لا صوت ولا رائحة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد:
4063 - 2013 / 4 / 15 – 20:11
المحور: كتابات
ساخر
[" رجلٌ عجوز قال لطبيبهِ مُرتبِكاً : في الحقيقة .. أشكو من
مُشكلة غريبة ، فأنا أضرط كثيراً .. لكن من حُسن الحظ ، أن ضراطي صامت بلا صوت ،
وكذلك لا رائحة له على الإطلاق . عموماً اُريد يادكتور أن تجد لي علاجاً لهذه
الغازات اللعينة ! " . بعد ان فحصه الطبيب جيداً ، قّدمَ له أقراصاً ليتناولها
يوميا لمدة اسبوع ، ثم العودة . في الاسبوع التالي ، عاتبَ صاحبنا ، الدكتور قائلاً
: ان حالتي لم تتحسَن ، فلا زلتُ اُعاني من الغازات كما في السابق ، والأدهى من ذلك
، انها أصبحت ذات صوت ويسمعها الجميع ، وذلك يحرجني ! . وصفَ له الطبيب أدوية اُخرى
لمدة أسبوع . عادَ بعدها المريض غاضباً وقالَ للطبيب : يا سيدي ، أنني أسوأ من
السابق ، فلا زلتُ أضرط كثيراً كالعادة ، والمصيبة انه فوقَ صوتها القبيح ، فأن
رائحة كريهة تنبعث منها ! . فماذا أفعل يادكتور ؟ . أجابَ الدكتور بهدوء : ياعزيزي
كُنتَ مُصاباً بالصَمَم وفاقداً لِحاسة الشَم .. ولقد عالجتًكَ منهما .. والآن سوف
نرى مالذي نستطيع فعله بالنسبة للغازات ! ] .
رئيس الحكومة ، السيد " نوري
المالكي " ، يشبه كثيراً ، العجوز أعلاه .. فهو يُقْنِع نفسه ، بأن لا أحد " يسمع "
خطاباته الطائفية ، أو رسائله العشائرية أو توجهاته الإنفرادية ، ولا أحد يسمع ،
تهديداته المُستمرة ، حول إمتلاكهِ ل " ملفات " ضخمة ، ضد جميع خصومهِ ، ملفات
متعلقة بالإرهاب والفساد ، إذا أعلنها فأن [ الدُنيا ستنقلب ] حسب تعبيرهِ بالضبط !
. المالكي ، يعتقد بأن ضراطه هذا ، بلا صوت وليس فيه أي إحراج .. لكن الحقيقة غير
ذلك تماماً : فأن صمت المالكي عن كشف هذه الملفات الضخمة ، هو تواطؤٌ مع أصحاب هذه
الملفات ، وتستره على ذلك ، يُفقده أي قدرٍ من المصداقية .
أما توهمه بأن
كُل الفساد الموجود ، ليس له " رائحة " ، فذلك منتهى الغباء .. لأنه بإعتباره الرجل
الأول في الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة وصاحب بدعة " وزير بالوكالة " ، حيث
انه ماعدا وزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني ، التي يديرها أزلامه " بالوكالة
" منذ سنين ، فلقد زاد عليها وزارة المالية والزراعة و ... الخ . أن المالكي ، هو
المسؤول الرئيسي ، عن الفساد المستشري في أوصال الدولة " ثم يتبعه الآخرون من
تحالفه والاطراف الاخرى من الطبقة السياسية أيضاً " .
ان الروائح الكريهة ،
المنبعثة من الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة ، ولاسيما من المواقع العُليا من
الطبقة الحاكمة .. أزكمتْ أنوف الشعب العراقي ، بل ان تأثيرها المُدّوِخ ، تجاوز
الحدود ووصل الى العالم الخارجي !.
السنوات الثلاث الماضية ، كانتْ بمثابة "
مُعالجة المالكي من الصَمَم وفقدان حاسة الشَم " .. ففي حين كان يظُن في السابق ،
أن ضراطه ، غير مسموع وليس له رائحة .. فلقد أظهرتْ الأزمات المُتلاحقة ،
والإحتجاجات الشعبية والمظاهرات ، والإنقسامات في الكُتل السياسية ، وتنامي توجهاته
الدكتاتورية يوماً بعد يوم .. أظهرتْ بوضوح ان كُل " الآخرين " يسمعون الاصوات
القبيحة بوضوح ، ويشمون الرائحة الكريهة أيضاً ..
حانَ الوقت فعلاً ..
لِمُعالجة الإنتفاخ والغازات ! .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=354578