أبو رغال
بعد أن انتهى أبرهة الحبشي من بناء القليس أراد أن يحول قبلة العرب من الكعبة في مكة المكرمة إلى القليس في صنعاء ليحجوا إليه، فجهز جيشاً جراراً فيه فيلة كبيرة ليغزو مكة المكرمة ويهدم الكعبة وكان أبو رغال هو دليل أبرهة الحبشي إلى مكة المكرمة, وكان ذلك في نفس العام الذي ولد فيه النبي محمد وسمي عام الفيل.
ويشار إلى أبي رغال في كتب التاريخ العربي باحتقار وازدراء لأنه لم يعرف عن العرب في ذلك الحين من يخون قومه مقابل أجر معلوم.
ويطلق لقب أبو رغال على كل من خان قومه لمصلحته الخاصة.
[عدل] وصلات خارجية
قصة الفيل كما ترويها المصادر الإسلامية: قصة الفيل - موقع islamweb.net
فإن أبارغال رجل من ثقيف أرسلوه مع أبرهة يدله على البيت الحرام لهدمه، فلما وصل مع أبرهة إلى موضع يسمى المغمس مات أبورغال، فصارت العرب ترجم قبره بذلك الموضع، ذكر هذا الطبري في تاريخه.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=39902 بين ثقيف وأبرهة
وخرج به معه يدله حتى إذا مر بالطائف خرج إليه مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف في رجال ثقيف.
واسم ثقيف : قسي بن النبيت بن منبه بن منصور بن يقدم بن أفصى بن دعمي بن إياد بن نزار بن معد بن عدنان. قال أمية بن أبي الصلت الثقفي :
قومي إياد لو أنهم أمم
أو لو أقاموا فتهزل النعم
قوم لهم ساحة العراق إذا
ساروا جميعا والقط والقلم
وقال أمية بن أبي الصلت أيضا :
فإما تسألي عني - لبينى
وعن نسبي - أخبرك اليقينا
فإنا للنبيت أبي قسي
لمنصور بن يقدم الأقدمينا
قال ابن هشام : ثقيف : قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، والبيتان الأولان والآخران في قصيدتين لأمية.
قال ابن إسحاق : فقالوا له أيها الملك إنما نحن عبيدك سامعون لك مطيعون ليس عندنا لك خلاف وليس بيتنا هذا البيت الذي تريد - يعنون اللاتي - إنما يريد البيت الذي بمكة، ونحن نبعث معك من يدلك عليه فتجاوز عنهم.
واللات : بيت لهم بالطائف كانوا يعظمونه نحو تعظيم الكعبة.
قال ابن هشام : أنشدني أبو عبيدة النحوي لضرار بن الخطاب الفهري
وفرت ثقيف إلى لاتها
بمنقلب الخائب الخاسر
وهذا البيت في أبيات له.
قصة أبي رغال وقبره المرجوم
قال ابن إسحاق : فبعثوا معه أبا رغال يدله على الطريق إلى مكة، فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزله المغمس، فلما أنزله به مات أبو رغال هنالك فرجمت قبره العرب، فهو القبر الذي يرجم الناس بالمغمس.
--------------------------------------------------------------------------------
المغمس :
وقوله فلما نزل أبرهة المغمس هكذا ألفيته في نسخة الشيخ أبي بحر المقيدة على أبي الوليد القاضي بفتح الميم الآخرة من المغمس. وذكر البكري في كتاب المعجم عن ابن دريد وعن غيره من أئمة اللغة أنه المغمس. بكسر الميم الآخرة وأنه أصح ما قيل فيه وذكر أيضا أنه يروى بالفتح فعلى رواية الكسر هو مغمس مفعل من غمست، كأنه اشتق من الغميس وهو الغمير، وهو النبات الأخضر الذي ينبت في الخريف تحت اليابس يقال
غمس المكان وغمر إذا نبت فيه ذلك كما يقال صوح وشجر وأما على رواية الفتح فكأنه من غمست الشيء إذا غطيته، وذلك أنه مكان مستور إما بهضاب وإما بعضاه وإنما قلنا هذا ; لأن رسول الله - - إذ كان بمكة كان إذا أراد حاجة الإنسان خرج إلى المغمس، وهو على ثلث فرسخ منها، كذلك رواه علي بن السكن في كتاب السنن له وفي السنن لأبي داود أن رسول الله - - كان إذا أراد البراز أبعد ولم يبين مقدار البعد وهو مبين في حديث ابن السكن - كما قدمنا - ولم يكن رسول الله - - ليأتي مكانا للمذهب إلا وهو مستور منخفض فاستقام المعنى فيه على الروايتين جميعا.ورد ذكر أبي رغال في التاريخ العربي غير مرة، فمن هو أبو رغال هذا؟ روى الإمام أحمد قال: حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال: "لما مر رسول الله بالحجر قال: لا تسألوا الآيات وقد سألها قوم صالح فكانت ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها فكانت تشرب ماءهم يوما ويشربون لبنها يوما فعقروها فأخذتهم صيحة أهمد الله عز وجل من تحت أديم السماء منهم إلا رجلا واحدا كان في حرم الله عز وجل قيل من هو يا رسول الله؟ قال: هو أبو رغال فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه" مسند أحمد/ 13644 وفي الترمذي: حدثنا يحيى بن معين حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي سمعت محمد بن إسحق يحدث عن إسمعيل بن أمية عن بجير بن أبي بجير قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول "سمعت رسول الله يقول حين خرجنا معه إلى الطائف فمررنا بقبر فقال رسول الله : هذا قبر أبي رغال وكان بهذا الحرم يدفع عنه فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه فابتدره الناس فاستخرجوا الغصن" سنن أبي داود/ 2684 جاء في عون المعبود: قال في القاموس : أبو رغال ككتاب في سنن أبي داود ودلائل النبوة وغيرهما عن ابن عمر سمعت رسول الله حين خرجنا معه إلى الطائف فمررنا بقبر فقال هذا قبر أبي رغال وهو أبو ثقيف وكان من ثمود، وكان بهذا الحرم يدفع عنه، فلما خرج منه أصابته النقمة الحديث. وقول الجوهري : كان دليلا للحبشة حين توجهوا إلى مكة فمات في الطريق غير جيد وكذا قول ابن سيده : كان عبدا لشعيب وكان عشارا جائرا انتهى كلام صاحب القاموس. وفي تاج العروس شرح القاموس قال ابن المكرم : ورأيت في هامش الصحاح أبو رغال اسمه زيد بن مخلف عبد كان لصالح النبي بعثه مصدقا وأنه أتى قوما ليس لهم لبن إلا شاة واحدة ولهم صبي قد ماتت أمه فهم يعاجونه بلبن تلك الشاة يعني يغذونه، فأبى أن يأخذ غيرها، فقالوا دعها نحايي بها هذا الصبي فأبى، فيقال إنه نزلت قارعة من السماء، ويقال بل قتله رب الشاة، فلما فقده صالح قام في الموسم ينشد الناس فأخبر بصنيعه فلعنه فقبره بين مكة والطائف يرجمه الناس انتهى وفي العرائس عن مجاهد قيل له هل بقي من قوم لوط أحد ؟ قال لا إلا رجل - بقي أربعين يوما وكان بالحرم فجاءه حجر ليصيبه في الحرم فقام إليه ملائكة الحرم فقالوا للحجر ارجع من حيث جئت فإن الرجل في حرم الله فرجع فوقف خارجا من الحرم أربعين يوما بين السماء والأرض حتى قضى الرجل حاجته وخرج من الحرم إلى هذا المحل أصابه الحجر فقتله فدفن فيه انتهى. وفي لسان العرب : أبو رغال كنية وقيل كان رجلا عشارا في الزمن الأول جائرا فقبره يرجم إلى اليوم وقبره بين مكة والطائف، وكان عبدا لشعيب . قال جرير : إذا مات الفرزدق فارجموه * كما ترمون قبر أبي رغال انتهى.. وفي جامع الأصول : يضرب به المثل في الظلم والشؤم وهو الذي يرجم الحاج قبره إلى الآن انتهى. وفي سنن الترمذي أن رجلا من ثقيف طلق نساءه فقال له عمر لتراجعن نساءك أو لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال والله أعلم بالصواب والحديث سكت عنه المنذري. أما في العصر الحديث فالرغالات العلاقمة : أسماء لامعة في نكبة الاستعمار وفي أبرزها نكبة فلسطين ونكبة العراق ولمن يريد أن يستدل عليهم ليقرأ ما كتبه فيهم الشاعر د.عثمان مكانسي في قصيدته "أبورِغــال" حيث يقول : أَلَسْـتَ تدْري ـ يا أخي ـ أنّ أبا رِغالْ فيما مضى كان فريـداً لا يُـرى لهُ مثالْ لم يرضَ " مُشْـرِكٌ " سواه أن يكونْ في زمرةِ التَّهـريجِ والْعبيدِ والأنْذالْ ..... لكِنَّـنا ونحن مسلمونْ مُوَحِّـدونَ مُـؤمِنونْ للهِ عابدونْ!!! أنَّى التـفَتَّ لليمينِ للشِّـمالْ وجدْتَ فينا ـ ويْــحهُم ـ ألفَ أبي رِغالْ .... تراهُـمُ في كلِّ مَنْ تأنَّقـا في حُلَةٍ مَكْـوِيَّةٍ، كُوفِيَّـةٍ معـقوفةٍ دشـداشةٍ وغِـترةِ ثـمَّ عِقـالْ وفي الْقُـصورِ الفاخِـرهْ، وفي الْخِـيامِ السَّـاهرهْ يُدْلـونَ بالرَّأيِ الْعـقيمِ ويدَّعُـونْ حُسْـنَ المقالْ وكلُّهمْ أبو رِغالْ باقُـونَ هُـمْ، لنْ يَْرْحـلوا، مادامَ شـعبي خائفـا، مادام شـعبي خائبـَا سَـهْل القيادِ والْمنالْ أما إذا كُـنَّا الرِّجالْ في قولَة الْحقِّ وفي سـاحِ الْـقتالْ في وَحْـدة الصـفِّ وفي أرْضِ النِّـزالْ نشْـدو بآي ربِّـنا في كلِّ حالْ مِنْ سـورة الإخْلاصِ من هواتفِ الآنْـفالْ شَـدُّوا الرِّحـالْ ولنْ ترى الدَّجـَّالَ فيـنا لنْ ترى الدَّجَّـالْ ولنْ ترى أبا رِغـالْ اهـ