.ألقيْتُ هذه القصيدةَ في الأمسية الأدبيّة لتكريم الشّاعرة
مقبولة عبد الحليم (كفر-مندا) يوم الخميس 2/5/2013
قد صُغْتُ من حِلَلِ الرّبيعِ بياني ........يا نبْعَةَ الأشعارِ والألحانِ
... منكِ استقى الفجرُ المُنيرُ قصائدًا...ووجدتُ لحْنَكَ موردَ التَّحنان
وغدَتْ حروفِيَ تنحني بتواضعٍ......من فيضِ حرفِك كاملِ الإتقان
وأثَرْتِ خدًّا للصّباح بلمسةٍ.........فانسابَ عطرٌ من ندى البستانِ
أهديْتِ للوطنِ الجميلِ سنابلًا..........وأنرْتِ كلَّ السّهلِ والوديانِ
وعلى التّلالِ زرَعْتِ نورَ مشاعلٍ..ضاءت حروفُكِ من قضا بيسان
وفرَشْتِ دربَ العائدين بلهفةٍ .........ومسحتِ كلَّ معالمِ الأحزانِ
أيقَنْتِ أنّ الحقَّ يرفضُ ذِلّةً ........فسلكتِ دربَ العزِّ لا الخذلانِ
يا أختَنا منكِ البلادُ تألّقت......... وغفا على كفِّ القصيدِ زماني
أصبحتِ للوطنِ السّليبِ منارةً .....ضمّخْتِ أرضَ القدسِ بالألوان
سطّرتِ مأساةً لغزّةَ هاشمٍ.......ورسمتِ حرفَكِ من لظى الأجفانِ
ولثَمْتِ في شَغَفِ العشيقِ لأرضه ........كلَّ البقاع بريشةِ الفنّانِ
ومِنَ الجليلِ يمرُّ لَحْنُكِ شاديًا ....يُزجي القوافيَ في ندًى وحنانِ
وإلى المثلّثِ طولُه في عرضِه .....عطّرتِ أرضَ الوادِ في نيسان
وإلى الجنوبِ بِبيدِه وبأهْلِه .............روّيتِه أنسامَ عطرٍ حاني
لم تتركي قِيَمًا تشرّفُ أمّتي .......إلّا وكنْتِ السّبقَ في الإحسان
غنّيت للهادي البشيرِ محمّدٍ .....فازدان حرفُك من صدى الإيمانِ
وترنّمَت بين الضّلوعِ مشاعرٌ .......فاضت بألحانٍ وحُسْنِ معاني
وتدلّلت أمُّ القرُى من حرفِكُمْ............زيّنتِ يثربَ موطنَ الخلّانِ
يا أختَنا منكِ الورود ُ تنّفسَتْ ........وترنّم الشّادي على الأفنانِ
غنّيْت للحبِّ الرفيعِ قصائدًا........تاهت نفوسٌ من جمالِ بيانِ
سارت تهادى في الدّلال بروعةٍ....غاصت بأعماقِ النّدى بلَيانِ
أبدعتِ شاعرتي بقامةِ شامخِ .....حرّكت حرفَ الضّادِ في إتقانِ
وأعدْتِ للأدبِ الأصيلِ بَريقَهُ.......ما صاغَهُ الأفذاذُ من عدنانِ
وحلَلْتِ أهلًا.. شرّفَتْهُمْ طَلّةٌ .......تبقى المنارةَ في فضا الأكوانِ
كُرِّمْتِ من أحرارِنا يا أختَنا......فازدانَ من كرمِ الحضورِ زماني
قطَفوا العطورَ مِنَ الرّبيعِ وورْدِه ....يهدونَ روحَك أجمَلَ التّيجانِ
يا كفرَ مندا قد حظيتِ بهالةٍ ....... منها الضّياءُ ينيرُ كلَّ مكانِ
دامت حروفُكِ أختَنا مقبولةً ........تُشجي النّفوسَ بلوعةِ الظّمآنِ
منْها استقرّ بخاطري فيضُ المنى..واستشعرتْ روحي جمالَ زمانِ
لا فُضَّ فوكِ ودمتِ مصدرَ فخرِنا....وليبقَ حرفُك موقدَ الأشجانِ