى ومصالحة حماس مع السلطة الوطنية لم يخطر ببالي من أولئك الكاذبين سوى مقصد واحد، هو أنّهم يعملون جاهدين لإضعاف هممنا بتلك العواصف القويّة من الكذب، وبذلك يحقّقون غايتهم في صدّنا عن النّهوض بأمّتنا والوقوف ضدّ أعدائها، ومن ثمّ إدخالنا جهنّم مع إبليس اللّعين عن طريق الكذبفهل نرضى برغباتهم ونحقّق مرادهم؟؟ أم نسيطر على أنفسنا ونعلي من هممنا بترك سفاسف الأمور والسّعي وراء معاليها لنبلغ رضى خالقنا؟

هنا أتوقّف لأسأل: ما رأيكم بظاهرة الكذب؟ وما الهدف البعيد من انتشارها؟ أهي مجرّد تسلية وفكاهة للتّرويح عن النّفس؟ أم هي أمرٌ مُعَدٌّ له من أجلنا خصّيصاً لنبقى في خمول ولهو وضحك، ويسهو تفكيرنا عن النّهوض بديننا وأمّتنا وأنفسنا؟
أخي ! هل للكذب إيجابيّات؟؟ وهل هو أمر عاديّ أن تمضي - على سبيل المثال - ربع ساعة مع أصدقائك في تبادل الكذب؟ إذا وصلتك على خلويك أو بريدك الإلكتروني مجموعة أكاذيب فهل تمرّرها إلى غيرك وتلهيهم بها؟ ما هو رأيك بشكل عام بظاهرة كذبة نيسان ؟ هل شعرت يوماً ما أنّها ككثير من الأشياء الأخرى صُمِّمت لتكون سلاحاً ضدّنا؟

اقف اجلالا لعبق حروفك وابحارك في مكنونات
الذات الانسانية فاجدني عاجزا عن الرد حيث
تسمرت الحروف على الشفاه جزيل شكري وتقديري
لما سطرت يداك المباركتان من حروف ذهبية
دمت بخير