الشاعر عادل الشرقي أراجيز الغضب
شعر عادل الشرقي
(1)
يا أخوة َ الثورة ِ ياسناها ويا مدى بغداد في علاها
نجومكم تسطعُ في سماها يطيرُ زهوا ً كلُّ من رآها
ياأخوة َ الثورة يا أماجدْ ويا قناديل الشهيــــــد الخالدْ
توكلوا على الإله الواحدْ شدوا الوثاق ساعدا ً بساعدْ
يا أخوة َ الثورة ِ يا مشاعلْ فلتخرج الرجال في القبائلْ
يا صيدُ يا فرسانُ يا بواسلْ تذكروا الجيــــــاع والأراملْ
(2)
تذكَّروا بغداد يا نشامى ولتشحذوا النفوس والأقلامـــــــا
ولترفعوا فوق الذرى الأعلاما قد غرزوا في صدرنا السهاما
قد دمرونا، دمروا المدارسْ هدوا بيــــــوت الله والكنائسْ
بل سرقوا من أرضنا النفائسْ وابتكروا النفاق والدسائسْ
هم شردوا من أرضنا الكبارا وأعدموا من شعبنا الأحرارا
وأشعلوا في العالمين النارا فانهمرت دموعنــــا انهمارا
ثوروا عليهم وأعيدوا الحقا لا خائنٌ ولا عميل يبقى
فلتحكموا على البغاة الطوقا تبا ً لكلِّ مارق ٍ وسحقا
(3)
هذا العراق بيتنا المخرَّبْ في كل يوم ٍ في الظلام يُسلبْ
في كل يوم أهلهُ تعذبْ والحزن صار في القلوب يُكتبْ
أنا الذي تعرفني القوافي تعرفني الحقول والفيافي
فكيف أهلي تسكنُ المنافي وشعبنا يعيش في الكفاف
نحنُ نجوم الأرض والسماءِ وأنبياء الله أنبيائي
ما أن صرختُ أين (كهربائي) أرقتموا بحقدكم دمائي
(4)
ياظالمين جاء يومُ القهر يومُ البطولاتِ وكسر الظهر
فقد بدا اليوم نفادُ صبري وقد حزمتُ للخلاصِ أمري
فيا شهيدَ ثورتي السلمية دماك قد أضحت لنا القضية ْ
وراية لثورتي الزكية أما العراقُ أو نرى المنية
نقسمُ أن نموت واقفينا أن يُصبحَ المجدُ لنا قرينا
لن نترك الأرضَ لغاصبينا الكافرين ذمة ً ودينا
(5)
أنا العراقيُّ النبيلُ الطاهرْ حضارتي تزخرْ بالمفاخرْ
فكيف لي أقتلُ أو أهاجرْ أو جلُّ أهلي تسكنُ المقابرْ؟
إن تنكروني فأنا بن أمي وابن أبي وكبرياءُ عمي
لقد مللتُ حسرتي وسُقمي وقد عزمتُ أن أزيحَ همي
أنا الذي أسكنُ في عريني طردتُ الانكليز في العشرين ِ
سقيتهم مرارة المنون ِ وصنتُ أرضي وحميتُ ديني
(6)
عشرٌ ومازلتم على الكراسي ملأتم البلادَ بالمآسي
وقد رضيتم بعذاب الناس ِ وشعبنا من بطشكم يُقاسي
الشعبُ ملَّ من وعود الغيبِ وعودكم محشوة ٌ بالكذب ِ
حتى لِحانا غُزيَت بالشيب ِ وسلبكم للمال نفسُ السلب ِ
أنا العراقيُّ أبيُّ الضيم ِ أمسحُ بالصارم كلَّ ظلم ِ
أفدي بلادي بدمي ولحمي لو دمعتْ يوما ً عيونُ أمي
(7)
إن تنكروني فأنا بنُ أرضي أحمي بلادي وأصونُ عرضي
فلتحذروا من غضبي وغيضي فإن بعضي سيشدُّ بعضي
بلادنا يعمُّها البلاءُ في كل يوم ٍ تسفكُ الدماءُ
لا ماءُ لا ضياءُ لا دواءُ تصرخُ في البيوتِ كربلاءُ
إن تنكروني فأنا بغدادي إبنُ صلاح الدين ِ والرمادي
ذي قارُ أهلي، بابلٌ أجدادي ونينوى وكربلا مدادي
(
عشرٌ ونفسُ ليلكم يُكررْ ومن يقول (كيفَ) خط أحمرْ
وتدَّعونَ شعبنا تحررْ وكلُّ يوم ٍ تظلمـــــــــــــوهُ أكثرْ
في كل يوم ٍ عطشٌ وجوعُ وسوركم محصَّنٌ منيعُ
أنتم ملوكٌ والورى قطيعُ غير الإله مالنا شفيـــــــعُ
إن تنكروني فأنا بنُ المجد ِ وما يزالُ صارمي بغمدي
أنا معي اللهُ ولستُ وحدي أبي الحسينُ والعراقُ جدي
(9)
إن تنكروني فأنا الشهيدُ والسيفُ والتأريخُ والقصيدُ
أهلي عن العراق ِ لن يحيدوا وسوف يأتي فجرُنا الجديدُ
إن تنكروني فأنا العراقي أشدُّ حول محزمي نطاقي
مُجرَّبٌ سيفيَ في التلاقي وصولةُ الصيد ِ على البراق ِ
أنا المثنى والعظيمُ طارقْ ولا أهابُ في الردى المشانقْ
مجدي على الجبال مجدٌ سامقْ وبيرقي والرمحُ في البوارقْ