ذكرياتي مع شيخ قبيلة/ الحاج لطفي الياسيني
..............................................
كان الطائي صديقي
كنا نتزاور كل مساء
وقعت حرب ما بين
الداحس والغبراء
كنت وشيخ قبيلة شمر
نتناوب في الليل
حراسة اطراف البيداء
كانت خيلي تغزو
في ظلمات الليل الاعداء
كانت نورا من اجمل
فتيات قبيلتنا كالشمس ضياء
كنت هنالك اتعقب
خطوات الاقدام على رمل الصحراء
كان الليل انيسي
والخيمة للعشاق ايواء
كنت اصلي فرض الفجر
على صخرة واد صماء
كنت بايام طفولتي الاولى
اتبارز مع اقوى الشعراء
تعرفني الخيل ويعرفني السيف
ويعرفني الرمح ويعرفني القلم
ويعرفني القرطاس امير الفقراء
كان ابو زيد وعنترة العبسي
وعبلة والعفراء
كانوا جمعا رفقاء الدرب
وكانت تسكن في قصري الزباء
تدمر تعرفني مع سجن المزة
والقلعة والسجناء
كنت امير الحرف
فاتعبني الحرف
فارهقني الاعياء
منذ الهجرة وانا اتقلى
في خيمة حزني السوداء
عاشرت الانس وعاشرت الجن
وعاشرت شياطين العصر الغرباء
كان الموت صديقي
والنعش مسجى
فوق مصلى الشهداء
كنت اقيم بواد لا يبتعد كثيرا
عن ارض فلسطين
الحبلى بالثوار الشرفاء
واليوم تقدمت السن
فارهقني الشعر
فاصبحت اخربش اشعارا
فيها بعض الاقواء
اعترف باني بعد سني العمر
السبعين الحافلة بكل صنوف
عذابات المحتل
ملاحقة العملاء
ما زلت قويا وفدائيا
انقش كلمات العشق
على بوابة حاضرة فلسطين
ولم يهزمني الشعر
ولا الشعراء
فانا من رحم الام خرجت
اردد ابيات الشاعر حسان
وارتجل الشعر
بزمن مات الشعر به
وانعدم الوزن
وباتت كل قوافي الشعراء هراء
.....................................
الحاج لطفي الياسيني