اسرائيل تشعل المنطقة
عسكريا وسياسيا !!
لقد اختارت اسرائيل ان تشعل المنطقة عسكريا وسياسيا حين اغتالت القائد القسامي
الكبير احمد الجعبري وواصلت غاراتها على القطاع مما ادى ويؤدي الى سقوط المزيد من
الضحايا، وبدأت القوى الفلسطينية في غزة بالرد فعلا واعلنت اسرائيل عن عملية عسكرية
واسعة جديدة لن يعرف احد كيف ستكون نتائجها الميدانية واذا كانت نتائجها العامة
معروفة، فلقد اعتبرت مصر ان الحملة ضد غزة هي موجهة اليها بالدرجة الاولى وقررت
في خطوة اولى استدعاء السفير المصري لدى اسرائيل كما دعت مجلس الامن الى ادانة
الاعتداءات الاسرائيلية.
وهكذا تسير اسرائيل مرة اخرى في اتجاه معاكس للرأي العام الدولي الداعي الى التهدئة،
وكانت حماس قد اعلنت الاستعداد للالتزام بها مع القوى الاخرى، لكن الحكومة الاسرائيلية
قد تكون وضعت حساباتها الحزبية والانتخابية في الاولوية المطلقة وقررت التصعيد،
لكن رد فعل حماس والقوى الاخرى قد يغير المعادلة عسكريا كما ان موقف مصر قد يغير
المعادلة سياسيا. ان اسرائيل التي تشن حربا سياسية لا هوادة فيها ضد السلطة الوطنية
في الضفة، تشن ايضا هذه الحرب ضد قطاع غزة، وهي بذلك تثبت مرة اخرى ان سياستها
تقوم على غطرسة القوة والسياسة ولا تعير اي اهتمام الا لما تريده وتخطط له، وهي بذلك
تغامر مغامرة كبرى رغم انشغال العالم العربي عموما بقضاياه الداخلية.
ويظل التساؤل الكبير الذي على المجتمع الدولي ان يجيب عليه وهو ما الذي تريده
اسرائيل ولماذا التصعيد والقوى الوطنية في غزة تعلن الاستعداد للتهدئة، ولماذا التصعيد
والسلطة الوطنية تؤكد ان هدفها هو السلام وايجاد مرجعية مناسبة لاستئناف التفاوض
وعملية السلام المجمدة بسبب المواقف الاسرائيلية ؟!
اننا ندين بكل القوة هذه السياسات الاسرائيلية كما يدينها كل ابناء شعبنا، ونستنكر
هذا الصمت والنفاق الدولي كما يستنكره كل ابناء شعبنا.