اللواء كامل ابو عيسى يكشف حقيقة مفاجأة حسن نصر الله التي ستغير المنطقة
تاريخ النشر : 2010-01-19القراءة : 6564
غزة– دنيا الوطن-سمير قديح
على ضوء التهديد الاسرائيلي المتصاعد بشن حرب على جنوب لبنان وقطاع غزة وتوضيحا للحقائق كان لصحيفة دنيا الوطن هذا اللقاء مع اللواء الدكتور كامل ابو عيسى :
• د. كامل هناك تقارير عديدة تتحدث عن هجوم اسرائيلي وشيك ، فهل تسمح الظروف بتنفيذ الجديد من المخططات الاسرائيلية العدوانية ؟
اسرائيل لا تستطيع ان تعيش في المنطقة في اجواء الوئام والتعايش السلمي وقد تعودت انها وامام المازق السياسية التي تواجهها على اعادة خلق الاوراق عبر قيامها بارتكاب الحماقات العسكرية العدوانية في المنطقة ولهذا فانها وعبر رفضها لاستحقاقات التسوية المطلوبة منها دوليا مع الجانب الفلسطيني ستحاول العبث عسكريا وعبر عملية خلط مقصودة للاوراق وهي لذلك ربما تعد نفسها لشن حرب طاحنة في جنوب لبنان او على قطاع غزة .
• هناك عشرات التقارير التي رفعت للادارة الامريكية والتي تتحدث عن هذه الحرب المتوقعة ، ما رايك في ذلك ؟
اولا ان الحديث عن هذه التقارير لا معنى له من الناحية الامنية والسياسية لان اسرائيل عندما تتخذ قرارا بالحرب لا تفعل ذلك الا بالتشاور والتفاهم المسبق مع الولايات المتحدة الامريكية ، وثانيا يجب الاهتمام بالتقارير التي يجري تسريبها احيانا من الجهات او عبر الجهات الاوروبية لانها تجيئ كنتيجة لمجموعة من الاستقصاءات الامنية الخاصة بهذه الدول وباعتبار ان اسرائيل لا تتشاور مع هذه الدول عندما تقرر شن حرب في هذا الاتجاه او ذاك ، وثالثا فان قرار الحرب يؤخذ في اسرائيل ضمن المستوى الامني والعسكري والطغمة السياسية الحاكمة وبشكل سري لا يجري الافصاح عنه عبر التصريحات الاعلامية والصحفية ، ورابعا وهذا الاهم فان العدو الصهيوني الاسرائيلي اعتاد على مواجهة مازقه الساسية بالخروج الى ساحة الحرب وهو يجتهد وطوال العامين الفائتين في استنهاض واستحضار كافة قواه العسكرية والامنية لتوجيه ضربة كبيرة لحزب الله في جنوب لبنان وبغرض رد الاعتبار والهيبة للمؤسسة العسكرية الاسرائيلية والتي تعرضت لهزيمة كبيرة في حرب عام 2006 في جنوب لبنان .
• هل يمكن لاسرائيل ان تحارب على جبهتين ، أي على جبهة جنوب لبنان وقطاع غزة في ان واحد ؟
.من الناحية العسكرية وبحسب التجارب التاريخية السابقة فان الجيش الاسرائيلي تعود على ان يخوض معاركه في عدة جبهات الا ان الوقائع الجديدة في الميدان ربما يكون لها تاثير من الناحية العسكرية على التفكير الاستراتيجي الاسرائيلي فالجيش الاسرائيلي سيقاتل لو حدثت هذه الحرب قوات غير نظامية وهي قوات تعتمد على حروب العصابات ولهذا فان احتمالية ان تجري هذه المعارك على اكثر من جبهة تحتاج بالتاكيد الى اعادة هيكلة شاملة للجيش والقوات الاسرائيلية وبحسب المعطيات فان هذه الحرب المحتملة لن تؤدي الى تحقيق انتصارات كاسحة ومدوية للجيش الاسرائيلي وربما لهذه السبب بالذات يبدو احيانا العديد من مظاهر الارتباك وعبر التصريحات المعلنة من الجهات الاسرائيلية الرسمية الا ان الاخطر في كل هذه الارهاصات هو اعلان اسرائيل رسميا عن نيتها بقصف دمشق والمدن السورية الاخرى في حال قيام قوات حزب الله بضرب الاهداف الاسرائيلية بالصوراريخ التدميرية وبعيدة المدى ، اما على صعيد الحرب القادمة على قطاع غزة فان التفكير الاسرائيلي من الناحية الاستراتيجية ربما يتجه نحو سياسة القضم والتجزئة أي فرض بعض الاحتلالات الجزئية في هذه المنطقة او تلك هذا بالاضافة الى احتلال خط فيلادلفيا ومنطقة رفح .
• قبل عامين في حديث سابق مع سيادتكم اثار ضجة في حينه تحدثت عن امكانية قيام عدة الاف من جنود حزب الله المدربين باجتياح بعض المناطق الشمالية ومنطقة الجليل ، فهل ستكون هذه المفاجاة البرية لحزب الله مترافقة مع القصف الصاروخي ؟
للاهمية وبالرغم من اهمية سلاح الردع الصاروخي الذي يمتلكه حزب الله فان هذا وحده لم يعد يكفي على صعيد توازنات الحرب القادمة ولهذا فان تقدم القوات العسكرية الاسرائيلية باتجاه جنوب لبنان لم يمنع ولن يردع قوات حزب الله من الالتفاف خلف خطوط الجيش الاسرائيلي والتقدم في عمق المناطق الشمالية المحاذية لجنوب لبنان وربما لذلك يتحدث الشيخ حسن نصر الله عن احتمالية هذه الحرب التي ستغير المنطقة .
• في حال هاجمت اسرائيل حزب الله هل سيكون هناك رد ايراني ؟
عمليا وبلغة الواقع فان اسرائيل لو قامت بشن هجوم على المنشات النووية الايرانية فربما يؤدي ذلك الى دخول حزب الله في المعركة عبر جنوب لبنان ولكن اذا اكتفت اسرائيل بالهجوم على جنوب لبنان وقطاع غزة على سبيل المثال فان ايران لن تتدخل عسكريا وبشكل مباشر ، بل ستكتفي بتقديم العون العسكري والسياسي والاعلامي .
• دكتور كامل تحدثنا مطولا عن حرب قادمة ولكن لم نتناول موضوع المصالحة المطلوبة والضرورية بين الاشقاء الفلسطينيين ، فهل تتوقع مصالحة قريبة .
المصالحة الوطنية الفلسطينية اصبحت من الضرورات الملحة على الصعيد الوطني ولهذا فان اعادة ترتيب وتوحيد البيت الداخلي الفلسطيني وحل الخلافات الطارئة والمؤلمة بين حركتي فتح وحماس اصبح من الضرورات الملحة وعليه وبعيدا عن القوقعات فان نجاح وانجاح الحوار بين الاشقاء في القاهرة وتحت المظلة المصرية اصبح مطلبا شعبيا وجماهيريا واخلاقيا ووطنيا ولهذا فلا معنى للحديث عن دور فاعل للعامل الفلسطيني في معادلة المنطقة وعلى الصعيد الدولي والاقليمي والمحلي في ظل هذا الشقاق والخلاف والتناحر المؤلم .