اسرائيليون يأخذون كمامات وقاية من الغازات في مستوطنة "بسغات زئيف" في الضفة الغربية
"ذي تايمز": الغارة الاسرائيلية على سوريا تثير تهديدات وتحذيرات ونذر حرب اقليمية
-------------------------------------------------------------
لندن – – نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية اليوم الجمعة تقريراً من مراسليها مارتن فليتشر وشيرا فرينكل عن الغارة الجوية الاسرائيلية على سوريا وما اثارته من توتر وقلق من احتمال اندلاع حرب اقليمية. وهنا نص التقرير:
" ازدادت المخاوف من امكانية ان يؤدي الصراع السوري الى حرب اقليمية زيادةً حادة امس عندما هدد نظام نظام الاسد وايران، اوثق حلفائه، بالانتقام رداً على ضربة جوية اسرائيلية الاربعاء.
واشتكت وزارة الخارجية السورية الى الامم المتحدة واكدت حق البلاد "في الدفاع عن نفسها وارضها وسيادتها". واعلن علي عبد الكريم، سفير سوريا لدى لبنان، ان بلاده قد تتخذ "قراراً مفاجئاً بالرد على عدوان الطائرات الاسرائيلية".
وحذر حسين امير عبداللهيان، نائب وزير الخارجية الايراني من "عواقب خطيرة" ونصح اسرائيل بعدم الاتكال على انظمتها المضادة للصواريخ في الدفاع عن نفسها. وكانت ايران قالت في وقت سابق انها ستعتبر اي عدوان على سوريا عدواناً عليها.
وعبر بان كي مون، الامين العام للامم المتحدة عن "القلق العميق" وحض كل الاطراف على تجنب التصعيد – ولكن بينما تصارع حكومة سوريا من اجل البقاء وفيما ينهار اقتصاد ايران، اعرب المسؤولون الاسرائيليون عن عدم قلقهم. وقال احدهم: "ليس ضمن تقييمنا ان ايا من حزب الله او سوريا، او حليفتهما ايران، تخطط لشن حرب اقليمية جديدة بسبب هذه الحادثة".
ويتمثل اوضح شكل للانتقام في اطلاق حزب الله، وهو المنظمة الاسلامية التي تمولها وتسلحها طهران ودمشق، صواريخ على شمالي اسرائيل من قاعدته في لبنان – ولكن من شأن ذلك ان يؤدي الى رد عسكري واسع النطاق من الاسرائيليين. ويمكن، بدلاً من ذلك، ان ينفذ وكلاء لايران هجمات ارهابية على اهداف يهودية في اماكن اخرى من العالم.
ولم يتضح حتى يوم امس ما الذي قصفه الاسرائيليون، تحديداً، في هجومهم قبل فجر الاربعاء. وقالت مصادر اميركية واسرائيلية ان الهدف كان قافلة سيارات شحن تحمل صواريخ "اس ايه17" مضادة للطائرات الى حزب الله. وقال الجيش السوري ان الهدف كان مركزاً للبحوث العلمية في جمرايا قرب دمشق.
وقال سوريون يقيمون في موقع قريب لوكالة رويترز للانباء انهم سمعوا اصوات صواريخ تصيب المجمع المحاط بحراسة مشددة وجدار عال حوله قبل فجر يوم الاربعاء، الا ان الجيش السوري الحر ومقاتليه قالوا انهم اطلقوا ست قذائف هاون على الموقع. وقال احد ضباط الاستخبارات الاسرائيلية للـ"تايمز" ان القافلة اصيبت وهي داخل المجمع، بينما قال اخر انها تعرضت للقصف اثناء خروجها منه.
والتزمت الحكومة الاسرائيلية، التي اوضحت تصميمها على حرمان حزب الله من الحصول على اسلحة متقدمة او كيماوية من سوريا، رفضها المعتاد لتأكيد وقوع الضربات الجوية.
وقالت مصادر دبلوماسية ان نظام الاسد يعمل على تطوير صواريخ واسلحة متقدمة اخرى في جمرايا. ويقول البعض ان من المحتمل ان يكون المجمع الواسع يضم مرافق لتخزين الاسلحة الكيماوية. وقال الجيش السوري الحر انه موقع حصين لميلشيات الشبيحة التابعة للنظام حيث يقدم ايرانيون وروس واعضاء من حزب الله العون لتطوير اسلحة كيماوية و"قنابل البراميل" قاتلة.
ولم ينف النظام المحاصر وحلفاؤه وقوع الهجوم، لكنهم اقروا انه تسبب في وقوع اضرار فادحة، وان كانوا استغلوا الموقف لاغراض الدعاية في دولة ومنطقة تمقت اسرائيل. وادعوا انه اظهر التعاون الوثيق بين اسرائيل والثوار السوريين.
وندد علي أكبر صالحي، وزير الخارجية الايرانية، بـ"العدوان الغاشم" الاسرائيلي، قائلا انه كان "جزءا من استراتيجية غربية وصهيونية" لزعزعة استقرار سوريا. اما حزب الله فقد اتهم اسرائيل بارتكاب "عدوان همجي".
ولم يعرب المسؤولون الاسرائيليون عن الاسف. وقال احدهم ان "حزب ظل يحاول دوما التزود بالسلاح. الا اننا اوضحنا اننا نعتبر بعض الاسلحة خطا أحمر، واننا سنعمل بحزم لمنع وصولها الى ايدي حزب الله".
ورددت ادارة اوباما تلك المشاعر، اذ قال بن رودس، نائب مستشار الامن القومي الاميركي، ان "على سوريا الا تتسبب في مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة بنقل اسلحة الى حزب الله".