موفاز يدعو لاغتيال مشعل ونتنياهو يستغل تصريحاته في غزة لشن هجوم على عباس وليفني تتهم الحكومة بالتفاوض مع حماس وإضعاف السلطة ورئيسها
زهير أندراوس
-----------------
الناصرة ـ 'القدس العربي' كما كان متوقعًا، فقد استغل قادة الدولة العبرية زيارة رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس، خالد مشعل، على قطاع غزة، لشن هجوم سافر على حركة المقاومة الإسلامية، أيضا بسبب التصريحات التي أدلى بها قادة الحركة السبت، في المهرجان الذي نُظم بمناسبة مرور 25 سنة على تأسيس الحركة، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قال للصحافيين قبيل بدء جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية، لقد كشف القناع الحقيقي عن الأعداء، إنهم لا يرغبون في التوصل إلى تسوية، بل يرغبون في القضاء على إسرائيل، ولكنهم لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم، واستغل نتنياهو تصريحات قادة حماس ليشن هجوما سافرا على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، حيث قال إنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن عباس لم يقم بإدانة التصريحات الداعية للقضاء على إسرائيل، كما فعل في السابق عندما رفض التنديد بقيام المقاومة الفلسطينية بقصف العمق الإسرائيليبالصواريخ، وزاد قائلاً إن عباس يحاول في الفترة الأخيرة التوصل لاتفاق مع حماس، هذه الحركة التي تتلقى الدعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وتابع قائلاً: إن قادة الدولة العبرية لن يضعوا رؤوسهم في الرمال، ولا يعيشون في الأوهام، لافتًا إلى أن القيادة الإسرائيلية الحالية لن تعود على الخطأ الذي ارتُكب من قبل حكومة ارييل شارون، التي نفذت الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة في أب (أغسطس) من العام 2005، والتي أدت إلى سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، على حد تعبيره. وأضاف نتنياهو قائلاً إنه يستغرب من البعض الذي يواصلون الحديث عن السلام، فإذا منحناهم الضفة الغربية، فإننا عمليًا نضع حركة حماس على أبواب تل أبيب ومدينة كفار سابا، ولن نفعل ذلك، كما أننا، تابع رئيس الوزراء الإسرائيلي، على قدر كبير من القوة لصد الضغوطات الدولية علينا، على حد قوله.
على صلة بما سلف، أعرب وزير الأمن الإسرايلي الأسبق وزعيم حزب (كاديما) المعارض، شاؤول موفاز، عن أسفه في بيانٍ رسمي أصدره أمس، كما أفاد موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على الإنترنت، لأن الدولة العبرية لم تقم بقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل خلال زيارته الأولى إلى قطاع غزة. وجاء في البيان: كان يجب انتهاز الفرصة لتصفية رأس الأفعى، مشعل يستحق الموت، إنني أطلب من مشعل أن يحزم حقائبه في أسرع وقت ممكن وان يغادر غزة، على حد قوله. وأوضح موفاز أنه إذا استمرت إسرائيل في إضعاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولا تتعامل مع حماس بيد من حديد فسوف نرى قريبا مشعل في الضفة الغربية، على حد قوله.
جدير بالذكر أنه في أيلول (سبتمبر) من العام 1997، حاولت إسرائيل اغتيال خالد مشعل حيث قام خمسة وأمام غضب العاهل الأردني الراحل الملك حسين اضطرت الحكومة الإسرائيلية وكانت حينها برئاسة بنيامين نتنياهو إلى تقديم اعتذار علني وتقديم المضادات اللازمة لانتزاع السم من جسمه، كما قامت بإطلاق سراح الشهيد أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس من سجون الاحتلال.
وفي سياق متصل قال وزير التعليم الإسرائيلي غدعون ساعر، وهو من أقطاب حزب الاليكود الحاكم في رده على سؤال حول إمكانية اغتيال مشعل في غزة بالقول: لقد حاولت إسرائيل سابقاً اغتيال مشعل ولكن العملية فشلت، وهذا أمر وارد بالنسبة للعمليات الميدانية، فمن الممكن أن تنجح أو أن تفشل، وزاد قائلاً: الأمر المهم أننا نملك قيادة جريئة تعمل على مطاردة الإرهابيين، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هو من أعطى الأوامر سابقاً باغتيال مشعل، وهو أيضاً من أعطى الأمر باغتيال صديق مشعل أحمد الجعبري ونحن سنواصل ملاحقة هؤلاء الإرهابيين،على حد قوله.
وتابع قائلاً: إنني أعتقد أن على الجمهور الإسرائيلي أن يسأل نفسه من القادر على مواجهة حماس و إيران، هل شيلي يحموفيتش، أم يائير لبيد، أم تسيبي لفني، من يقدر على ذلك فقط حكومة قوية بقيادة نتنياهو. من ناحيتها اعتبرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، التي شكلت الأسبوع الماضي قائمة الحركة برئاسة تسيبي ليفني، لخوض الانتخابات القادمة، اعتبرت أن حركة حماس احتفلت أول من أمٍ، السبت، بهزيمة الحكومة الإسرائيلية، مضيفةً أن كل يوم يمر في ظل هذه الحكومة، تقوي حماس صفوفها وتضعف إسرائيل.
وتابعت ليفني في بيان رسمي عممته على وسائل الإعلام العبرية، الأحد، أن هذه الحكومة تفاوضت مع حماس والأسوأ من ذلك سمحت لها بالحصول على شرعية دولية، علاوة على ذلك، نددت ليفني بسياسة حكومة نتنياهو التي تقوم على حد وصفها التفاوض مع حماس، والتي تؤكد بعد ذلك على أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ضعيف وترفض إجراء مفاوضات حقيقية معه، على حد قولها.
أما نافتالي بينيت رئيس الحزب القومي المتشدد (البيت اليهودي)، والضابط السابق في وحدة النخبة العسكرية في جيش الاحتلال (ساييرت مطكال)، فقال إن الحزب الذي يقوده سيمارس ضغوطًا في الحكومة المقبلة لمنع زيارة مثل تلك التي قام بها خالد مشعل، لافتًا إلى أنه لا يفهم لماذا سمحت له إسرائيل له بدخول غزة ولماذا عندما وصل إليها، لم تقم الدولة العبرية بتصفيته، لأنه يستحق الموت، على حد قوله.
على صلة بما سلف، قال النائب والقيادي في حركة حماس إسماعيل الأشقر، إن حركته ستسعى للاستفادة من قرار الأمم المتحدة الأخير منح فلسطين عضوية مراقب لرفع قضية لمحكمة الجنايات الدولية ضد منسق أعمال الحكومة التابع للجيش الإسرائيلي اللواء ايتان دانغوت لمسؤوليته عن الحصار المفروض على قطاع غزة. وأضاف الأشقر في تصريحات صحافية أدلى بها لموقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على الشبكة العنكبوتية إن الحصار ضد قطاع غزة جريمة ضد الإنسانية، والمحكمة الدولية تحاكم الأفراد والمسؤولين وليس المنظمات أو البلدان، وزاد قائلاً إن الحصار جريمة تستهدف الأطفال والنساء لذلك لا مفر من رفع دعوى قضائية ضده كمجرم حرب، على حد تعبيره.