حديث جريدة القدس الفلسطينية = أهمية التعاون والتفهم لمواجهة الضائقة الاقتصادية
------------------------------------------------
نحن نواجه مأزقا ماليا خانقا وأزمة اقتصادية صعبة للغاية بالاضافة الى
الواقع السياسي المدمر، وكل هذا يستدعي منا جميعا ان نقف وقفة واحدة
ملؤها التعاون والتفهم والعمل لكي نواجه ما نواجهه من تحديات ونستطيع
الصمود والبقاء حتى يتم انفراج الازمة.
وفي هذا السياق فقد لجأت الحكومة الى سلسلة خطوات للتخفيف من
الوضع، فكان اولا تخفيض او تجميد بعض الاسعار ثم كان الحوار مع الجهات
المختلفة سواء في قضايا النقل العام او اتحاد المعلمين او الموظفين عموما،
وقد تم الاتفاق على تفاهمات ولو مرحلية لوقف الاحتجاجات او الاضرابات التي
كانت مقررة.
كما لجأت الحكومة الى تحديد سقف ثمانية سلع اساسية يتفرع عنها سلع
اخرى عديدة، والى الغاء الوكالات الحصرية لمنع الاحتكار قدر الامكان وتشديد
الرقابة على الجودة والاسعار والمنتجات الاخرى في الاسواق. وهذه كلها خطوات
ايجابية تتطلب متابعة جادة صارمة وتعاونا قويا من الاطراف المختلفة.
ولا يمكن لأحد أن يدعي ان هذه الاجراءات سوف تزيل او تنهي الازمة، كما
لا يمكن لأحد أن ينكر أن هذه خطوات ايجابية قوية في سبيل مواجهة الازمة،
وهي جهود تتطلب تضافر الجهود والمزيد من التفهم والتعاون فعلا من كل
الاطراف، لان القضية بالنسبة لنا جميعا هي قضية بقاء ومستقبل ومصير.
مصر واسرائيل
والقضية الفلسطينية
قال وزير خارجية اسرائيل المعروف بتصلبه وتصريحاته غير الاعتيادية
والخارجة عن اي منطق، ان اسرائيل ليست مستعدة لتعديل اي بند في معاهدة
السلام الاسرائيلية/ المصرية، وقد جاء رد ليبرمان هذا على طلب مصري بتعديل
بند في المعاهدة يتعلق بالامن الداخلي في سيناء، وفيه، كما قال مسؤول
مصري، مصلحة لاسرائيل بسبب وجود عناصر متطرفة في سيناء تهدد كلا
من مصر واسرائيل.
وفي مقابلة مع «نيويورك تايمز » قال الرئيس محمد مرسي في رد غير مباشر
على تصريحات ليبرمان ان على الولايات المتحدة ان تحترم الالتزامات الخاصة
بالحكم الذاتي الفلسطيني والعمل على تنفيذها وليس فقط المطالبة بالمحافظة
على بنود معاهدة السلام المصرية/الاسرائيلية التي رعتها الولايات المتحدة.
لقد تنكرت اسرائيل عمليا لكل الاتفاقات واخذت منها ما يتوافق مع اطماعها
التوسعية، واهملت الباقي كليا، وحين تطالب مصر بتعديل بنود في المعاهدة
وهو امر من حقها بموجب بنود المعاهدة نفسها، فان ليبرمان الذي يهدد بقتل
الرئيس ابو مازن، يرفض ذلك بقوة بادعاء عدم جواز تعديل اي بند في المعاهدة
وهو الذي يتنكر لكل المعاهدات والمواثيق الدولية.
ان اشارة الرئيس مرسي الى هذه النطقة بالذات تعتبر شيئاً ايجابيا لا بد
من التأكيد عليه، وتستطيع مصر القيام بدور فعال للغاية في هذا المجال، ان
هي ارادت، ولا سيما ان الرئيس المصري اشار الى الغضب المكبوت لدى العالم
العربي بسبب انحياز السياسة الامريكية وان امريكا مطالبة بالعمل لإصلاح
العلاقات ولا سيما في مرحلة ما بعد الانتخابات.