رد الشيخ علي فلاح ( الكاتب عضو المجلس الديني الدرزي من قبل التنظيم ) / على د. رائد فتحي من ام الفحم
------------------------------------------------------------------------------
لم افكر في الرد على ما قاله رائد فتحي ، من ام الفحم حيث ان الذين قالوا مثله من الاسلام هم كثر ، امثال ماجد غنايم والطنطاوي وانيس منصور وغيرهم .
ولكن الذي جعلني ارد على فتحي وامثال فتحي الذين يهرفون بما لا يعرفون ، ولا يدرون من اين يأتون والى اين يذهبون .
أكتب ما قاله سماحة مفتي الديار المقدسة في فلسطين سماحة المفتي الحاج أمين الحسيني عن الدروز على لسان الحاج
"طاهر قرمان" حيث قال : " كنت في احدى السنين في لبنان وكان يقيم في ذلك الوقت في بيروت ، سماحة المفتي الحاج
أمين الحسيني ، مفتي الديار المقدسة والمسؤول عن الجامع الاقصى والوقف الاسلامي واليه ترجع الامور السياسية في
فلسطين وكان لي مع المفتي معرفة سابقة وعلاقات قديمة شخصية ، فوددت زيارته للتعرف على ظروفه الزمنية وكان
ينزل في احد فنادق رأس بيروت الفخمة ، وكان له في الفندق جناح خاص تحت تصرفه مؤلف من مطبخ وغرف للنوم
وعلى قاعة واسعة كبيرة الحجم ، ومفروشة للمقابلات". واضاف قرمان : " فلما قدمت اليه مع موعد سابق ، وبعد السلام والمجاملة ، وفي اثناء الحديث ، لفت انتباهي ان احد العمال يدخل الى المطبخ ومعه كمية من اللحوم ، وحسب ما اعرفه ان وفودا عديدة تزور المفتي في الفندق ومنهم من يتناول وجبة الطعام ضيافة من سماحة المفتي فوددت في ضميري ان اتعرف على الجزار في دكانه ، لادفع له نفقات اللحم ذلك الشهر وسألت احد الطباخين عن اسم الجزار وعنوانه واخبرني بذلك فذهبت الى الدكان والتقيت بشخص هناك بادرته بالسلام وقلت له :" اريد صاحب الدكان " فقال : " انا هو" . قدمت نفسي اليه : من انا . ومن اين اتيت : وطلبت منه ان اجري معه مقابلة قصيرة على حساب عمله فاستقبلني ببشاشة وجه وترحاب ثم سالته : هل انت الجزار الذي يزود الحاج امين الحسيني باللحم ؟ قال:" نعم".
قلت اتسمح لي بسؤال اخر . وانا خجول منه لانه ثقيل فارجو المعذرة . قال : تفضل اسأل ما تريد وانا اجيب .
فقلت له : الى أي طائفة انت تنتمي في لبنان المعروف بكثرة طوائفه ؟ فاجاب بسرعة : انا مواطن لبناني ابّا عن جد .
واحد افراد الطائفة الدرزية . وانتهيت مع الحديث معه بعد تقديم الضيافة وشكرته على حديثه الشيق الذي ان دلّ على شيء فانه يدل على ادبه وكرمه .
رجعت الى الفندق وجلست مع المفتي وبادرته بالسؤال التالي : هل تعرف يا سماحة المفتي الذي يزودكم باللحم من أي
طائفة ؟ قال : نعم من اخواننا بني معروف . فقلت يا صاحب السماحة : كيف يجوز لك ان تأكل لحم الذبيحة التي يذبحها
الدرزي ونحن اسلام فلسطين لا نأكل لحمهم لانهم ليسوا من اهل الكتاب ، لا يذكرون الله في ذبحهم ولا يذكرون ولا نتعامل
معهم .
فقال مفتي من اين كانت هذه الفتوى ومن افتاها؟ وقد ظهر الاستياء والغضب على وجهه . وقال بنبرة رصينة : " ان هذا
القول باطل ومردود ومرفوض كليا . فالدروز قرأت عنهم وتعرفت على العشرات من زعمائهم وتأكدت ان الجزار
الدرزي وقت قيامه بالذبح يقف مستقبلا القبلة الشريفة قائلا : " بسم الله الرحمن الرحيم ، سبحان من حللك للذبح , الله
واكبر. ويشترط ايضا ان يكون السكين ماضيا لئلا تتألم الذبيحة فلا يوجد أي شك لدي في اسلامهم فهم مسلمون موحدون
بالله . ومرجعهم القرآن الكريم في الزواج والطلاق والارث والصلاة على الميت واشياء اخرى وهم المقيدون بالعدالة
حيث يمنع عندهم الجمع بين زوجتين ، ولا يرجعون المطلقة لا بشرع ولا بفتوى ولو كان لها عشرة اولاد وهم بعيدون كل
البعد عن زواج المتعة وهي عندهم في قمة الكبائر فاذا كانت هذه صفاتهم وهذا ايمانهم في الصلاة على الجنازة في التكبير
والتوجه الى القبلة الشريفة وتلاوة الآيات والبينات من القرآن الكريم. فكيف يجوز لاي مسلم ان يتنكر لهذه الطائفة الكريمة عريقة الانساب، اصيلة الاعراف ، التي سميت بالخطأ " دروز " فهم بالحقيقة " الموحدين بالله". ولا يشركون به احدا، اما سواعدهم المفتولة فقد حملت السيوف واشهرتها لنصرة الاسلام والعرب ، وفي زمن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان الصحابي (سلمان الفارسي والذي قال عنه سلمان من اهل البيت) ويوم الخندق كان له الفضل الكبير لنصرة الاسلام ثم المقداد بن عمر الاسود ، وابو ذرّ الغفاري وعمار بن ياسر العبسي وأمه سُميّة اول شهيدة في الاسلام .
هؤلاء الصحابة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) هم عند الدروز انبياء وان هذا القول عن الدروز "لا يؤكل ذبحهم لانهم لا يسّمون ولا يكبرون وهم كفار مرتدون" . أعتبره فتنة وتفرقة بين ابناء الشعب الواحد !!
فهل هذا الرد لسماحة المفتي الحاج أمين الحسيني يكفي لرائد فتحي وامثال رائد فتحي .