الحاضر الذي لن يغيب...مهداة إلى الشاعر الحاج لطفي الياسيني / للشاعر عماد علي محفوض
---------------------------------------------------
تغيبُ اليومَ عني يا رفيقي
فيا أحزانُ في قلبي أفيقي
وفيضي و اصبغي الأيامَ حزناً
وهيمي الآن يا روحي وتوقي
أفتشُ عنكَ في كل النواحي
تزوغُ بصيرتي ويجفُّ ريقي
أمدُّ يديَّ في كلِّ اتجاهٍ
وأسألُ ضارعاً من في طريقي
بفقدكَ ليس للأيام معنى
فما أمل بها ما من بريق
فأين ذهبتَ يا جلَّ الأماني
وهل أحياكَ في وهمٍ حقيقي
فيا للقلبِ من قفصٍ جريحٍ
يهيمُ بذلكَ الحرِّ الطليق
فراقُكَ في مدى الأيامِ صعبٌ
نعايشها كأنّا في حريق
فنمسكُ بالخيالِ بأي ذكرى
كما القشاتُ تمسكُ بالغريق
رحابُ الكونِ قد ضاقتْ بحبي
وأشعرُ كلما اتسعتْ بضيق
وجاءَ الصوتُ إذ آنستُ ناراً
تلوحُ لناظري مثلَ البريق
أوجه نحوها ركبي لعلي
ألوذُ بصاحبِ البيتِ العتيق
نصيبكَ أن تعيشَ بلا رفيقٍ
وروحُكَ تكتوي كل الحروق
وتحيا كل لوعاتِ البرايا
فتبدو بالزفيرِ وبالشهيق
وتذهبُ كالغروبِ تهيمُ بحثاً
وترجعُ عائداً مثلَ الشروق
لوحدكَ , راحَ أنكيدو بعيداً
ويبدو تاهَ في وادٍ سحيق
أحبَّ فصارَ إنساناً سوياً
كذاكَ الحبُّ يفعلُ بالعشيق
سعيتُ إلى الخلودِ وكان فيها
أحسُّ دماءَ آلهةٍ عروقي
فوهمكَ ما تجيءُ بهِ العقولُ
وروحكَ ما تجيءُ بهِ حقيقي
تمرُّ بهذه الدنيا سريعاً
وتغدو نائماً كالمستفيق
كمن قد مرَّ في روضٍ جميلٍ
فيمضي حاملاً بعضَ الرحيق
على أمل اللقاء أظل أحيا
ليوم فيه نُستدعى ببوق