Sharif Sharqiah
قصيدة في مدح الرسول -صلى الله عليه وسلم- / للشاعر الفلسطيني الاستاذ Sharif Sharqiah
------------------------------------------------------------------------
هبّت رياحٌ منكِ يثربُ هيّجَتْ ......في الرّوحِ شوقًا جارفًا وكبيرًا
فأطعت قلبي حيث قمت موجّها ...عَنْسي إلى قبرِ الرّسولِ نفيرًا
فسريتُ أجتازُ الفيافيَ في الدّجى...وبلوت نفسي في النّهارِ عُبورًا
ولقيت في دربي صنوف مشقّةٍ...فالظّلّ في الصحراء كان حرورًا
ما حدَّ كلُّ صعابها من شوكتي ....فالشّوق يزأر في الدّماء زئيرًا
ما أنْ رأيتُ من البعيدِ شوامخًا ..... حتّى تناثرت الدّموعُ سرورًا
وهرعت أحبو في اتّجاهِكَ سيّدي..ورميتُ روحيَ في هواك أسيرًا
لا تسألوا ماذا شعرت أحبّتي ....فالدّمع كان على الدّوام حضورًا
كلُّ الحياةِ قد اختصرتُ وجودَها..في ظلّ من عاش الحياة شَكورًا
صلّى عليك الله يا أسدَ الشّرى ...يا منْ لقيْتَ من الحوادث جُورا
قد كنت في رحم الأمومةِ عندما....رحل الأبُ الحاني ونام قريرًا
وكُفِلْتِ من خيرِ الجدودِ لحقبةٍ ... فرعاك في جفن العيون أميرًا
من بعده كانت كفالةُ عمِّكُم .......ووجدْتَ نَبْعًا نابضًا ومجيرًا
وفقدت حضنًا فاض كلَّ محبّةٍ ..كانت لكم خيرُ النّساءِ ظهيرًا
يا بنتَ وهبٍ قد رعيْتِ حبيبَنا.... ستَّا بقيت من السّنين سميرًا
قد فاض حضنُك في محبّةِ سيّدي... ونشرتِ نورًا ساطعًا وعبيرًا
جازاك يا أمَّ الحنانِ إلهُنا .......واختارَ حضنَك مسكنًا وسريرًا
لم تيأسي رغمَ الزّمانِ وغدره...وصمدْتِ في وجهِ الزّمان شهورًا
ربّيْتِ خيرَ الخَلْق سيّدةَ التُّقى ......فأنارَ فجْرًا كان قبلُ مريرًا
أهديتِ أهلَ الأرض خيرَ مبشّر...وسناه فاضَ على الأنام منيرًا
رغم الظّروفِ بقيتَ خيرَ مكافحٍ...تسعى لرزقِك مُذْ وعيتَ أجيرًا
آثرت في جَنْيٍ لرزقِك خيرَها .......تبغى الحلالَ وتأنفَنّ صغيرًا
ورسولُنا ملأ الحياةَ محاسنًا.....وأزال من سودِ العيونِ شرورًا
ولقد رأى من حيّه كلَّ الجفا .....وتحوّل الحدثُ العظيمُ حبورًا
ومعَ الظّروفِ القاهراتِ رأيتُه........يتلقّفُ الأمرَ العسيرَ يسيرًا
ما خاب يومًا ظنُّه في أهْلِه .......ورأيتُه في الحادثاتِ صبورًا
ماذا نقول لفارس كشف الغطا....عن شرِّ أنفاسٍ وكان جسورًا
ما هاب يومًا من ملاقاة العدا...أو ما انثنى هربًا وصال حسيرًا
يا متعةً للرّوح أنتَ نبيّنا .......منكم تضيء لنا النّجومُ النّورا
أخرجت قومٍك من ظلامٍ دامسٍ ..ونشرت ما أوْحى الإلهُ سطورًا
فازدان هذا الكونُ يا ألقَ الضيا...وسعيت تَنْسجُ للصّلاحِ حريرًا
يا سيّدي أذكيت كلَّ مروءةٍ .........وعلَوتَ تنثرُ للأنامِ بذورًا
وتفتحت هذي البذورُ محبّةً .....وسَعَتْ تشيدُ مسالكًا وجسورًا
أنتَ الأمينُ وصنت خيرَ رسالةٍ......وحباك ربُّ العالمينَ بشيرًا
تهدي الأنامَ إلى قويم مسالكٍ .......وتنيرُ عالمَنا هَنا وسرورًا
وأزلت عن عينِ الأنامِ غشاوةً ...وتحوّل الأعمى الغرورُ بصيرًا
الجزء الاول للقصيدة بقية